العدد : ١٧٠٧٤ - السبت ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٤ - السبت ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

فراغيه!

 

} كثيرون‭ ‬من‭ ‬محبي‭ ‬النقد‭ ‬والانتقاد‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬الرياضي‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬اختلافه؛‭ ‬تراهم‭ ‬يمارسون‭ ‬نقدا‭ ‬لاذعا‭ ‬لكل‭ ‬الامور‭ ‬الرياضية،‭ ‬وان‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬عمومها‭ ‬إيجابية،‭ ‬لكنهم‭ (‬الاغلب‭) ‬ينطلقون‭ ‬من‭ ‬المثل‭ ‬الشائع‭ (‬مع‭ ‬الخيل‭ ‬ياشقرا‭)‬؛‭ ‬فتتباين‭ ‬آراؤهم‭ ‬حتى‭ ‬خلال‭ ‬الساعة‭ ‬الواحدة،‭ ‬يصنع‭ ‬رأيا‭ ‬ويصدقه‭ ‬وحده؛‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬يهب‭ ‬لتكذيبه‭!‬

 

} هذا‭ ‬الواقع‭ ‬ازداد‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاعلامي‭ ‬على‭ ‬اختلافها‭ (‬كالنار‭ ‬في‭ ‬الهشيم‭)‬،‭ ‬ويدخل‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬النقد؛‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬بالإعلام‭ ‬الرياضي‭ ‬ومن‭ ‬ليس‭ ‬له،‭ ‬ومن‭ ‬له‭ ‬بالرياضة‭ ‬ومن‭ ‬هو‭ ‬بعيد‭ ‬عنها،‭ ‬فاليوم‭ ‬صارت‭ ‬الرياضة‭ ‬اكثر‭ ‬وسيلة‭ ‬للحديث‭ ‬حولها،‭ ‬إداريا‭ ‬وفنيا‭ ‬ومن‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬بالأمور‭ ‬الفنية‭ ‬ينتقد‭ ‬ويحلل‭ ‬خطط‭ ‬اللعب‭ ‬وطرائقها‭ ‬ومستويات‭ ‬اللاعبين‭.‬

 

} لدرجة‭ ‬اننا‭ ‬نظن‭ ‬ان‭ ‬الكل‭ ‬صار‭ ‬مدربا‭ ‬او‭ ‬دخل‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬اتهاما؛‭ ‬فلمن‭ ‬اراد‭ ‬عليه‭ ‬ان‭ ‬يرصد‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الرياضية،‭ ‬والبرامج‭ ‬التحليلية‭ ‬ويستمع‭ ‬لآراء‭ ‬المنظرين،‭ ‬لدرجة‭ ‬انك‭ ‬تشعر‭ ‬بأنهم‭ ‬افضل‭ ‬واكثر‭ ‬خبرة‭ ‬من‭ ‬الفنيين‭ ‬والاداريين‭ ‬المؤهلين؛‭ ‬هذا‭ ‬فقط‭ ‬لأنهم‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬مساحات‭ ‬يتحدثون‭ ‬فيها‭ ‬او‭ ‬امكنة‭ ‬يكتبون‭ ‬فيها‭!‬

 

} حتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬اختيار‭ ‬اللاعبين‭ ‬لفرق‭ ‬المنتخبات‭ ‬او‭ ‬الاندية؛‭ ‬او‭ ‬وضع‭ ‬الطرائق‭ ‬لتحركات‭ ‬اللاعبين،‭ ‬يحشرون‭ ‬انفسهم‭ ‬فيها،‭ ‬ويتساءلون‭: ‬لماذا‭ ‬اختار‭ ‬هذا‭ ‬اللاعب‭ ‬وترك‭ ‬ذاك،‭ ‬وكيف‭ ‬له‭ ‬اختيار‭ ‬لاعبين‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الدوري‭ ‬المحلي‭ ‬وهو‭ ‬لم‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬المحترفين‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬بل‭ ‬يحشرون‭ ‬رؤاهم‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أدق‭ ‬تفاصيل‭ ‬المهارات‭ ‬الفردية‭ ‬للاعبين‭.‬

 

} لا‭ ‬نحجر‭ ‬على‭ ‬الآراء‭ ‬مهما‭ ‬تباينت،‭ ‬ولكن‭ ‬نامل‭ ‬الواقعية؛‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬العدل‭ ‬ان‭ ‬نجعل‭ ‬من‭ ‬انفسنا‭ ‬فنيين‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬المدربين‭ ‬انفسهم،‭ ‬ولا‭ ‬اداريين‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬الاداريين‭ ‬اصحاب‭ ‬القرار‭ ‬والاقدر‭ ‬على‭ ‬اتخاذه؛‭ ‬لان‭ ‬ذلك‭ ‬يثير‭ ‬الشكوك‭ ‬ويعرقل‭ ‬الايجابيات،‭ ‬ونتدخل‭ ‬في‭ ‬امور‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬اختصاصنا،‭ ‬مع‭ ‬اننا‭ ‬نردد‭ ‬دوما‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬لأحد‭ ‬في‭ ‬شغل‭ ‬المدربين‭ ‬او‭ ‬القرارات‭ ‬الادارية‭.‬

 

} نريد‭ ‬نقدا‭ ‬فنيا‭ ‬او‭ ‬اداريا‭ ‬واقعيا؛‭ ‬ومن‭ ‬ذوي‭ ‬الاختصاص‭ ‬فعليا‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬اجتهادات‭ ‬واراء‭ ‬المختصين‭ ‬من‭ ‬اصحاب‭ ‬القرار؛‭ ‬لأننا‭ ‬نثير‭ ‬زوبعة‭ ‬لا‭ ‬تنتهي،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬السفينة‭ ‬لا‭ ‬تسير‭ ‬إلا‭ ‬بربان‭ ‬واحد؛‭ ‬فكيف‭ ‬لنا‭ ‬ان‭ ‬نديرها‭ ‬بالعشرات‭ ‬من‭ ‬الربابنة‭ ‬المتباينين‭ ‬في‭ ‬الآراء؟‭ ‬وكل‭ ‬واحد‭ ‬يدعي‭ ‬صحة‭ ‬اتجاهه،‭ ‬انه‭ ‬الغرق‭ ‬بعينه‭!‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا