عالم يتغير
فوزية رشيد
ما هذا الذي يحدث في غزة؟! أين الإنسانية؟!
{ إنه السقوط الغربي المدوّي في حضيض جرائم الحرب «الإسرائيلية» في فلسطين المحتلة تاريخيًّا واليوم في غزة بشكل كامل بسبب الدعم المطلق لتلك الجرائم! قصف مكثف ومتواصل، واستخدام (الأسلحة المحرّمة دوليًا) اتباعًا لسياسة «الأرض المحروقة»! ومنع الغذاء والماء وقطع الكهرباء والوقود، وقصف المستشفيات والمدارس والأبراج السكنية، في عملية إبادة ممنهجة للعوائل والأطفال والنساء والمدنيين! تهجير قسري للسكان في شمال القطاع، ومن أراد النزوح (يتم قصفهم) مشاة أو في السيارات، وهم في طريقهم إلى الجنوب في القطاع! بعد بيان عاجل من الكيان الصهيوني المجرم لسكان شمال غزة (لا تعودوا إلى بيوتكم)! وأن عليهم إخلاء بيوتهم فورًا! ولكن يجدوا القصف فوق رؤوسهم حتى وهم في الطريق! عدد سكان شمال غزة (2,1 مليون شخص)!
{ تقول «إليزابيث النكلة» وهي (والدة) زوجة رئيس الوزراء الأسكتلندي الموجودة في غزة: «أين الإنسانية؟ سيكون هذا الفيديو الأخير لي، الجميع في غزة يتحركون نحو المكان الذي نحن فيه.. مليون شخص في غزة ينزحون وهم بلا طعام ولا ماء، وما زالوا يقصفونهم وهم يغادرون! أين سنضعهم؟! لكن أول ما أفكر فيه هو أنه لا يمكن إجلاء كل هؤلاء في المستشفى!
أين الانسانية؟! أين قلوب الناس في العالم للسماح بحدوث هذا في هذا العصر؟! فليساعدنا الله»!
{ هكذا مرّ الأسبوع الأول من جرائم الحرب «الإسرائيلية» ووثقت الكاميرات والفيديوهات أبشع الصور عن الضحايا وأغلبهم من الأطفال! ها هي «صبرا وشاتيلا» المكبرة في غزة وكل جرائم الإبادة «الإسرائيلية» (تعيد إلى الذاكرة تاريخًا مليئًا بالدم والقتل منذ 75 عامًا)! ولكن ما يحدث في غزة اليوم أكبر بكثير، وبشكل لا يوجد ما هو أبشع منه! جثث مقطعة ومبتورة ومحروقة ومشوّهة وأغلبها لأطفال ونساء! حتى الأجنة احترقت في بطون أمهاتها. جراء القصف الفوسفوري! هل هؤلاء هم مقاتلو «حماس» الذين شرعت عملية «السيوف الحديدية» انتقاما منهم؟
وللدلالة على أن حرب الإبادة الهمجية والممنهجة هي ضدّ المدنيين، وزّع «بن غفير» الصهيوني المتطرف، (20 ألف سلاح) سيعقبه 20 ألف سلاح أخرى، على (المستوطنين المتطرفين) أمثاله، ليقتلوا عشوائيًّا الفلسطينيين في الضفة الغربية!
هكذا تتضح الصورة أكثر، إن الهدف هو كل فلسطيني وكل طفل وامرأة فلسطينية، سواء في قطاع غزة أو في الصفة الغربية!
{ بحجة عملية 5 ساعات تتم الإبادة والمجازر الجماعية، ولا دليل على جثث المقتولين بتلك الأعداد التي ينشرها الكيان الصهيوني! ولا جنازات جماعية! مثلما لا دليل على قطع رؤوس 40 طفلاً كما يدعي الكيان! وهذا موضوع آخر له وقفة أخرى حول الأكاذيب والروايات «الإسرائيلية»! وحتى اللحظة كل هذا القصف أو حتى عدم استثناء المستشفيات، يدّل على حجم الهمجية، التي أتعبت المشاهدين لما يحدث في كل مكان، أو بالأحرى أتعبت من يمتلك قلبا إنسانيا! قتل المدنيين «مدان» من كل الأطراف، ولكن الذي نراه هو (توظيف خطير لطوفان الأقصى لما هو أبعد بكثير من الانتقام الذي يبرّر له الكيان الصهيوني أو الحجة في الدفاع عن النفس)! فهل اتضحت صورة من هم الوحوش البشرية بعد كل ما شاهدناه، والتي ستطول مشاهدها بما هو أكثر في حرب طويلة يريدها الكيان الصهيوني، للقضاء على الإنسان الفلسطيني، وليس القضاء على حماس، كما يردد قادتهم طول الوقت؟!
{ الغرب الذي تداعى بأكمله بقيادة البارجات الأمريكية والدعم المطلق والمفتوح بجرائم الحرب، يزداد إصرارًا على استمرار تلك الجرائم بل وعلى توسيع رقعتها في المنطقة! بريطانيا بدورها تتحرك نحو مياه البحر الأبيض المتوسط! وألمانيا وإيطاليا بل الاتحاد الأوروبي كله ينحاز للجرائم «الإسرائيلية»! وفرنسا تمنع أي تضامن مع القضية الفلسطينية وتهدّد بسجن أي متضامن مدة (5 سنوات) و«7 سنوات»! «جون كيربي» يبكي أمام الكاميرا ودموعه «دموع عنصرية» من أجل إسرائيل! فيما لا «دموع إنسانية» في الغرب على مشاهد الأطفال، الذين يتم إبادتهم كل لحظة في غزة! بل دعم وفزعة غربية لاستمرار الكيان في جرائمه على مدار الساعة!
{ جرائم حرب لم تشهد الحروب مثيلاً لها إلا حروب الكيان نفسه وحروب أمريكا ضد الشعوب! الدوس على كل القوانين الدولية، والحقوق المشروعة بما يخصّ من يقاوم احتلال أرضه، فيما يتم دعم المحتلّ وجرائمه بكل أشكال الدعم والإعلام العالمي المسيطر عليه! والمنظمات الحقوقية والأممية تصمت عن حجم الجريمة المرتكبة كل لحظة بحق الأطفال والنساء، بل الأمم المتحدة يصرح أمينها العام وكأنه موظف لدى إسرائيل!
{ ضرب المستشفيات والمدارس التي يلجأ إليها المصابون جريمة حرب! أن يعاقب شعب غزة بأكمله جريمة حرب! أن تبقى المستشفيات من دون كهرباء ليموت حتى المصابين قتل جماعي وإبادة جماعية، ولكأن المجرم لم يشبعه حصار الغذاء والماء والكهرباء والوقود على كل أهالي غزة، فالتفت إلى المستشفيات لتكتمل صورة الوحشية والهمجية! كل ذلك جريمة حرب. أن تتشكل حكومة حرب والهدف خلال أسبوع كامل كما اتضح هو المدنيون جريمة حرب! أن يتم منع الدواء ومنع المساعدات الإنسانية والتهديد بقصفها جرائم حرب! أن يتم التخيير بين الموت أو الهجرة عبر رفح جريمة حرب وانتهاك لكل المواثيق الدولية واعتداء على الأمن القومي لبلد آخر هو هنا المصري وأرضه!
{ كل جرائم الحرب تلك وغيرها كثير لم تحرّك شعرة في «الرأس الغربي»! معلنة سقوط «المنظومة الإنسانية» في كل الحضارة الراهنة! وإعلان شريعة الغاب بشكل متطرف! فلا قانون دولي ولا حقوق ولا إنسانية، ولا أمم متحدة، ولا مؤسسات دولية... كل ذلك أصبح سرابا في حرب لا إنسانية على شعب ومدنيين! حتى لم يبق مكان لأي من المواثيق الدولية ولا للضمير! وللدلالة يكفي هنا ما قاله (الرئيس الإسرائيلي إسحق هير تسوغ) حين انفعل على سؤال إحدى الصحفيات حول التزام بلاده بالقانون الدولي ليقول: (حقا؟ حقا؟ حقا؟ هذا خارج السياق)! هذا هو العالم الذي نعيش فيه! إنه خارج السياق!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك