الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
فلسطين.. هذه المرة مختلفة
هذه المرة لاحظ الجميع، أن التعاطف العربي، الرسمي والشعبي معا، يكاد يكون متطابقا إلى حد ما، في التعاطف مع الشعب الفلسطيني، والتحرك نحو دعم فلسطين، ونصرة قضيتها، وفي رفض العدوان الإسرائيلي وأسلوب القتل والتجويع والتهجير.
لا يهم الشارع العربي اليوم، إن كان من قام بالعمل الفلسطيني تبع أي «فصيل أو حركة أو جماعة فلسطينية، لأن الانتهاكات الإسرائيلية اليومية، وفي ظل الحزب الحاكم المتشدد، لم تترك لأهل فلسطين أي مجال، وهم يرون الأساليب المتغطرسة التي تمارسها السلطات الإسرائيلية، وفي اقتحام المسجد الأقصى، وفي قتل الأطفال والنساء والأبرياء يوميا».
لا يوجد عربي في قلبه ذرة من الإنسانية والعروبة، يقبل بأن يخرج مسؤول إسرائيلي، ويقول عن أهل فلسطين، إننا نتعامل مع حيوانات وحشرات وليسوا بشرا، وسوف نقتلهم جميعا..!! لا يوجد عربي في قلبه ذرة من الإنسانية والعروبة، يقبل هذا الحصار الجائر، وقطع الكهرباء، ومنع الماء والدواء والغذاء، وسقوط المئات من القتلى يوميا..!!
لم تعد التبريرات الساذجة، وأساليب جلد الذات للشعب الفلسطيني، تجدي نفعا عند أصحاب العقول والضمائر العربية، في أن من قام بعملية طوفان الأقصى مخطئ، وأن الشعب الفلسطيني الآن يتحمل عواقب آثار وتداعيات العملية، وأن إسرائيل تبطش وبشدة في غزة، وأن العالم الغربي متعاطف مع إسرائيل..!!
لم تعد تلك الأحاديث والتبريرات تجدي نفعا، ولا تلقى اهتماما، ولا توقع تأثيرا في الشارع العربي، لأن السلطات الإسرائيلية تقوم بتلك الانتهاكات يوميا ولم تتوقف أصلا، وأن العالم الغربي متعاطف مع إسرائيل قبل العملية وبعدها، فما الجديد في ذلك..؟؟ وإن صور أسر واختطاف المدنيين الإسرائيليين، يوجد مثلها بالمئات من الشعب الفلسطيني ممن هم في الأسر والسجون الإسرائيلية.. تلك أسطوانة مشروخة، وشماعة بالية، لم تعد ذات تأثير في العقل العربي.
أمن وسلامة المدنيين من كلا الجانبين، أمر مهم ويجب احترامه والحفاظ عليه، ولكن ما قام به أهل فلسطين هو ردة فعل لفعل أكبر، أشنع ومستمر، وانتهاك متواصل تقوم به السلطات الإسرائيلية، ضد المدنيين من أهل فلسطين، الصغار والنساء، والعجائز والأبرياء، وهذا ما يجب الحديث عنه بشكل واضح، وتحميل الإدارة الإسرائيلية تبعات ما حصل وما سيحصل، وما يمكن أن تخطط له، في إجبار أهالي قطاع غزة للنزوح إلى ما وراء قطاع غزة..!!
وهنا يجب أن نسجل كذلك لبلادنا مملكة البحرين موقفها الثابت والراسخ، الذي لا حياد عنه، وما أكده جلالة الملك المعظم، وأشار له سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وما أعلنته وزارة الخارجية في دعم القضية الفلسطينية وحقوق شعبها والدولة المستقلة.. بجانب المبادرة لتقديم الدعم العاجل، مع التحرك نحو مساعي وقف التصعيد وحماية المدنيين.. وهذه مواقف بحرينية تبعث على الفخر والاعتزاز والكرامة..
فاللهم احفظ فلسطين وأهلها ومقدساتها ومن فيها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك