العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

فلسطين.. هذه المرة مختلفة

هذه‭ ‬المرة‭ ‬لاحظ‭ ‬الجميع،‭ ‬أن‭ ‬التعاطف‭ ‬العربي،‭ ‬الرسمي‭ ‬والشعبي‭ ‬معا،‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬متطابقا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬في‭ ‬التعاطف‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬والتحرك‭ ‬نحو‭ ‬دعم‭ ‬فلسطين،‭ ‬ونصرة‭ ‬قضيتها،‭ ‬وفي‭ ‬رفض‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وأسلوب‭ ‬القتل‭ ‬والتجويع‭ ‬والتهجير‭.‬

لا‭ ‬يهم‭ ‬الشارع‭ ‬العربي‭ ‬اليوم،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بالعمل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬تبع‭ ‬أي‭ ‬‮«‬فصيل‭ ‬أو‭ ‬حركة‭ ‬أو‭ ‬جماعة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬لأن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬اليومية،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬المتشدد،‭ ‬لم‭ ‬تترك‭ ‬لأهل‭ ‬فلسطين‭ ‬أي‭ ‬مجال،‭ ‬وهم‭ ‬يرون‭ ‬الأساليب‭ ‬المتغطرسة‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬السلطات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وفي‭ ‬اقتحام‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬وفي‭ ‬قتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والأبرياء‭ ‬يوميا‮»‬‭.‬

لا‭ ‬يوجد‭ ‬عربي‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬ذرة‭ ‬من‭ ‬الإنسانية‭ ‬والعروبة،‭ ‬يقبل‭ ‬بأن‭ ‬يخرج‭ ‬مسؤول‭ ‬إسرائيلي،‭ ‬ويقول‭ ‬عن‭ ‬أهل‭ ‬فلسطين،‭ ‬إننا‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬حيوانات‭ ‬وحشرات‭ ‬وليسوا‭ ‬بشرا،‭ ‬وسوف‭ ‬نقتلهم‭ ‬جميعا‭..!! ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬عربي‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬ذرة‭ ‬من‭ ‬الإنسانية‭ ‬والعروبة،‭ ‬يقبل‭ ‬هذا‭ ‬الحصار‭ ‬الجائر،‭ ‬وقطع‭ ‬الكهرباء،‭ ‬ومنع‭ ‬الماء‭ ‬والدواء‭ ‬والغذاء،‭ ‬وسقوط‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬القتلى‭ ‬يوميا‭..!!‬

لم‭ ‬تعد‭ ‬التبريرات‭ ‬الساذجة،‭ ‬وأساليب‭ ‬جلد‭ ‬الذات‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬تجدي‭ ‬نفعا‭ ‬عند‭ ‬أصحاب‭ ‬العقول‭ ‬والضمائر‭ ‬العربية،‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بعملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬مخطئ،‭ ‬وأن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الآن‭ ‬يتحمل‭ ‬عواقب‭ ‬آثار‭ ‬وتداعيات‭ ‬العملية،‭ ‬وأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تبطش‭ ‬وبشدة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وأن‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬متعاطف‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭..!!‬

لم‭ ‬تعد‭ ‬تلك‭ ‬الأحاديث‭ ‬والتبريرات‭ ‬تجدي‭ ‬نفعا،‭ ‬ولا‭ ‬تلقى‭ ‬اهتماما،‭ ‬ولا‭ ‬توقع‭ ‬تأثيرا‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬العربي،‭ ‬لأن‭ ‬السلطات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تقوم‭ ‬بتلك‭ ‬الانتهاكات‭ ‬يوميا‭ ‬ولم‭ ‬تتوقف‭ ‬أصلا،‭ ‬وأن‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬متعاطف‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬قبل‭ ‬العملية‭ ‬وبعدها،‭ ‬فما‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬ذلك‭..‬؟؟‭ ‬وإن‭ ‬صور‭ ‬أسر‭ ‬واختطاف‭ ‬المدنيين‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬يوجد‭ ‬مثلها‭ ‬بالمئات‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ممن‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬الأسر‭ ‬والسجون‭ ‬الإسرائيلية‭.. ‬تلك‭ ‬أسطوانة‭ ‬مشروخة،‭ ‬وشماعة‭ ‬بالية،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬ذات‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬العقل‭ ‬العربي‭.‬

أمن‭ ‬وسلامة‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين،‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬ويجب‭ ‬احترامه‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليه،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬أهل‭ ‬فلسطين‭ ‬هو‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬لفعل‭ ‬أكبر،‭ ‬أشنع‭ ‬ومستمر،‭ ‬وانتهاك‭ ‬متواصل‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬السلطات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬فلسطين،‭ ‬الصغار‭ ‬والنساء،‭ ‬والعجائز‭ ‬والأبرياء،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬الحديث‭ ‬عنه‭ ‬بشكل‭ ‬واضح،‭ ‬وتحميل‭ ‬الإدارة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تبعات‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬وما‭ ‬سيحصل،‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تخطط‭ ‬له،‭ ‬في‭ ‬إجبار‭ ‬أهالي‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬للنزوح‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭..!!‬

وهنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نسجل‭ ‬كذلك‭ ‬لبلادنا‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬موقفها‭ ‬الثابت‭ ‬والراسخ،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬حياد‭ ‬عنه،‭ ‬وما‭ ‬أكده‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬وأشار‭ ‬له‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وما‭ ‬أعلنته‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحقوق‭ ‬شعبها‭ ‬والدولة‭ ‬المستقلة‭.. ‬بجانب‭ ‬المبادرة‭ ‬لتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬العاجل،‭ ‬مع‭ ‬التحرك‭ ‬نحو‭ ‬مساعي‭ ‬وقف‭ ‬التصعيد‭ ‬وحماية‭ ‬المدنيين‭.. ‬وهذه‭ ‬مواقف‭ ‬بحرينية‭ ‬تبعث‭ ‬على‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬والكرامة‭.. ‬

فاللهم‭ ‬احفظ‭ ‬فلسطين‭ ‬وأهلها‭ ‬ومقدساتها‭ ‬ومن‭ ‬فيها‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا