زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
وبدأت المعركة والمقترحات ضد السكري
شكوت بالأمس من أن طبيبا كنت أثق به وأعتبره من فئة صديق في وقت الضيق، وجه إلي لكمة صاعقة عندما قال لي إنني على أعتاب مرض السكري من النوع الثاني (يعني أنا حتى في المرض درجة ثانية)، وسألته مستنكرا كيف توصل إلى ذلك الحكم الظالم، فقال: نتيجة فحص السكر التراكمي في الدم تثبت ذلك، فسألته، متى وكيف أجرى ذلك الفحص من وراء ظهري، فقال لي إنني أتيته لإجراء فحص سي بي سي أي فحص الدم الكامل و«أثبتت نتائج الفحص أنك مرشح قوي للسكري. فقلت له إنني أعطيت عينة من دمي لفحص وظائف الكبد والكلى والهيموغلوبين والدهون الثلاثية وحساب الكريات البيضاء والحمراء، وما إلى ذلك، ولم يكن فحص مستوى السكر في الدم واردا في حساباتي، فجاءني الرد: أنت بليد في الحساب كما اعترفت مرارا في مقالاتك، وعينة دم واحدة تكفي لفحص معظم الأمور وتحديد مؤشرات الصحة العامة، ثم حرمني الطبيب من حرية التعبير ومنعني من طرح أي سؤال عليه، ووصف لي عقارا اسمه غلوكوفاج وهو اسم لا يبعث على الطمأنينة ثم أعطاني قائمة بأنواع الأطعمة والمشروبات التي ينبغي علي تجنبها تماما أو تناولها بكميات قليلة
وما أن ذاع أمر ترشيحي إلى مرض السكري وعم القرى والحضر، حتى توالت علي الوصفات من فاعلي الخير، ورغم أنني مقتنع بنجاعة الكثير من وصفات الطب الشعبي، إلا أنني أتعامل مع الكثير منها بنفس أسلوب تعاملي مع المعلومات والأخبار المتداولة عبر واتساب، أي بكثير من الشك، وكان من أغرب الوصفات التي تلقيتها أن أمضغ أوراقا خضراء من شجرة النيم وأبلع عصارتها أو أن أغلي تلك الأوراق في الماء ثم أشرب العصارة، والنيم هذه أتى بها الإنجليز إلى السودان من الهند، وفي السودان اليوم عشرات وربما مئات الآلاف من أشجار النيم أمام وداخل البيوت وعلى حواف الشوارع، ولكن ما من بهيمة مهما كانت درجة غبائها وجوعها تأكل أوراقها، ومن غرائب هذه الشجرة أن الثعابين لا تقترب منها، وهذه شجرة تعافها الثعابين المعبأة بالسموم، ويريد صاحبها مني أن أمضغ أوراق شجرة تعافها الأغنام والثعابين!
وأقول مجددا إنه ورغم أني أثق تماما ببعض الوصفات الطبية الشعبية، وأدرك أن البشرية واصلت البقاء والتناسل لعشرات وربما مئات الآلاف من السنين بلا طب حديث أو صيدليات تبيع منتجات مصانع الأدوية، إلا أنني أتعامل بحذر مع كل الوصفات الجديدة علي، وإذا قال لي أحدهم: خذ كذا أو كذا وكذا على الريق، فإنني أشك في جدوى الوصفة، لأن معظم الوصفات الفاشوش تكون متبوعة بالتناول على بطن خاوية من الطعام، علما بأن أكثر من 90% من الأدوية الحديثة ثابتة النجاعة تؤخذ بعد الأكل، ووجدت كلاما كثيرا وجميلا عن دور البامية في خفض مستوى السكر في الدم، وبما أنني عاشق للبامية، ونطبخها في السودان طازجة أو مسحونة بعد التجفيف، فقد قررت شراء كميات تجارية منها، وتعاطيها في الغداء والعشاء مدة شهر، ولو أحدثت تخفيضا في مستوى السكر فخير وبركة أما إذا اتضح أنها لم تسهم في تحصيني ضد السكري سأطلقها طلاقا بائنا بينونة كبرى.
على كل حال عقدت العزم على منع السكري من غزو دمي، وقلّلت من تناول النشويات وطلقت كل طعام أو شراب فيه سكر أبيض، ثم نفضت الغبار عن جهاز السير الكهربائي الذي بنى عليه العنكبوت من طول الركود وعدم الاستعمال، وصرت أستخدمه يوميا وأسير عليه بالخطوة السريعة ل40 دقيقة، ولكن النتيجة محبطة جدا، فبعد أن تعلو أنفاسي ويتصبب العرق مني شلالاً أكتشف أنني حرقت 115 سعرة بمجهود 40 دقيقة، بينما إذا أكلت شريحتين من البطيخ أكون قد زودت جسمي بنحو 400 سعرة، بينما أنا أصلا بدأت في ممارسة الرياضة لأعطي نفسي حق تناول البطيخ والتمر، ما يؤكد لي أن الرياضة عديمة الجدوى، لأنني بقضاء أربعين دقيقة على السير الكهربائي أكون كما لاعب كرة قدم يقضي شوطا واحدا في الملعب وهو يتحرك بسرعة معقولة في انتظار أن يتصدق عليه زميل بتمريرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك