عالم يتغير
فوزية رشيد
المنظمات الإنسانية المزعومة!
{ هي المنظمات العالمية التي تدعي الإنسانية والتعاطف مع المحن البشرية وضحايا الأزمات والكوارث، وهي ذاتها التي تضع الحفاظ على الطفولة وحمايتها واجهة لكل تحركاتها في العالم، وتتحصل على (الدعم والتمويل) لكي تقوم بمهمتها «الإنسانية» على أفضل وجه! ولكن يبدو أن الأقنعة اهترأت من كثرة استخدامها، وأن الحقيقة في النهاية تُطل لتكشف الوجه الآخر لأنشطتها غير المشروعة «واللاإنسانية»! ففي مطار «نيامي بالنيجر» تم توقيف طائرة قادمة من «تشاد» متجهة إلى إسبانيا، وعلى متنها (المئات من الأطفال السودانيين المخطوفين من أهاليهم)! ومن كان يشرف على ذلك النقل غير المشروع للمخطوفين إحدى المنظمات الإنسانية (CHIDERN RESCUE) كما كان مكتوبا على ظهر إحدى القمصان، التي يرتديها أفراد المنظمة! وهم الطاقم الذي تم توقيفه من جانب الأمن النيجيري، وتم تصوير ذلك بالفيديو ليعم انتشاره!
{ الفيديو المصوّر وبشهادة أحد مسؤولي المطار، كان باللغة الفرنسية، ولكن المشاهد توضح خلفيات الحدث، حيث يتم تهريب الأطفال السودانيين المخطوفين تحت ستار المنظمة الإنسانية! والسؤال هو ما مصير أولئك الأطفال وقد تم خطفهم؟! ولماذا تم خطفهم أصلا وكيف؟! هل هم فئران تجارب في المعامل السرّية البيولوجية أو ربما الإلكترونية؟! هل هي العبودية الجديدة؟! هل هم قرابين الطقوس الشيطانية، التي انتشر خطف الأطفال تحديداً بسببها في أمريكا وأوروبا؟! كل الاحتمالات واردة ومتوقعة في زمن وحشي، لم يسلم فيه حتى الأطفال! أم أن هناك مافيات (التجارة في الأعضاء البشرية) التي يتم اختطاف أطفال وشباب والتعامل مع أعضائهم ومعهم كـ (SPARE PARTS)أو أعضاء للبيع لمن يحتاجها من قوائم المنتظرين الأثرياء في المستشفيات الغربية؟! وحيث فضائح تلك الوقائع أصبحت منتشرة، وحديث السوشال ميديا في كل مكان عن عصابات التجارة بالبشر والأعضاء!
{ كل تلك الأمور هي صناعة (الرأسمالية العولمية المتوحشة) التي يتم وضع الإنسان فيها في أدنى المراتب، وتُجرى عليه كل الفرمانات باعتباره وجسده مادة للمتاجرة! تنشط بسببها كتجارة مافيات الخطف والمتاجرين بالإنسان في ظل الأزمات التي تمر بها بلدانهم، ليتحولوا إلى جانب مأساتهم في أوطانهم إلى مجرد «سلعة» تتدرج أثمانها حسب الإنسان أو البضاعة التي وقعت في أيديهم!
{ ولكن أن تقوم بمهمة الخطف والاستغلال البشع للإنسان وتحديداً لمئات الأطفال بعد خطفهم، أن تقوم بتلك المهمة المزرية منظمة تدعي أنها معنية بالإنسانية! فذلك يعني الوقوع في الدرك الأسفل بين الادعاء الإنساني والسلوك اللاإنساني! خاصة تجاه أطفال أبرياء يتم حرمانهم من أهاليهم وعوائلهم ثم قذفهم في المجهول! ولا أحد يعرف بعد ذلك مصيرهم إن كانوا سيبقون أحياء، أم يُصنفون بين الأموات!
{ يبدو أننا وفي ظل الحضارة الغربية الراهنة التي انتهكت كل الحدود! وبعد انكشاف (المنظمات الحقوقية) باعتبارها أدوات يتم تحريكها حسب التوجيه والهدف السياسي المراد تحقيقه! نجد (المنظمات الإنسانية) يسقط عنها بدورها القناع! وتدور الشبهات الجنائية حولها! بل إن الفضائح المالية واختلاس أموال الدعم لمنظمات أممية، ترعى اللاجئين الفلسطينيين والمهجّرين والنازحين داخل دول عربية أخرى من بينها سوريا، كانت عنواناً لفضيحة مدوية قبل سنوات طالت إحدى تلك المنظمات الأممية «الإنسانية» ما بين سرقة الأموال واختلاسها وبين الفساد الإداري في أداء مهامها!
{ حين تكون «المنظمات الحقوقية» مسيسة! و«المنظمات الإنسانية» لا إنسانية! يفقد «النظام العالمي» الموجود كل أسس بقائه! بعد أن داس بدوره على القانون الدولي في الأمم المتحدة! وأصبحت بذلك كل مؤسسات النظام الدولي هذا قابلة للبيع والشراء والتلاعب! وهيمنة قوى دولية ومافيات وعصابات تلبس ألبسة حقوقية أو إنسانية أو سياسية، فيما الفساد ينخر عظامها حتى لا يبقى منها جزء سليم!
{ إنه السقوط في هُوّة الشيطان السحيقة، حين يلبس الشر ألبسة الخير، ويمارس تدليسه على العالم باسم الحقوق والإنسانية ليمرّر أساليبه الشيطانية في التخريب والتدمير وتزيين الباطل! هي ذات اللعبة التي بدأها «إبليس» مع آدم ليخرجه من جنته، إلى جحيم الصراعات والأزمات والأوهام المختلفة! ولكن هذه المرة «إبليس» تفرعت شروره وتناسلت (الوجوه المقنّعة) التابعة له، لتصبح حُرّة في فضاء الإجرام والشر، فيما هي تلبس قناع الإنسانية والخير! هكذا هم يدوسون على الخير باسمه! وعلى الإنسانية باسمها! وعلى الحقوق باسمها أيضاً! حتى تحولت البشرية كلها، وليس الأطفال وحدهم، إلى حقل تجاربهم السياسية والعسكرية وحروبهم البيولوجية والمناخية والمافياوية، وهدمهم لصروح الدين والقيم والفطرة والأخلاق، ليتحوّل الأطفال في آخر المطاف بدورهم، إلى «مواد تجريب» وسِلع لكل أفعالهم اللاإنسانية واللاأخلاقية! وبعدها يحدثونا عن التطور والتقدم والتنوير والحقوق والحريات والديمقراطية والإنسانية! إنه «التطور الوحشي» ولا عجب مما ينتج عنه وعن ادعاءاته!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك