الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
تحية إجلال.. لشهداء الواجب الوطني الأبرار
يستوجب منا المقام اليوم أن نرفع خالص التعازي وصادق المواساة إلى جلالة الملك المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، وإلى سمو ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وإلى شعب مملكة البحرين كافة، لاستشهاد ضابط وفرد من قوة الواجب التابعة لقوة دفاع البحرين، خلال تأديتهما الواجب الوطني المقدس.
التفاعل الوطني الرسمي الكبير، والشعبي المهيب، في استقبال جثامين الشهداء الأبرار، وأداء صلاة الجنازة عليهم والدعاء لهم، هو جزء من الوفاء الواجب والتقدير اللازم لهم ولأسرتهم، ونسأل الله لهم الجنة والفردوس الأعلى، والدعاء بالشفاء العاجل للمصابين والجرحى، والصبر والسلوان لذويهم.
كل مواطن وكل مقيم.. وكل بيت وكل مكان على أرض مملكة البحرين الطيبة، تأثر وتألم من حادثة استشهاد وإصابة عدد من رجالنا البواسل الأبطال، جراء العمل الإجرامي الغادر، وهم يذودون عن حياض الأمة وتراب الوطن بكل أمانة وإخلاص، وشجاعة وعزيمة.
وكل الشعب البحريني اليوم يؤكد ما جاء خلال تفضل جلالة الملك المعظم أيده الله، في زيارة القيادة العامة لقوة دفاع البحرين، أنه إذا كان الحوثيون يستنكرون من قام بهذا العمل الإجرامي الغادر خلال سريان الهدنة الأممية، فمن الواجب عليهم القبض عليهم وتسليمهم لنا أو للتحالف العربي ليأخذ القانون مجراه بحقهم، وعليهم مراعاة مصالح الجمهورية اليمنية الشقيقة في المنطقة.
كما أن استشهاد الرجال البواسل يؤكد السجل المشرف لتضحيات مملكة البحرين في الدفاع عن الأمة والوطن، تماما كما يزيد عزيمة رجالها وأبنائها في المضي قدما على طريق الدفاع عن أمن وسيادة الأوطان، ومد يد العون والإغاثة الإنسانية للأشقاء.
إن كانت ثمة كلمة في هذا المقام، فنود أن نقول لأمهات الشهداء الكرام إن الصحابية الجليلة أُمُّ حارثة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ابنها حارثة، وكان قد استشهد في معركة بدر، فقالتْ: يا رسول الله، إنْ كان ابني في الجنة صبرتُ، وإنْ كان غير ذلك اجتهدتُ في البكاء عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: «يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى».
وإن كانت ثمة كلمة لآباء وإخوان وأخوات وأهالي الشهداء الأبرار، فنود أن نقول إنَّ الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن حرام -وهو والد جابر بن عبدالله- استُشْهد في معركة بدر، فبكتْه أُخته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَبْكِينَ أَوْ لَا تَبْكِينَ.. مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ».
تحية لمن نال بشارة الرسول الكريم في الحديث النبوي الشريف:
«للشهيد عند الله سبع خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويشفع في سبعين إنسانًا من أهل بيته».
تحية إجلال وإكبار إلى أرواح شهدائنا الأبرار.. تحية فخر واعتزاز لمن ضحى بنفسه كي يعيش وطنه وأمته.. تحية لمن سطر أسمى صور الولاء والفداء، وسقى بدمائه الطاهرة في ميدان العزة والكرامة وساحة البطولة والشرف.. تحية لمن سجل اسمه في تاريخ الوطن المشرف.. تحية لمن مقامه الآن مع النبيين والصديقين والأبرار.. تحية لمن صدق فيهم قول الله تعالى: «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتَاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك