العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

القطيع الإلكتروني: رقاقات ماسك في أدمغة البشر!

{‭ ‬أخيرًا‭ ‬سيحقِّق‭ ‬الملياردير‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬إيلون‭ ‬ماسك‮»‬‭ ‬حلمه‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يتبعه‭ ‬من‭ ‬أجندة‭ ‬النخبة‭ ‬من‭ ‬زراعة‭ (‬رقائق‭ ‬إلكترونية‭) ‬في‭ ‬أدمغة‭ ‬البشر‭! ‬بعد‭ ‬حصول‭ ‬شركته‭ (‬نيورالينك‭) ‬على‭ ‬الموافقة،‭ ‬لبدء‭ ‬تجنيد‭ ‬المرضى‭ ‬لإجراء‭ ‬أولى‭ ‬التجارب‭! ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬الرقائق‭ (‬كمرحلة‭ ‬أولى‭ ‬بالطبع‭) ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تطبيقات‭ ‬طبية‭! ‬وكما‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬ماسك‮»‬‭ ‬مثل‭ ‬إصابات‭ ‬الحبل‭ ‬الشوكي‭ ‬والاضطرابات‭ ‬العصبية،‭ ‬سيجرى‭ ‬زرعها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬من‭ ‬الدماغ‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬الحركة،‭ ‬بهدف‭ ‬تمكين‭ ‬المصابين‭ ‬من‭ ‬التحكمّ‭ ‬والاتصال‭ ‬بأجهزة‭ ‬الكومبيوتر‭ ‬باستخدام‭ ‬أفكارهم‭ ‬فقط‭! ‬شركة‭ (‬نيورالينك‭) ‬أعلنت‭ ‬سابقًا‭ ‬نجاح‭ ‬تجربتها‭ ‬على‭ ‬القرود‭ ‬والخنازير‭ ‬ولكنها‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تجربتها‭ ‬على‭ ‬البشر‭!‬

لذلك‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬أثارت‭ ‬الشكوك‭ ‬والمخاوف‭ ‬بين‭ ‬‮«‬علماء‭ ‬الأعصاب‮»‬‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭! ‬فيما‭ ‬يرى‭ ‬آخرون‭ ‬أنها‭ ‬ستحدث‭ ‬ثورة‭ ‬في‭ ‬الطب‭ (‬فيما‭ ‬إذا‭ ‬نجحت‭ ‬على‭ ‬البشر‭)! ‬

{‭ ‬هكذا‭ ‬بدأت‭ ‬كل‭ ‬قصص‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والعلمية،‭ ‬حاملة‭ ‬شعارات‭ ‬إنسانية‭ ‬كمرحلة‭ ‬أولى،‭ ‬وأنها‭ ‬لفائدة‭ ‬ومساعدة‭ ‬البشر،‭ ‬لتتحوّل‭ ‬بالتدريج‭ ‬إلى‭ (‬سلعة‭) ‬ثم‭ (‬تجارة‭) ‬ثم‭ (‬تغيير‭ ‬شامل‭) ‬في‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬البشرية‭! ‬ثم‭ ‬إلى‭ (‬تحكم‭) ‬من‭ ‬ينتجها‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬ذات‭ ‬ارتباطات‭ ‬مريبة‭ ‬بأجندات‭ ‬أخرى‭! ‬

ليتم‭ ‬ترويجها‭ ‬وزراعتها‭ ‬في‭ ‬أدمغة‭ ‬البشر،‭ ‬سواء‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬مثل‭ (‬رقاقات‭ ‬جوجل‭) ‬بادعاء‭ ‬نقل‭ ‬المعلومات‭ ‬إلى‭ ‬دماغ‭ ‬من‭ ‬يضع‭ ‬تلك‭ ‬الرقاقات‭! ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬الكبار‭ ‬والشباب‭ ‬ليتحوّل‭ ‬البشر‭ ‬بالتدريج‭ ‬إلى‭ (‬روبوتات‭ ‬بشرية‭) ‬أدمغتها‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالرقاقات‭ ‬والكومبيوتر‭ ‬والترددات‭ ‬الكهرومغناطيسية‭!‬

مع‭ ‬إمكانية‭ ‬أن‭ ‬يتمّ‭ ‬التحكمّ‭ ‬في‭ ‬الأدمغة‭ ‬البشرية‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭! ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الغاية‭ ‬الحقيقية‭ ‬والنهائية‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬تبدأ‭ ‬بالشعارات‭ ‬الإنسانية‭ ‬ومساعدة‭ ‬المرضى‭ ‬كما‭ ‬قلنا،‭ ‬وتنتهي‭ ‬إلى‭ ‬ترويجها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬التعليمية‭ ‬والبنكية‭ ‬والشرائية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬شؤون‭ ‬وأنشطة‭ ‬البشر‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬وتعاملاتهم‭!‬

{‭ ‬القصة‭ ‬تأخذ‭ ‬مراحل‭ ‬عديدة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة‭! ‬والمهم‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬لا‭ ‬يهمّها‭ ‬إلا‭ ‬زيادة‭ ‬المليارات،‭ ‬التي‭ ‬تربحها‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬تلك‭ (‬الرقاقات‭ ‬الإلكترونية‭) ‬وزرعها‭ ‬في‭ ‬أدمغة‭ ‬البشر،‭ ‬الذين‭ ‬يتحولون‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كونهم‭ ‬فئران‭ ‬تجارب‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬روبوتات‮»‬‭ ‬بإمكان‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬تلك‭ ‬الرقائق‭ ‬وأوصلها‭ ‬بالشبكات‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬تسلطه‭ ‬على‭ ‬الأدمغة،‭ ‬بل‭ ‬ويفتح‭ ‬الباب‭ (‬المافيات‭ ‬الإلكترونية‭) ‬قادمة‭ ‬بكل‭ ‬شرورها‭ (‬لتهكير‭) ‬أدمغة‭ ‬من‭ ‬يشاؤون،‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭! ‬وقد‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬الخيال‭ ‬العلمي،‭ ‬ولكن‭ ‬ينسى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬خيال‭ ‬علمي‭ ‬سابقًا،‭ ‬وأصبح‭ ‬واقعًا‭ ‬معاشًا‭!‬

{‭ ‬القصة‭ ‬أيضًا‭ ‬تأخذ‭ ‬أبعادها‭ ‬الحقيقية‭ ‬والعميقة‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬‮«‬إيلون‭ ‬ماسك‮»‬،‭ ‬نفسه،‭ ‬الذي‭ ‬يتطلع‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬ملياراته،‭ ‬وإنما‭ ‬إلى‭ ‬النفوذ‭ ‬والسطوة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬غموض‭ ‬ارتباطاته‭ ‬بـ‭ (‬النخبة‭ ‬العالمية‭) ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬أغلب‭ ‬شركات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والتطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والعلمية‭! ‬وتستخدمها‭ ‬كأسلحة‭ ‬في‭ ‬يدها،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬رؤيتها‭ ‬المعروفة‭ ‬حول‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬البشر‭ ‬بعد‭ ‬تقليل‭ ‬أعداد‭ ‬سكان‭ ‬الأرض‭!‬

{‭ ‬‮«‬إيلون‭ ‬ماسك‮»‬‭ ‬بحصوله‭ ‬على‭ ‬الموافقة‭ ‬بزرع‭ ‬الرقاقات‭ ‬في‭ ‬أدمغة‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬أمريكية‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬مدى‭ ‬تخصصها،‭ ‬بل‭ ‬ومدى‭ ‬معرفتها‭ ‬بما‭ ‬حذر‭ ‬منه‭ ‬علماء‭ ‬‮«‬أثاروا‭ ‬الشكوك‮»‬‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬الرقائق‭! ‬إلاّ‭ ‬أن‭ (‬تسليع‭ ‬أدمغة‭ ‬البشر‭) ‬أمر‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الخطورة‭! ‬وإن‭ ‬روجت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ماسك‮»‬‭ ‬أنها‭ ‬لأهداف‭ ‬طبية‭ ‬وإنسانية،‭ ‬لكي‭ ‬تنطلق‭ ‬انطلاقتها‭ ‬الأولى‭ ‬المقبولة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬ثم‭ ‬تتحوّل‭ ‬إلى‭ (‬تسليع‭ ‬عام‭ ‬لأدمغة‭ ‬البشر‭) ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬وإن‭ ‬أخذ‭ ‬الأمر‭ ‬عقدًا‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬فلا‭ ‬بأس‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ (‬روبوتات‭ ‬بشرية‭) ‬يتمّ‭ ‬التحكمّ‭ ‬فيها‭ ‬لاحقًا،‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬هدف‭ ‬لهم‭ ‬إلا‭ ‬ذلك‭ ‬التحكم‭! ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬الأدمغة‭ ‬البشرية‭!‬

ويزداد‭ ‬عدد‭ ‬المتحمسين‭ ‬‮«‬السذج‮»‬‭ ‬عامًا‭ ‬بعد‭ ‬عام،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬التي‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أتاحت‭ ‬بعض‭ ‬الميزات،‭ ‬الاّ‭ ‬أنها‭ ‬أخذت‭ ‬بالمقابل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والجسدية‭ ‬للبشر،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬الفِطرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الطبيعية‭ ‬تتحوّل‭ ‬يومًا‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬التجارب‭ ‬وابتكارات‭ ‬الشركات‭ ‬إلى‭ ‬خيال‭ ‬يداعب‭ ‬عقل‭ ‬من‭ ‬يرفض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬القطيع‭ ‬الإلكتروني‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تجرف‭ ‬أعاصير‭ ‬ما‭ ‬يتمّ‭ ‬اعتباره‭ ‬تطوّرًا‭ ‬عقول‭ ‬هذا‭ ‬القطيع،‭ ‬ومن‭ ‬يطوعهم‭ ‬ليكونوا‭ (‬قطيعًا‭ ‬قابلا‭ ‬للتحكم‭) ‬وباسم‭ ‬التطور‭ ‬العلمي‭ ‬والتكنولوجي‭!‬

والدنيا‭ ‬بمبي‭ ‬بمبي‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬تغني‭ ‬سعاد‭ ‬حسني‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا