العدد : ١٦٨٤٧ - الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٧ - الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ شوّال ١٤٤٥هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

وجاهة غير مجانية

‭ ‬لفت‭ ‬نظري‭ ‬الأسبوع‭ ‬الفائت‭ ‬التبرع‭ ‬المالي‭ ‬السخي‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الكويتي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬عبدالله‭ ‬الشاهين‭ ‬للاعبي‭ ‬منتخبه‭ ‬تحت‭ ‬23‭ ‬عامًا‭ ‬المتأهل‭ ‬لنهائيات‭ ‬كأس‭ ‬آسيا‭ ‬‮«‬قطر‭ ‬2024‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬لاقى‭ ‬ذلك‭ ‬إطراء‭ ‬من‭ ‬الوسط‭ ‬الكروي‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الشقيقة؛‭ ‬وبالذات‭ ‬أن‭ ‬التبرع‭ ‬في‭ ‬غالبيته‭ ‬من‭ ‬جيبه‭ ‬الخاص،‭ ‬بما‭ ‬يؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬التبرع‭ ‬لرفع‭ ‬معنويات‭ ‬اللاعبين‭.‬

‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬كرجل‭ ‬أعمال‭ -‬حباه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬خيره‭- ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬لرئاسة‭ ‬الاتحاد‭ ‬للوجاهة،‭ ‬وانما‭ ‬لخدمة‭ ‬اللعبة‭ ‬في‭ ‬بلاده،‭ ‬وحين‭ ‬يأتي‭ ‬التبرع‭ ‬من‭ ‬ماله‭ ‬الخاص‭ ‬فهو‭ ‬له‭ ‬صدى‭ ‬طيب،‭ ‬يؤكد‭ ‬به‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬للتكسب‭ ‬أو‭ ‬التسوح‭ ‬او‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬وجاهة‮»‬،‭ ‬كغيره‭ ‬من‭ ‬رؤساء‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الاتحادات‭ ‬الرياضية‭ ‬والاندية‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬العربية‭ ‬الواسعة‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يدفعون‭ ‬‮«‬مليما‭ ‬واحدًا‮»‬‭.‬

‭ ‬يوجد‭ ‬من‭ ‬يشابه‭ ‬‮«‬الشاهين‮»‬‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأندية،‭ ‬ولكن‭ ‬هؤلاء‭ ‬قلة‭ ‬قليلة‭ ‬جدا؛‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرياضية‭ ‬تعتمد‭ ‬اساسا‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬ان‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لها‭ ‬استثمارات‭ ‬خاصة،‭ ‬بينما‭ ‬من‭ ‬يتحصلون‭ ‬على‭ ‬الوجاهة‭ ‬من‭ ‬تواجدهم‭ ‬الاداري‭ ‬‮«‬أصحاب‭ ‬المخابي‭ ‬الفاضية‮»‬‭ ‬فليس‭ ‬أمامهم‭ ‬سوى‭ ‬التباكي‭ ‬على‭ ‬ضعف‭ ‬الموازنة‭ ‬التي‭ ‬تسير‭ ‬أنشطة‭ ‬ناديه‭ ‬وعليهم‭ ‬ان‭ ‬‮«‬يشحتوا‮»‬‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الدعم‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬الساحة‭ ‬من‭ ‬شاكلة‭ ‬الشاهين،‭ ‬ولكنها‭ ‬من‭ ‬النوادر،‭ ‬فالمتعارف‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يتسابقون‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المراكز‭ ‬التي‭ ‬تمنحهم‭ ‬الشهرة‭ ‬يفترض‭ ‬ان‭ ‬يكونوا‭ ‬مستعدين‭ ‬للدفع‭ ‬من‭ ‬مالهم‭ ‬الخاص‭ ‬لأنديتهم‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬‮«‬الشدة‭ ‬والرخاء‮»‬،‭ ‬فالمكتسبات‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬يتحصلون‭ ‬عليها‭ ‬لا‭ ‬تمنع‭ ‬أن‭ ‬يتحولوا‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬شحاتين‮»‬‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬مصادر‭ ‬تمويل‭ ‬لأنشطة‭ ‬أنديتهم‭ ‬التنافسية‭.‬

‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬‮«‬لو‭ ‬خليت‭ ‬خربت‮»‬،‭ ‬فشخصيا‭ ‬أعرف‭ ‬ان‭ ‬ساحتنا‭ ‬المحلية؛‭ ‬وحتى‭ ‬الخليجية،‭ ‬وجدت‭ ‬أنديتها‭ ‬رؤساء‭ ‬‮«‬دفيعة‮»‬‭ ‬وإن‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬عدد‭ ‬أصابع‭ ‬اليد‭ ‬الواحدة،‭ ‬وكان‭ ‬لهم‭ ‬دور‭ ‬استثنائي‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬مصادر‭ ‬تمويل‭ ‬من‭ ‬جيوبهم‭ ‬الخاصة‭ ‬مكنت‭ ‬أنديتهم‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬محلية،‭ ‬وبالذات‭ ‬مع‭ ‬غياب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تنعش‭ ‬موازنة‭ ‬الأندية‭.‬

‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال‭.. ‬إن‭ ‬من‭ ‬يطمحون‭ ‬إلى‭ ‬المراكز‭ ‬القيادية‭ ‬بالاتحادات‭ ‬والاندية‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لديهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الدفع‭ ‬من‭ ‬جيبهم‭ ‬الخاص؛‭ ‬وبالذات‭ ‬حين‭ ‬يتطلب‭ ‬الامر‭ ‬ذلك،‭ ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬تواجدهم‭ ‬في‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬شرفيا‭ ‬فقط،‭ ‬‮«‬فالوجاهة‮»‬‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬‮«‬ثمن‮»‬،‭ ‬وان‭ ‬اقتضى‭ ‬الوضع‭ ‬تفصيل‭ ‬قوانين‭ ‬للوصول؛‭ ‬مقيسة‭ ‬على‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬الدفع،‭ ‬او‭ ‬استقطاب‭ ‬شركات‭ ‬أو‭ ‬شخصيات‭ ‬داعمة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا