الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
من يتحدث عن الفيل في الغرفة؟
يستخدم الإنجليز عبارة «من يتحدث عن الفيل في الغرفة؟» كتعبير مجازي لوجود مشكلة ما، ولكن لا أحد يود التحدث عنها أو التطرق إليها، على الرغم من أن تلك المشكلة لا يمكن لأحد إنكارها، أو التغافل عن آثارها وتداعياتها.
في الجلسة الرئيسة في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، المقام حاليا في دولة الإمارات، تحت شعار «موارد اليوم.. ثروات الغد» تحدث رواد الاقتصاد الصيني والاقتصاد السعودي عن مسألة «التضخم».. هذا المرض الخفي الذي يستهدف الاقتصاد، يهدد الثروة، يضعف القوة الشرائية، ويزيد من التفاوت الاقتصادي.. ذلك أن الحديث عن التضخم ليس بالخيار بل ضرورة لا مفر منها، فهو يعيش بيننا ويؤثر في الجميع.. من الفرد إلى المستثمر إلى الشركات الكبيرة والحكومات.
وخلال الجلسة تمت الإجابة عن المحاور المهمة والتساؤلات المحورية، وهي: كيف يمكن للحكومات أن تشرح القضايا المعقدة مثل التضخم للجمهور بطرق سهلة الفهم؟ ما الطرق الأكثر فعالية للاتصال بشكل شفاف حول الأخبار الاقتصادية السلبية؟ كيف يمكن للاتصال الحكومي بناء ثقة الجمهور خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة؟ هل يمكننا تغيير لغة السرد حول التضخم وجعله فرصة بدلاً من تحد؟ كيف نتجنب الوقوع في فخ التوقعات السلبية لأسواق المال، بالحفاظ على قنوات معتمدة لمصادر المعلومات؟ ما هو تأثير التضخم على جاذبية الدول في المشهد الاقتصادي العالمي؟ كيف تحافظ الدول على علاقاتها الاقتصادية مع المستثمرين وطمأنتهم في الأوقات الاقتصادية الصعبة؟ أي خطاب يمكن للحكومات تبنيه أمام العالم في أوقات التضخم وأي أنواع من الاستثمار يمكن جذبها في أوقات التضخم؟
وقد أدار الحوار في الجلسة الإعلامي السعودي المعروف «عبدالله المديفر»، واستعرضت الجلسة أفضل السبل التي يمكن للحكومات من خلالها أن تشرح للجمهور قضايا مثل التضخم بطرق سهلة الفهم، وما الطرق الأكثر فاعلية للاتصال بشكل شفاف حول الأخبار الاقتصادية السلبية، والممارسات التي تجنب الاقتصاديين الوقوع في فخ التوقعات السلبية لأسواق المال.. كما تم الإشارة بكل صراحة وعلنية وجرأة إلى التأثيرات والآثار التي يخلِّفها التضخم على المستوى المحلي وغيره، وتم توجيه نصائح وإرشادات حول أفضل الخطابات التي ينبغي أن تتبناها الحكومات أمام شعوبها في هذا الشأن، وأنواع الاستثمارات التي يمكن جذبها في أوقات التضخم.
ولذلك نرى.. ومع الجهود المتميزة التي تقوم بها مملكة البحرين في برامج التعافي الاقتصادي والتوازن المالي التي تهدف إلى زيادة النمو الاقتصادي وتوفير الوظائف النوعية وتقليل آثار التضخم، أن يتم الاهتمام الإعلامي الرسمي في مسألة التضخم والأسئلة المحورية التي تم ذكرها في بداية المقال.. لأن الفيل «التضخم» موجود في الغرفة بيننا، ولا يمكن أن نتجاهله، أو نواجهه بمبادرات بسيطة، وإن كانت مهمة كالرقابة على الأسعار فقط.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك