العدد : ١٦٨٤١ - الخميس ٠٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤١ - الخميس ٠٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ شوّال ١٤٤٥هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

أهمية الوعي الشعبي العالمي!

{‭ ‬اليوم؛‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬توحيد‭ ‬العالم‭ (‬اتصالاً‭ ‬وتواصلاً‭ ‬وإعلامياً‭)‬،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أصبح‭ ‬‮«‬الوعي‭ ‬الشعبي‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬عرضة‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬اختراقات‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬التفاهة‮»‬‭ ‬و«نظام‭ ‬الغباء‮»‬،‭ ‬وهما‭ ‬النظامان‭ ‬اللذان‭ ‬تديرهما‭ ‬أصابع‭ ‬‮«‬الحكومة‭ ‬الخفية‮»‬‭! ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬سنرى‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬توحيد‭ ‬الإعلام‭ ‬والتواصل‭ ‬الإلكتروني‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬من‭ ‬‮«‬زاوية‭ ‬مضيئة‮»‬،‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬فاعليتها‭ ‬المطلوبة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭! ‬وهي‭ ‬الزاوية‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬ضوء‭ ‬نشر‭ ‬الفيديوهات‭ ‬والتقارير‭ ‬والتحليلات،‭ ‬التي‭ ‬تبحث‭ ‬في‭ ‬خبايا‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬حولنا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وحيث‭ ‬تصريح‭ ‬لعالم‭ ‬نزيه‭ ‬أو‭ ‬مفكّر‭ ‬موضوعي،‭ ‬أو‭ ‬تقرير‭ ‬مصوّر‭ ‬يتم‭ ‬تسريبه‭ ‬لكشف‭ ‬وفضح‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الخفاء،‭ ‬أو‭ ‬فيديوهات‭ ‬تصوّر‭ ‬لحظات‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬كبرى‭ ‬واصطياد‭ ‬زلة‭ ‬اللسان‭ ‬التي‭ ‬تتكرر‭ ‬أحياناً‭! ‬أو‭ ‬فيديو‭ ‬مرفق‭ ‬بتقرير‭ ‬علمي‭ ‬حول‭ ‬ماهية‭ (‬التزييف‭ ‬العميق‭)‬،‭ ‬أو‭ ‬كشف‭ ‬أقنعة‭ ‬تنكشف‭ ‬وقد‭ ‬لبسها‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬متنفذون‭ ‬في‭ ‬الغرب‭! ‬أو‭ ‬نشر‭ ‬مستندات‭ ‬مسرّبة‭ ‬ومعروف‭ ‬نموذج‭ ‬ما‭ ‬أحدثه‭ ‬‮«‬الويكيليكس‮»‬‭ ‬من‭ ‬فضائح‭ ‬وتقارير‭ ‬بالآلاف‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية‭! ‬أو‭ ‬نماذج‭ ‬أبحاث‭ ‬علمية‭ ‬جادة‭ ‬لعلماء‭ ‬ومتخصصين‭ ‬يتم‭ ‬تهميشهم‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يتعرض‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لاغتيال‭ ‬غامض‭! ‬يكشفون‭ ‬حقائق‭ ‬عن‭ ‬الأوبئة‭ ‬والفيروسات‭ ‬والتلاعب‭ ‬بالمناخ‭ ‬وآليات‭ ‬عمل‭ ‬‮«‬الهارب‮»‬‭ ‬أو‭ ‬الشعاع‭ ‬الأزرق‭! ‬ورش‭ ‬‮«‬الكيمتريل‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬خفايا‭ ‬مختبرات‭ ‬صناعة‭ ‬الفيروسات‭! ‬أو‭ ‬أكاذيب‭ ‬‮«‬ناسا‮»‬‭ ‬وحقيقة‭ ‬الأرض‭! ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬51‮»»‬‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭! ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التوثيق‭ ‬ونشر‭ ‬الحقائق‭ ‬العلمية‭ ‬غير‭ ‬الزائفة‭ ‬والحقائق‭ ‬البيولوجية‭ ‬والتاريخية‭ ‬والسياسية،‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬التعتيم‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربي،‭ ‬وبالتبعية‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭!‬

{‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يوضح‭ ‬أن‭ ‬لأحداث‭ ‬العالم‭ ‬وجهين،‭ ‬وجه‭ ‬ظاهر‭ ‬للاستهلاك‭ ‬الإعلامي‭ ‬الرسمي،‭ ‬ووجه‭ ‬خفي‭ ‬أسهمت‭ ‬ثورة‭ ‬التواصل‭ ‬الإلكتروني‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬خباياه‭ ‬على‭ ‬‮«‬المستوى‭ ‬الشعبي‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬أكثر‭ ‬اطلاعاً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الظل‭ ‬أو‭ ‬المنطقة‭ ‬الرمادية‭! ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬بلورة‭ ‬‮«‬وعي‭ ‬عالمي‮»‬‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الشعوب،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬توحّد‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬الوعي‭ ‬الجمعي‮»‬‭ ‬لدى‭ ‬الشعوب‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬فارقاً‭ ‬في‭ ‬فرملة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المخططات،‭ ‬التي‭ ‬تديرها‭ ‬أصابع‭ ‬الشرّ‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬آليات‭ ‬‮«‬التضليل‭ ‬الإعلامي‭ ‬والفكري‮»‬‭ ‬للشعوب،‭ ‬ورغم‭ ‬الإلهاء‭ ‬المتعمد‭ ‬في‭ ‬سرقة‭ ‬الوقت‭ ‬والطاقة‭ ‬من‭ ‬الناس‭! ‬ورغم‭ ‬إغراق‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬المخدرات‭ ‬ومنها‭ ‬‮«‬التخدير‭ ‬الإلكتروني‮»‬‭! ‬وإغراقهم‭ ‬في‭ ‬الأفكار‭ ‬السطحية‭ ‬والنماذج‭ ‬التافهة‭ ‬كأيقونات‭ ‬يتم‭ ‬تقليدها‭ ‬واتخاذها‭ ‬رموزا‭ ‬للنجاح‭ ‬والكسب‭ ‬المادي‭ ‬السريع‭! ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬ينمو‭ ‬في‭ ‬دهاليز‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬التسطيح‮»‬‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الشعوب،‭ ‬‮«‬يقظة‭ ‬عالمية‮»‬‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشعبي،‭ ‬لمعرفة‭ ‬مجريات‭ ‬خفايا‭ ‬الأحداث‭ ‬العالمية‭ ‬الطافحة‭ ‬على‭ ‬السطح،‭ ‬باعتبار‭ ‬أنها‭ ‬صراعات‭ ‬ناتجة‭ ‬من‭ ‬خلل‭ ‬سياسي‭ ‬أو‭ ‬استراتيجي‭ ‬لدى‭ ‬مجتمعات‭ ‬بعينها‭! ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬خفايا‭ ‬الأحداث‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تتم‭ ‬مواجهته‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬‮«‬نظرية‭ ‬المؤامرة»؛‭ ‬وهي‭ ‬التهمة‭ ‬التي‭ ‬أكل‭ ‬الدهر‭ ‬منها‭ ‬وشرب‭!‬

{‭ ‬هناك‭ ‬معرفة‭ ‬خفيّة‭ ‬بدورها‭ ‬تتسلل‭ ‬إلى‭ ‬وعي‭ ‬الناس،‭ ‬وتفسّر‭ ‬‮«‬المنظومة‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬وتفككها،‭ ‬وتدرك‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬الزيف‭ ‬والحقيقة،‭ ‬وبين‭ ‬الخير‭ ‬والشر‭ ‬رغم‭ (‬التشويش‭) ‬الذي‭ ‬يطغى‭ ‬عليهما‭! ‬بما‭ ‬يدّل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الإعلام‭ ‬المفتوح‮»‬‭ ‬اليوم‭ ‬تكنولوجيا،‭ ‬الذي‭ ‬يتداخل‭ ‬مع‭ ‬الغثّ‭ ‬الكثير‭ ‬الذي‭ ‬فيه،‭ ‬يوجد‭ ‬به‭ ‬حلقات‭ ‬مهمة‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الإعلام‭ ‬السمين‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يدرك‭ ‬أصحابه‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬إيصال‭ ‬الحقائق‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭! ‬والتأثير‭ ‬على‭ ‬الوعي‭ ‬العالمي‭ ‬لاتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬من‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬الطاغية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تدمير‭ ‬الإنسان‭ ‬ووعيه‭ ‬وتدمير‭ ‬الأرض‭ ‬ومواردها‭ ‬الطبيعية‭! ‬

وأنه‭ ‬لمواجهته‭ (‬بنية‭ ‬السيطرة‭ ‬والمركزية‭) ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬‮«‬وعي‭ ‬شعبي‭ ‬عالمي‮»‬‭ ‬يواجهها،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬محكومة‭ ‬باتفاقيات‭ ‬وبروتوكولات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬التابعة‭ ‬‮«‬للمنظومة‭ ‬المركزية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يوجّه‭ ‬الوعي‭ ‬العالمي‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬أهدافها‭ ‬وأهداف‭ ‬‮«‬الشركات‭ ‬العولمية‭ ‬الكبرى‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬سياسات‭ ‬القوة‭ ‬الكبرى‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الغرب‭!‬

إنه‭ ‬عالم‭ ‬‮«‬الوعي‭ ‬الجمعي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬ينمو‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الدول‭ ‬وفي‭ ‬عقول‭ ‬الناس‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬التعتيم‭ ‬الجاري‭ ‬حوله‭ ‬وعليه،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬وحده‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬إفشال‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المخططات‭ ‬التدميرية،‭ ‬وبعون‭ ‬الله‭ ‬المحيط‭ ‬بكل‭ ‬شيء‭.‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا