على مسؤوليتي
علي الباشا
على مسؤوليتي
} لا يختلف اثنان على أن النقل التلفزيوني يُمثِّل جزءًا كبيرا من الدعم المالي لأي دوري محترفين؛ باعتباره الأهم بين الأدوات التسويقية لمختلف الأحداث الرياضية، وعلى رأسها كرة القدم، وبالتالي لا عجب أن يكون المردود المالي لإمبراطورية كرة القدم «فيفا» يأتي من تسويق بطولاته تلفزيونيًّا.
} وعلى هذه الشاكلة تسير الدوريات الكبرى للمحترفين في العالم؛ سواء في كرة القدم أو غيرها من الألعاب؛ انطلاقا من مبدأ «ادفع لتشاهد»، وهو ما جدّ علينا في الدول الخليجية، وصرنا ندعو بالويل والثبور للحصول على مشاهدات مجانيّة وبالذات عبر القنوات الفضائيّة الحكوميّة المتباينة الاهتمام!
} وباعتقادي أن القنوات الفضائيّة الحكوميّة والخاصة في دولنا الخليجية تتباين من حيث القدرة على النقل والتسويق فشكلت «بي أن سبورت» نقلة بدءّا من مسماها السابق وصار احتكارها الفضائي لبعض البطولات والدوريات نقطة انطلاق لبعض القنوات وإن كانت حكوميّة للدخول في المنافسة ومقاومة الاحتكار.
} ولذا لا يختلف اثنان ان النقل الفضائي في البطولات الخليجية حاليًّا يحسب للقنوات الرياضية «بي أن سبورت» و«الدوري والكأس» لناحية التقنيات المستخدمة؛ والخبرة التي جنتها من نقل نهائيّات كأس العالم «2022»، وبالتالي هي تتفوّق على القنوات الفضائيّة الأخرى في نقل المباريات، وهو ما أخذت القنوات الإماراتية تخطو إليه.
} ولعل دوري المحترفين السعودي الذي هو الأكثر شهرةً بما يضمه من أغلى اللاعبين في «القيمة السوقية» تحتاج قنواته الناقلة إلى مواكبة مثل ذلك التطور الذي سقناه، وبالذات أنّه صار مُتابعًا في بلدان عالميّة كثيرة تتسابق جماهيرها لمتابعة النجوم المحترفين في الدوري السعودي، على رأسهم كريستيانو.
} هذه القنوات الرياضيّة تُمثِّل مصدر ربح للاحتراف في الدوريات الخليجية، ومكسب مادي كبير للأندية، رغم أن الوسائل متاحة للقناة الناقلة لدوري المحترفين السعودي«أس أس سي» من خلال المتابعة أيضًا من خلال النقل «غير المشفّر»، وهو وضع لا أظنّه سيستمر كثيرًا في ظل المعطيات التي تقدمها الشركة.
} على أية حال فإن اتحادات وأندية في الدول الخليجية صارت تطالب قنواتها الحكومية برفع نسبة «المردود المادي» من خلال نقلها المباريات، وقد لاحظنا «مثلًا» أن الاتحاد الكويتي باع تسويق النقل لمبارياته على منصة خاصة لأنها تدفع أكثر؛ ولكن هذا قد يكون على حساب نسبة المشاهدين لدوري في بداية الاحتراف!
} وهذا يدعونا إلى مناشدة قنواتنا الفضائية «الحكوميّة» لمواكبة القنوات الخاصة في نسبة الدفع المالي لنقل دوريّات بلدانها، فهناك من القنوات ما تكتفي بالنقل من دون أن تقدِّم عائدًا ماليًا. يُمكن أن يمثل تسويقًا للدوريات بما يعطي عائدًا جيدًا للاتحادات والأندية، وبالذات في ظل الطفرة التي تخطوها القنوات والمنصّات الخاصة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك