العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

من «النظام الدولي» إلى دكتاتورية النظام العالمي الموحّد!

{‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬إعلان‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‮»‬‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬‮«‬بوش‭ ‬الأب‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬أزمة‭ ‬الخليج‭ ‬وبعد‭ ‬سقوط‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬1991‭! ‬وكان‭ ‬المقصود‭ ‬بهذا‭ ‬النظام‭ ‬هو‭ ‬تأسيس‭ ‬‮«‬القطب‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأوحد‮»‬‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الترويج‭ ‬له‭ ‬آنذاك‭ ‬بأن‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين‭ ‬هو‭ ‬‮«‬القرن‭ ‬الأمريكي‮»‬‭! ‬وطغت‭ ‬العنجهية‭ ‬الأمريكية‭ (‬لتجعل‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬كل‭ ‬عقد‭ ‬جديد‭ ‬بداية‭ ‬لمتغيرات‭ ‬قسرية‭ ‬أرادت‭ ‬فرضها‭ ‬على‭ ‬العالم‭)! ‬وكان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬‮«‬حدث‭ ‬نوعي‮»‬‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬صناعة‭ ‬‮«‬العدو‭ ‬الجديد‮»‬‭ ‬فوقع‭ ‬الاختيار‭ ‬على‭ ‬‮«‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‮»‬‭ ‬كبديل‭ ‬للعدو‭ ‬السوفيتي‭! ‬ولكن‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬بلورة‭ ‬الحدث‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬‮«‬ضرب‭ ‬البرجين‮»‬‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬عُرف‭ ‬بأحداث‭ ‬سبتمبر‭ ‬2001،‭ ‬الذي‭ ‬اتضح‭ ‬لاحقاً‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬حدثاً‭ ‬مفتعلاً‭ ‬وأن‭ ‬الطائرة‭ ‬‮«‬هولوغرام‮»‬‭! ‬ولكن‭ ‬تم‭ ‬جمع‭ ‬تأييد‭ ‬العالم‭ ‬حوله‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تعرضت‭ ‬لهجوم‭ ‬إرهابي‭ ‬من‭ ‬‮«‬القاعدة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬صنعتها‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬نفسها‭ ‬سابقا‭!‬

{‭ ‬ثم‭ ‬أخذت‭ ‬الحكاية‭ ‬فصولها‭ ‬اللاحقة‭ ‬بالحرب‭ ‬على‭ ‬العراق،‭ ‬بأكذوبة‭ ‬أخرى‭ ‬هي‭ ‬‮«‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‮»‬،‭ ‬لتكبر‭ ‬الكذبة‭ ‬والخدعة‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر‭ ‬وسط‭ ‬هرج‭ ‬ومرج،‭ ‬بينما‭ ‬تم‭ ‬تسميتها‭ ‬كذباً‭ ‬أيضاً‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ليسقط‭ ‬فيها‭ ‬العراق‭ ‬كأول‭ ‬الضحايا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭!‬

فيما‭ ‬كان‭ ‬بداية‭ (‬العقد‭ ‬الثاني‭) ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين‭ ‬أحداث‭ ‬2011‭ ‬المعروفة‭ ‬التي‭ ‬أسقطت‭ ‬دولاً‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ (‬فوضى‭ ‬كوندليزا‭ ‬رايس‭)!‬

{‭ ‬هذا‭ ‬الإضعاف‭ ‬المتعمد‭ ‬للمنطقة‭ ‬العربية‭ ‬كان‭ ‬مجرد‭ ‬المنطلق‭ ‬لمواجهة‭ ‬عالمية‭ ‬أخرى‭ ‬هي‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬القصة؛‭ ‬أي‭ ‬المواجهة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سيطرة‭ ‬وإخضاع‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وثرواتها‭ ‬وموقعها‭ ‬لسلطة‭ ‬المتأسلمين‭ ‬المتطرفين‭ ‬من‭ (‬إخوان‭ ‬وأتباع‭ ‬إيران‭ ‬المليشياوية‭) ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬أتباع‭ ‬أمريكا‭! ‬ولأن‭ ‬الصين‭ ‬واصلت‭ ‬اندفاعاتها‭ ‬التنموية،‭ ‬فيما‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬واصلت‭ ‬تقوية‭ ‬ذاتها‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬،‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬المستهدفة‭ ‬نجت‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬الفوضى‭ ‬وخاصة‭ ‬مصر‭ ‬والبحرين‭ ‬والخليج‭! ‬فإن‭ ‬الأوراق‭ ‬اختلطت‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وأصبح‭ ‬‮«‬القطب‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأوحد‮»‬‭ ‬يشهد‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الارتحالات‭ ‬الدولية‭ ‬للفكاك‭ ‬من‭ ‬هيمنته‭ ‬واستبداده‭ ‬بالدول‭ ‬مع‭ ‬تنامي‭ (‬حراك‭ ‬دولي‭ ‬جديد‭) ‬هو‭ ‬التطلع‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬القطبية‭ ‬الدولية‭ ‬المتعددة‮»‬‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭! ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬التحرك‭ ‬الدولي‭ ‬يكمن‭ ‬بعض‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المخططات‭ ‬الشيطانية‭!‬

{‭ ‬هنا‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التسريع‭ ‬الأمريكي‭ ‬لخارطتها‭ ‬الجيواستراتيجية،‭ ‬وهو‭ (‬التسريع‭ ‬المؤلم‭ ‬للعالم‭ ‬كله‭ ‬والبشرية‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬من‭ ‬2020‭ ‬ويُراد‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬في‭ ‬2030‭ ‬وما‭ ‬بعده‭! ‬حيث‭ ‬دخلت‭ (‬الفيروسيات‭ ‬والأوبئة‭) ‬و«كوفيد19‮»‬‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭! ‬لقلب‭ ‬الواقع‭ ‬والمفاهيم‭ ‬وخرائط‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتجارة،‭ ‬وإعادة‭ ‬الخطط‭ ‬الدولية‭ ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬الحكومة‭ ‬الخفية‭ ‬التي‭ ‬تحكمها،‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬لتأخذ‭ ‬مفاعيل‭ ‬جديدة‭ ‬وشائكة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين‭! ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تتطلع‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الموحد‮»‬‭ ‬أي‭ ‬يكون‭ ‬موحدا‭ ‬تحت‭ ‬هيمنتها‭ ‬مجدداً،‭ ‬فيتحقق‭ ‬بذلك‭ ‬‮«‬القرن‭ ‬الأمريكي‮»‬‭ ‬الموعود‭! ‬ولتكون‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬العصر‭ ‬الجديد‮»‬‭ ‬هي‭ ‬فكرة‭ ‬خارج‭ ‬كل‭ ‬التقسيمات‭ ‬والمفاهيم‭ ‬الآيديولوجية‭ ‬السابقة،‭ ‬بترسيخ‭ (‬عصر‭ ‬جديد‭)‬،‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬إخضاع‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بحسب‭ ‬حضور‭ (‬الدولة‭ ‬العالمية‭ ‬العميقة‭) ‬لهيمنتها‭! ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬حين‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬عالمية‭ ‬ثالثة،‭ ‬تحسم‭ ‬صراع‭ ‬القوى‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭! ‬وأزمة‭ ‬أوكرانيا‭ ‬هي‭ ‬البداية‭ ‬لها‭!‬

{‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الموحد‮»‬‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حقيقته‭ ‬امتداد‭ ‬وتبلور‭ ‬لما‭ ‬سبق‭ ‬وأعلنه‭ ‬بوش‭ ‬الأب‭ ‬عام‭ ‬1991‭! ‬وحتى‭ ‬يتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬البيولوجية‮»‬‭ ‬وتتابع‭ ‬مسلسل‭ ‬الأوبئة‭! ‬وضرب‭ ‬اقتصادات‭ ‬الدول‭ ‬وتقليل‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭! ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬ضرب‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ (‬زراعة‭ ‬وماء‭ ‬وحيوانات‭) ‬واستبدالها‭ ‬بأغذية‭ ‬الشركات‭ ‬المصنعة‭! ‬ليقع‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬احتياجاته‭ ‬الأساسية‭ ‬تحت‭ ‬قبضة‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬فتزيد‭ ‬من‭ ‬ربحيتها‭ ‬بشكل‭ ‬خيالي‭! ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬العقول‭ ‬والرقابة‭! ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تحويل‭ ‬جميع‭ (‬التعاملات‭ ‬النقدية‭) ‬إلى‭ ‬الصورة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والبطاقات‭ ‬الذكية‭ ‬والدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬بحجة‭ ‬‮«‬الأوبئة‭ ‬وتحوراتها‮»‬‭! ‬وبذلك‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ (‬أرشيف‭ ‬عالمي‭ ‬ضخم‭) ‬عن‭ ‬تعاملات‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬في‭ ‬العالم‭!‬

{‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الموحد‮»‬‭ ‬هو‭ (‬دكتاتوري‭ ‬مطلق‭) ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ (‬استعباد‭ ‬كل‭ ‬البشرية‭) ‬ليكونوا‭ ‬كالموظفين‭ ‬في‭ (‬شركة‭ ‬العالم‭ ‬الموحّدة‭)! ‬ومن‭ ‬يرفض‭ ‬الانصياع‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ (‬فالأرشيف‭ ‬العالمي‭ ‬المالي‭) ‬يحقق‭ ‬إمكانية‭ ‬تجميد‭ ‬الأرصدة‭ ‬بكبسة‭ ‬زر‭! ‬ويفرض‭ ‬على‭ ‬مدن‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تسميته‭ (‬مدن‭ ‬الـ15‭ ‬دقيقة‭) ‬وكأنهم‭ ‬محجوزون‭ ‬لا‭ ‬يمكنهم‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬أماكنهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مسافة‭ ‬15‭ ‬دقيقة‭! ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الشريحة‭ ‬الذكية‮»‬‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬فرضها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سيتبقى‭ ‬من‭ ‬البشرية‭! ‬و‭(‬لا‭ ‬مكان‭ ‬هنا‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أو‭ ‬الحريات‭ ‬أو‭ ‬الخصوصية‭)! ‬بل‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ (‬الكانتونات‭ ‬العالمية‭) ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭!‬

{‭ ‬إنها‭ ‬الدكتاتورية‭ ‬الأقسى‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬باسم‭ (‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الموحّد‭) ‬أو‭ (‬الحكومة‭ ‬العالمية‭) ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬تطبيق‭ ‬نظرية‭ ‬‮«‬مالتوس‮»‬‭ ‬لتقليل‭ ‬البشر‭ ‬وكيفية‭ ‬حكم‭ ‬العالم‭! ‬ومن‭ ‬الحرب‭ ‬البيولوجية‭ ‬إلى‭ ‬العسكرية‭! ‬ومن‭ ‬فرض‭ (‬الأقليات‭ ‬الشاذة‭ ‬والمتحولين‭ ‬وتدمير‭ ‬الطبيعة‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬العالم‭)! ‬ومن‭ ‬الغذاء‭ ‬الصناعي‭ ‬والأدوية‭ ‬القاتلة،‭ ‬وتحكم‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والبطاقات‭ ‬الذكية‭ ‬ذات‭ ‬الهدف‭ ‬المنشود‭ ‬في‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شؤون‭ ‬الأفراد‭! ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬البشرية‭ ‬المدمّرة‭ ‬والعالم‭ ‬المدمّر،‭ ‬ليتحقق‭ ‬أبشع‭ (‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬موحد‭) ‬لم‭ ‬يخطر‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬بال‭ ‬إبليس‭ ‬نفسه‭! ‬

ودائما‭ ‬نقول‭ ‬‮«‬ويمكرون‭ ‬ويمكر‭ ‬الله‭ ‬والله‭ ‬خير‭ ‬الماكرين‮»‬‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا