الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الكويت.. الاستثمار في المستقبل
أذكر خلال مشاركتي في تغطية إحدى الدورات الانتخابية البرلمانية الكويتية أنني زرت المعرض الإعلامي، ولفت انتباهي وجود مكتب الصندوق الكويتي للتنمية، وأعجبت بحرص دولة الكويت على الترويج الاقتصادي الاستثماري خلال مشهد انتخابي ديمقراطي، وخاصة أن الصندوق يشكل ذراعا دبلوماسية حيوية للكويت، وإسهاماتها التنموية مع الدول الشقيقة والصديقة.
كما يوجد في دولة الكويت مكتب الاستثمار الكويتي، الذي يعد أول صندوق ثروة سيادي في العالم، حيث تم تأسيسه في فبراير 1953.. ولعل من الجميل اليوم أن تشهد زيارة سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح ولي العهد الكويتي لبريطانيا احتفالية مكتب الاستثمار الكويتي في المملكة المتحدة بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيسه.
ولهذا المكتب الاستثماري، الذي أسسه المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ عبدالله السالم الصباح، أهمية كبرى في تاريخ الكويت، فقد جسد رؤية مستقبلية للاستثمار، كما كان له دور حيوي إبان الغزو الغاشم، ولا يزال يمارس دورا عظيما في الاقتصاد الكويتي، مع توسعة نطاقه الاستثماري خارج لندن، ليشمل أمريكا والصين وآسيا، والعديد من الأسواق العالمية، وخاصة أن الأصول المدارة في الصندوق حاليا تصل إلى 250 مليار دولار.
لذلك تحرص دول مجلس التعاون الخليجي على تعزيز مسارات التعاون مع دول العالم، وخاصة في المجال الاستثماري الاقتصادي، إيمانا منها وإدراكا بأن الاقتصاد عصب الحياة والاستدامة والمستقبل، وأن (لندن) تظل على الدوام عاصمة الاستثمار والاقتصاد الأولى، وخاصة للدول الخليجية، وانطلاقا من العلاقات التاريخية والرؤية المشتركة والتعاون المستمر.
العلاقات الكويتية البريطانية تشهد صفحة جديدة من الشراكات والنجاحات، وخاصة بعد إطلاق الحوار الاستراتيجي الأول بين البلدين في مارس الماضي، وتأتي حاليا زيارة سمو الشيخ مشعل الجابر الأحمد الصباح ولي العهد الكويتي لبريطانيا، تعزيزا للتعاون الاستراتيجي، واستنادا للعلاقات التاريخية الوطيدة، الممتدة لأكثر من 124 عاما.
كما تعدّ زيارة سمو الشيخ مشعل الصباح ولي العهد الكويتي لبريطانيا، وما تشهده من اجتماعات ولقاءات وفعاليات، تجسيدا حيّا لحجم العلاقات الاقتصادية التي تربط البلدين.. ومن اللافت والجميل معا أن هذه الزيارة تعدّ الزيارة الثالثة لولي العهد الكويتي للمملكة المتحدة خلال عام واحد، مما يؤكد العلاقة المتميزة والتعاون المستمر بين البلدين، وحجم العلاقات الثنائية، والخصوصية الفريدة.
كمواطن بحريني وإعلامي خليجي، فإننا نسعد بكل تحرك يقوم به القادة الكرام في دولنا الخليجية، من أجل الاستثمار في المستقبل، ومن أجل تنويع مصادر الدخل والاقتصاد الوطني، والعمل على تحقيق النماء والبناء، واستفادة المواطن من عوائد ذلك الاستثمار، سواء على النطاق المحلي، أو على النطاق الخليجي، عبر المشاريع التنموية الاستثمارية الخليجية المشتركة.
حفظ الله الكويت الحبيبة، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، وبدعم ومساندة عضيده سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح ولي العهد.. وأدام عليها نعمة الأمن والأمان، والتوفيق والنجاح.. ففي تقدم ونجاح أي دولة خليجية تقدم ونجاح للمنظومة الخليجية كلها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك