الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
خبر خاص.. لرؤساء الجامعات
لا تبدأ من الصفر، ولكن ابدأ من حيث انتهى الآخرون.. فمن يبدأ من الصفر سيقطع مشوارا أطول ممن يبدأ من حيث انتهى الآخرون.. مقولة جميلة، ولكن تنفيذها أجمل.. ويتضاعف الجمال والإتقان لو تم تطبيقها في مجال البحث العلمي في الجامعات.
لدينا في مملكة البحرين الخطة الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي 2014-2024، ووضعت أهداف عديدة، ودشنت مشاريع ومبادرات كثيرة، تهدف إلى استثمار البحث العلمي للمساهمة في التحول الاقتصادي والتنمية المستدامة، بما يواكب رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
وسبق أن أعلن مجلس التعليم العالي أنه يولى اهتماماً للبحث العلمي جنباً إلى جنب مع حوكمة التعليم العالي، وكشف المجلس في بيان له منذ عامين أن جامعة البحرين تحتل المركز الأول في عدد النشر الذي بلغ 1317، تليها جامعة الخليج العربي 540، ثم الكلية الملكية للجراحين بإيرلندا-جامعة البحرين الطبية 243 والجامعة الأهلية 227.
ولكن ما يلاحظ اليوم مع البحوث العلمية والدراسات الجامعية في مملكة البحرين أن معظمها يركز على التنظير والإنشاء، ولا يركز على التطبيق العملي والتنفيذ، وربط ذلك باحتياجات المجتمع، ومدى تحويل البحث إلى مشروع بدلا من ركنه في رف المكتبة..!!
وبالأمس قرأت خبرا في الصحافة السعودية عن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، حيث تم الإشارة إلى الاستراتيجية الجديدة للجامعة، التي تهدف إلى تحويل العلوم والأبحاث إلى ابتكارات ذات مردود اقتصادي من خلال التركيز على الأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار، وهي صحة الإنسان، واستدامة البيئة، والطاقة المتجددة، واقتصادات المستقبل، إضافة إلى تعزيز الشراكات الدولية والمحلية المثمرة، والشراكة مع القطاع الخاص ما يسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
كما تركز الإستراتيجية الجديدة للجامعة على زيادة فرص تحويل الأبحاث إلى ابتكارات ذات مردود اقتصادي، مع توفير فرص نوعية للباحثين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتمكينهم من تطبيق العلوم والبحوث، لإحداث أثر عالمي مستدام من خلال تعزيز الشراكات الدولية والمحلية، مثل «مبادرة لإحياء الشعاب المرجانية بالشراكة مع «نيوم»، إضافة إلى استمرار التعاون مع كبرى الشركات في المملكة والعالم مثل: أرامكو، وسابك، وأكوا باور، وآي بي إم، وداو، وبوينغ، بجانب إبرام اتفاقيات تعاون استراتيجية مع الشركات الرائدة في مدينة شينزين الصينية، للعمل على أبحاث تطبيقية في مجالات متقدمة مثل الفضاء والروبوتات والإلكترونيات الدقيقة.
علما أن خريجي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية اليوم يعملون في مجموعة من كبرى الشركات العالمية والمؤسسات العلمية ومراكز الأبحاث، كرؤساء تنفيذيين وباحثين، مثل وكالة ناسا، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونيوم، وجهات أخرى.
أتمنى صادقا من رؤساء الجامعات في مملكة البحرين والمسؤولين الكرام في مجلس التعليم العالي قراءة هذا الخبر، والاستفادة من التجربة السعودية، وإلزام الباحثين عند إعداد فكرة البحث والدراسة، بضرورة تحويل البحوث العلمية إلى مشاريع تنموية واقتصادية، تلبي احتياجات المجتمع وسوق العمل والمستقبل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك