على مسؤوليتي
علي الباشا
متناقضات
} لم أسمع، كما لم أقرأ في الدوريات المتقدمة أن قامت الاتحادات بإعفاء الأندية ولاعبيها من عقوبات موسم مضى؛ إن لتراكم بطاقات ملونة، أو عقوبات إدارية نتيجة خروج عن الروح والمسلك الرياضي، رغم أن بعض الاتحادات تستبدل عقوبات البطاقات المتراكمة ببدل مادي.
} مثل هذه البدع نراها خارج المنظومات الاحترافية لأن مثل هذه العقوبات تنظيمية لتقويم المسلكيات، والحفاظ على الروح الرياضية التي تشدد عليها الاتحادات الدولية وعلى رأسها «فيفا»، ولم نقرأ يوما أن واحدا من هذه الاتحادات نقض عقوباته من دون تدخل محكمة «كاس».
} هنا إسقاط العقوبات، وإن كانت صادرة عن لجان انضباط تتم بمناسبة ومن دونها، وقد تكون لخاطر ناد أو مسؤول؛ وأحيانا صدرت بسبب اعتداء جسدي على حكم أو لاعب منافس؛ وهذا يجعل من العقوبات التي تصدر «هشة» ولا تمثل ردعا للاعبين الآخرين، ويتم تكرارها!
} مناسبة هذا القول؛ ما صدر عن واحد من الاتحادات الخليجية من عملية إسقاط لعقوبات وبطاقات ملونة: ومن دون أسباب ذات مصداقية كفرحة بالحصول على إنجاز رياضي لم يتكرر سابقا، أو نتيجة مناسبة وطنية تقتضي إصدار مثل هذا الرفع للعقوبات، وهو أمر لا يتناسب وقيمة العقوبات المسلكية.
} وحين ترفع مثل هذه العقوبات فإنك تقلل من نسبة الردع، وتجعلها تتكرر؛ لأن هناك من يستشعر بأن «العفو» سيأتي متى تنادى مسؤولو الأندية بذلك، رغم أن المسببات كانت كارثية، وتتناقلها الاقنية الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي التي حولت الملاعب إلى ما يشبه حلبات مصارعة الثيران!
} برأيي أن وجود لجان الانضباط في مختلف الاتحادات؛ لم يأت من فراغ، بل ان هذه اللجان التي تضم مستشارين قانونيين وقضاة أحيانا؛ يفترض أن تأتي قراراتها نهائية، والاتحادات الدولية لا تجيز لمجالس الإدارات ولا أي مسؤول نقضها؛ إلا من خلال لجان قضائية أعلى كي لا تكون فضفاضة!
} لا يجب مكافأة المخطئ على خطأه؛ نجما أو لاعبًا عاديًا، وحتى أولئك الذين يخطؤون بحق المسؤولين الاتحاديين أو النادويين أو الفنيين باللفظ أو الكتابة الذي يقلل من قيمتهم وشخصيتهم؛ ولا يجب أن يأتي سعي «العفو» لكسب ود الأندية أو للبروز الشخصي؛ لأن هذا يقلل من نسبة الردع.
} طبعا نحن نبحث عن تعزيز الروح الرياضية في ملاعبنا؛ فالوصول إلى الاحتراف الرياضي لا يأتي في ظروف «فوضوية»، ولكن علينا أن نعزز من قيمة اللجان القانونية المتخصصة رياضيا، بما يتماشى والأنظمة الأولمبية والدولية؛ بما يجعل لها قيمة «ردع» تعزز من روح المنافسة الرياضية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك