العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

حقيقة حكاية ارتفاع البحر.. في البحرين

ليس‭ ‬دائما‭ ‬الكتاب‭ ‬يعرف‭ ‬من‭ ‬عنوانه،‭ ‬وليس‭ ‬دائما‭ ‬الخبر‭ ‬يكتفى‭ ‬بعنوانه‭.. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬تفاصيل‭ ‬الكتاب‭ ‬خبرة‭ ‬جديدة،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬الخبر‭ ‬معلومات‭ ‬جديدة‭.. ‬ومصيبتنا‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الأحكام‭ ‬والمواقف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بعناوين‭ ‬الأخبار،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تناقل‭ ‬العناوين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬معرفة‭ ‬التفاصيل‭.. ‬وتتضاعف‭ ‬المصيبة‭ ‬حينما‭ ‬يكون‭ ‬اختيار‭ ‬العنوان‭ ‬موافقا‭ ‬لأهواء‭ ‬وغايات‭ ‬ومآرب‭ ‬شخصية‭ ‬أو‭ ‬أيديولوجية‭.‬

في‭ ‬موضوع‭ ‬تصريح‭ ‬سعادة‭ ‬وزير‭ ‬النفط‭ ‬والبيئة‭ ‬وحول‭ ‬جهود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬البيئي،‭ ‬خرجت‭ ‬العناوين‭ ‬والتعليقات‭ ‬عن‭ ‬مسارها‭ ‬السليم،‭ ‬بل‭ ‬خرج‭ ‬لنا‭ ‬شخص‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مثقفا‭ ‬ومسؤولا‭ ‬سابقا،‭ ‬ومختصا‭ ‬بالشأن‭ ‬البيئي،‭ ‬ليطلق‭ ‬كلاما‭ ‬غير‭ ‬دقيق،‭ ‬مبطن‭ ‬بالتدمير‭ ‬والخراب‭..!!   ‬

بالأمس‭ ‬تناقلت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬مقابلة‭ ‬لسعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬بن‭ ‬دينة‭ ‬وزير‭ ‬النفط‭ ‬والبيئة‭ ‬المبعوث‭ ‬الخاص‭ ‬لشؤون‭ ‬المناخ‭ ‬التي‭ ‬أجرتها‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الفرنسية‭ ‬حول‭ ‬الشأن‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

في‭ ‬المقابلة،‭ ‬وأتصور‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬لم‭ ‬يقرأ‭ ‬تفاصيلها،‭ ‬واكتفى‭ ‬بعنوانها‭ ‬المنقول‭ ‬من‭ ‬حسابات‭ ‬التواصل‭ ‬وبعض‭ ‬المواقع،‭ ‬فإن‭ ‬سعادة‭ ‬الوزير‭ ‬أوضح‭ ‬سلسلة‭ ‬التدابير‭ ‬الاستباقية‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬ظواهر‭ ‬مناخية،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬خلال‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬وبمنتهى‭ ‬الصراحة‭ ‬تطرق‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬2050‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬المياه؛‭ ‬وهذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬قيد‭ ‬التنفيذ‭ ‬ومأخوذة‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد‭.‬

مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خطت‭ ‬خطوات‭ ‬جادة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬البيئة،‭ ‬والتحدي‭ ‬المناخي‭ ‬والاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬وارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬تحدٍ‭ ‬عالمي‭ ‬يواجه‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وليس‭ ‬البحرين‭ ‬فقط،‭ ‬ولدينا‭ ‬الخطة‭ ‬العشرية‭ ‬وهي‭ ‬خطة‭ ‬استباقية،‭ ‬ويشهد‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التخطيط،‭ ‬والشواهد‭ ‬كثيرة‭: (‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬تجربة‭ ‬التصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الخطط‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭).‬

 

كما‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬بدأت‭ ‬جهودها‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬إدراكها‭ ‬للمخاطر‭ ‬البيئية‭ ‬العالمية،‭ ‬وهيكلة‭ ‬وزارة‭ ‬للبيئة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬دلالة‭ ‬واضحة‭ ‬لأهمية‭ ‬الملف‭ ‬البيئي،‭ ‬وأعلنت‭ ‬التزامها‭ ‬بخططها‭ ‬وأبرزها‭ ‬الحياد‭ ‬الصفري‭.. ‬ولعل‭ ‬الظهور‭ ‬الإعلامي‭ ‬العالمي‭ ‬للمسؤولين‭ ‬والقيادات‭ ‬البحرينية‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬إعلامي‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬مبادراتها‭ ‬من‭ ‬مصادرها‭ ‬المعنية،‭ ‬ونتمنى‭ ‬رؤية‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المقابلات‭ ‬للمسؤولين‭ ‬للتحدث‭ ‬بشفافية‭ ‬وعكس‭ ‬الصورة‭ ‬الصحيحة‭.‬

وكما‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬فن،‭ ‬والقيادة‭ ‬فن،‭ ‬والحكومة‭ ‬مرنة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭.. ‬فإن‭ ‬النشر‭ ‬والتفاعل‭ ‬والتعليق‭ ‬فن‭ ‬أيضًا،‭ ‬ونتمنى‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الحسابات‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬استيضاح‭ ‬المعلومات‭ ‬في‭ ‬سياقها‭ ‬الصحيح‭.. ‬فالمجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬مجتمع‭ ‬واعٍ،‭ ‬ومشهود‭ ‬له‭ ‬بمعرفة‭ ‬دقائق‭ ‬الأمور‭ ‬وقراءة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬السطور،‭ ‬ونستغرب‭ ‬من‭ ‬التعليقات‭ ‬وردود‭ ‬الفعل‭ ‬على‭ ‬مقابلة‭ ‬إعلامية‭ ‬كانت‭ ‬رسائلها‭ ‬إيجابية‭ ‬ووطنية‭ ‬حول‭ ‬جهود‭ ‬الحكومة‭ ‬وخططها‭ ‬وبرامجها‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬البيئي،‭ ‬والاستعداد‭ ‬لمواجهة‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬والظروف،‭ ‬ولا‭ ‬نعلم‭ ‬كيف‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬البعض‭ ‬يرى‭ ‬الكأس‭ ‬فاضية‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنها‭ ‬تفيض‭ ‬ماءً‭..‬؟؟‭ ‬

نتمنى‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المقابلات‭ ‬واللقاءات‭ ‬الصريحة‭ ‬الشفافة‭ ‬للمسؤولين‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬وكالات‭ ‬الأنباء‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية،‭ ‬وبالمثل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭.. ‬ونتمنى‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كما‭ ‬عهدناه‭ ‬دائما‭ ‬ذا‭ ‬نظرة‭ ‬تفاؤلية‭ ‬طموحة،‭ ‬ويتصدى‭ ‬لأصحاب‭ ‬الغايات‭ ‬السيئة‭ ‬والتحليلات‭ ‬الخاطئة‭.   ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا