الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
حقيقة حكاية ارتفاع البحر.. في البحرين
ليس دائما الكتاب يعرف من عنوانه، وليس دائما الخبر يكتفى بعنوانه.. ذلك أن في قراءة تفاصيل الكتاب خبرة جديدة، كما في تفاصيل الخبر معلومات جديدة.. ومصيبتنا اليوم في بناء الأحكام والمواقف من خلال الاكتفاء بعناوين الأخبار، ومن ثم تناقل العناوين من دون معرفة التفاصيل.. وتتضاعف المصيبة حينما يكون اختيار العنوان موافقا لأهواء وغايات ومآرب شخصية أو أيديولوجية.
في موضوع تصريح سعادة وزير النفط والبيئة وحول جهود مملكة البحرين في الشأن البيئي، خرجت العناوين والتعليقات عن مسارها السليم، بل خرج لنا شخص يفترض أن يكون مثقفا ومسؤولا سابقا، ومختصا بالشأن البيئي، ليطلق كلاما غير دقيق، مبطن بالتدمير والخراب..!!
بالأمس تناقلت وسائل الإعلام مقابلة لسعادة الدكتور محمد بن مبارك بن دينة وزير النفط والبيئة المبعوث الخاص لشؤون المناخ التي أجرتها وكالة الأنباء الفرنسية حول الشأن البيئي في مملكة البحرين.
في المقابلة، وأتصور أن الكثير من الناس لم يقرأ تفاصيلها، واكتفى بعنوانها المنقول من حسابات التواصل وبعض المواقع، فإن سعادة الوزير أوضح سلسلة التدابير الاستباقية في عدة ظواهر مناخية، والتي من المفترض أن تنتهي خلال 10 سنوات، وبمنتهى الصراحة تطرق إلى ما يمكن أن يحدث في 2050 في حال لم يتم اتخاذ الإجراءات المتعلقة بارتفاع منسوب المياه؛ وهذه الإجراءات قيد التنفيذ ومأخوذة على محمل الجد.
مملكة البحرين خطت خطوات جادة على صعيد البيئة، والتحدي المناخي والاحتباس الحراري وارتفاع منسوب مياه البحر تحدٍ عالمي يواجه كل دول العالم وليس البحرين فقط، ولدينا الخطة العشرية وهي خطة استباقية، ويشهد لمملكة البحرين أنها من الدول البارزة في هذا النوع من التخطيط، والشواهد كثيرة: (رؤية البحرين الاقتصادية 2030، تجربة التصدي لفيروس كورونا، وغيرها من الخطط في مختلف المجالات).
كما أن الحكومة الموقرة بدأت جهودها انطلاقًا من إدراكها للمخاطر البيئية العالمية، وهيكلة وزارة للبيئة إلى جانب النفط في دلالة واضحة لأهمية الملف البيئي، وأعلنت التزامها بخططها وأبرزها الحياد الصفري.. ولعل الظهور الإعلامي العالمي للمسؤولين والقيادات البحرينية دليل على ما تحظى به المملكة من اهتمام إعلامي حول العالم، للتعرف على مبادراتها من مصادرها المعنية، ونتمنى رؤية المزيد من هذه المقابلات للمسؤولين للتحدث بشفافية وعكس الصورة الصحيحة.
وكما أن الإدارة فن، والقيادة فن، والحكومة مرنة في هذا الجانب.. فإن النشر والتفاعل والتعليق فن أيضًا، ونتمنى من أصحاب الحسابات في مواقع التواصل استيضاح المعلومات في سياقها الصحيح.. فالمجتمع البحريني مجتمع واعٍ، ومشهود له بمعرفة دقائق الأمور وقراءة ما بين السطور، ونستغرب من التعليقات وردود الفعل على مقابلة إعلامية كانت رسائلها إيجابية ووطنية حول جهود الحكومة وخططها وبرامجها في الشأن البيئي، والاستعداد لمواجهة كل التحديات والظروف، ولا نعلم كيف أصبح اليوم البعض يرى الكأس فاضية في حين أنها تفيض ماءً..؟؟
نتمنى أن نرى المزيد من المقابلات واللقاءات الصريحة الشفافة للمسؤولين البحرينيين في وكالات الأنباء الإقليمية والعالمية، وبالمثل على المستوى المحلي.. ونتمنى من الشعب البحريني أن يكون كما عهدناه دائما ذا نظرة تفاؤلية طموحة، ويتصدى لأصحاب الغايات السيئة والتحليلات الخاطئة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك