العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

نقلة نوعية.. للمنظومة الحقوقية

‮«‬التطوير‭ ‬المستدام‮»‬‭ ‬سمة‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.. ‬هذا‭ ‬وطن‭ ‬تولي‭ ‬فيه‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬كل‭ ‬العناية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصلحة‭ ‬المواطن‭ ‬والانسان‭ ‬البحريني،‭ ‬ومصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬وسمعته‭ ‬ومكانته‭.‬

لذلك‭ ‬جاء‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬بشأن‭ ‬تحديد‭ ‬ضوابط‭ ‬تعيين‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬المفوضين‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬لاختيار‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وفتح‭ ‬باب‭ ‬الترشح‭ ‬لعضوية‭ ‬المجلس،‭ ‬ليشكل‭ ‬نقلةً‭ ‬نوعية،‭ ‬ديمقراطيةً‭ ‬رائدة،‭ ‬عالمياً‭ ‬واقليمياً،‭ ‬للمنظومة‭ ‬الحقوقية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

ذلك‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬يمثل‭ ‬تغيير‭ ‬آلية‭ ‬اختيار‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬المفوضين‭ ‬من‭ ‬التعيين‭ ‬إلى‭ ‬الانتخاب،‭ ‬حيث‭ ‬تنسجم‭ ‬التعديلات‭ ‬التي‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬مع‭ ‬‮«‬مبادئ‭ ‬باريس‮»‬،‭ ‬وتصب‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬عمل‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬لتتبوأ‭ ‬مكانتها‭ ‬الطبيعية‭ ‬بين‭ ‬نظيراتها‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وتحظى‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بالاهتمام‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬بمساندة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬أطر‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وترسيخ‭ ‬دعائم‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭.‬

كما‭ ‬تأتي‭ ‬مضامين‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬لتزيد‭ ‬من‭ ‬شفافية‭ ‬واستقلالية‭ ‬عمل‭ ‬المؤسسة‭ ‬وحيادتها‭ ‬التامة،‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تعزيز‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬يعكس‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬عناية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬بضمان‭ ‬تماشي‭ ‬آلية‭ ‬تنظيم‭ ‬وعمل‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬مع‭ ‬‮«‬مبادئ‭ ‬باريس‮»‬،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬الأمر‭ ‬السامي‭ ‬اهتمام‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬الدائم‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬باعتبارها‭ ‬كياناً‭ ‬حقوقياً‭ ‬هاماً‭.‬

مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تولي‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكبير‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬الوطنية،‭ ‬بصفتها‭ ‬منارة‭ ‬من‭ ‬منارات‭ ‬الوعي‭ ‬الحقوقي،‭ ‬وبيتاً‭ ‬للخبرة‭ ‬والمشورة،‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬أسس‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬ودعائم‭ ‬دولة‭ ‬القانون،‭ ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬التعديل‭ ‬مواصلةً‭ ‬للجهود‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬لحماية‭ ‬وتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬ملكية‭ ‬حكيمة،‭ ‬جعلت‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬أساسيات‭ ‬النهج‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لمشروع‭ ‬جلالته،‭ ‬وركناً‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة،‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬الزاهر‭.‬

إن‭ ‬إنشاء‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ومنحها‭ ‬الصلاحيات‭ ‬وفق‭ ‬‮«‬مبادئ‭ ‬باريس‮»‬‭ ‬يعد‭ ‬ضمن‭ ‬التحولات‭ ‬الهامة‭ ‬لإرساء‭ ‬دعائم‭ ‬بلد‭ ‬المؤسسات‭ ‬والقانون،‭ ‬حيث‭ ‬تعتبر‭ ‬الآلية‭ ‬الجديدة‭ ‬لتعيين‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬المفوضين‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬الآليات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والوطن‭ ‬العربي،‭ ‬وتشكل‭ ‬نقلة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الدور‭ ‬البارز‭ ‬للمؤسسة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الحقوقي،‭ ‬للتقدم‭ ‬بالترشح‭ ‬لعضوية‭ ‬المؤسسة‭.‬

الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬يعكس‭ ‬اهتمام‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بتطوير‭ ‬المؤسسات‭ ‬والهيئات‭ ‬المعنية‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وفق‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬العالمية‭ ‬المتفق‭ ‬عليها‭ ‬دولياً،‭ ‬والتي‭ ‬صادقت‭ ‬عليها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬لاختيار‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬المفوضين‭ ‬برئاسة‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الديوان‭ ‬الملكي،‭ ‬وعضوية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬والمدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬والاستقلالية‭ ‬للمؤسسة،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬التطوير‭ ‬النوعي‭ ‬والتمثيل‭ ‬الوطني،‭ ‬للمنظومة‭ ‬الحقوقية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭.‬

الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي،‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬تطويرية‭ ‬بارزة،‭ ‬لمسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الحقوقي،‭ ‬وكم‭ ‬أتمنى‭ ‬صادقا،‭ ‬أن‭ ‬ينال‭ ‬كل‭ ‬الاهتمام‭ ‬الإعلامي‭ ‬والحقوقي،‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬كذلك‭.. ‬وهنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬والبعثات‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬وكذلك‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والإعلام‭ ‬الوطني،‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬المتميز،‭ ‬لأنه‭ ‬يشكل‭ ‬إضافة‭ ‬نوعية‭ ‬لقصص‭ ‬النجاح‭ ‬البحرينية،‭ ‬المستمرة‭ ‬والمتواصلة‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا