عالم يتغير
فوزية رشيد
السعودية والقضية الفلسطينية!
{ موقف السعودية من القضية الفلسطينية موقف واضح ولا لبس فيه ولا يحتاج إلى كثير كلام، وحيث الدعم السياسي والمعنوي والاستراتيجي والمالي للفلسطينيين دعم معروف! والمبادرة السلمية في بيروت 2002 التي تبناها العرب جميعًا هي في الأصل مبادرة سعودية وأصبحت اليوم «المبادرة العربية»! إلى جانب مواقف الدعم السعودي في 1948 وللمواجهات العسكرية مع قوات الإحتلال، وموقف «الملك فيصل» الذي قطع النفط عن الغرب في 1973، بدوره معروف! لأن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية الأولى لكل العرب ومحاولات السعودية لحلّ الانقسام الفلسطيني، عديدة! ولم يتمّ الالتزام بها من جانب ذات الأطراف التي لبست «الرداء الإيراني»، لتتسبّب في شرخ فلسطيني وعربي مستمر في ساحة من يتاجر بالقضية!
{ اليوم تتخذ السعودية مواقف أخرى بما يتعلق بالضجيج المثار في أمريكا وإسرائيل بخصوص التطبيع، فإن السعودية وضّحت موقفها وشروطها، وأهم تلك الشروط هو «الحل العادل» للقضية الفلسطينية، وفق المبادرة العربية ووفق قرارات الأمم المتحدة واتفاقيات السلام بين الطرفين الفلسطيني و«الإسرائيلي»، التي لم يلتزم الإحتلال بأي منها، ولا يريد الالتزام! والسعودية أوضحت موقفها في الكثير من المناسبات، ولم يتغيرّ أي شيء حتى الآن، رغم ضجيج الإعلام الأمريكي والغربي وداخل «إسرائيل» بما يخالف ذلك!
{ خلال الأيام الماضية اتخذت السعودية قرار تعيين سفير سعودي «غير مقيم» لدى السلطة الفلسطينية، واعتبرت الصحف العبرية ومنها «يديعوت أحرونوت» أن (هذا القرار هو خطوة تاريخية، ورسالة لإسرائيل تصبّ في صالح الفلسطينيين)! وحيث يأتي تعيين السعودية السفير «نايف السديري «لدى دولة فلسطين، وقنصلاً عاما للمملكة في القدس ويكون معتمدًا للفلسطينيين!
يقول (جورج سحار) إن «ثلاث دول فقط لها الحق في فتح قنصليات في القدس الشرقية وهي (السعودية ومصر والمكسيك)، حيث كان لهذه الدول قنصليات في القدس الشرقية عشية حرب 1967، وللحفاظ على الوضع الدبلوماسي الراهن في القدس لهم «الحق القانوني» في العودة، ولا يمكن لأي طرف آخر القيام بذلك في انتظار قرار الوضع النهائي للقدس بأكملها، شرقًا وغربًا».
{ السعودية وقبل أي شرط آخر، هي تطرح منذ عقدين وأكثر، بعد تثبيت كيان الإحتلال دوليًا وخارج الإرادة العربية كأمر واقع! هي تطرح أهمية حلّ القضية الفلسطينية، لضمان أمن واستقرار المنطقة وإحلال السلام، وإقامة الدولة الفلسطينية من خلال حلّ الدولتين. وهذا الأمر لا يخضع لا «للبروباجندا الصهيونية» في الكيان وفي الغرب وأمريكا! ولا لأي مصلحة انتخابية أمريكية! وتتابع الموفدين الأمريكيين إلى السعودية! وحيث لا بدّ أن يقدم الإحتلال «تنازلات حقيقية» للوصول إلى حلّ القضية الفلسطينية! وهي القضية التي لا تؤرق العرب وحدهم فقط، بل كل مناصري القضية في العالم من الدول والشعوب، ولا بدّ من إنهاء «الجدلية العقيمة» التي يطرحها الكيان الصهيوني طوال عقود منذ احتلال فلسطين!
{ في حديث لضابط سابق في «الشاباك الإسرائيلي» أو الأمن العام، والحديث قبل أيام على (قناة i24) تحدث لأول مرة عن «الإرهاب اليهودي»! وهو التوصيف الذي أثار احتجاج الكثيرين داخل الكيان، رغم أنه التعبير الصحيح للعنف المتزايد من المستوطنين واليهود المتطرفين، وبدعم ومباركة الحكومة المتطرفة الراهنة! وتحدث الضابط عن القتل الجماعي لـ(عائلة الدواوشة). والعصابات الاستيطانية و«شبيبة التلال» المتطرفة! مما يذكر بما حدث قبل (75 عامًا) من العنف والجرائم على يد عصابات «الهاجاناة» وغيرهم! وحيث «المنظومة القضائية» طالما غضت الطرف عن جرائم الصهاينة والمتطرفين، فيما تُنزل أشدّ العقوبات على من يقوم بمقاومة الاحتلال من الفلسطينيين وفي إطار العمليات الفلسطينية! هذا يدّل على أن قادة «الكيان» يرعون التطرف، ويتوسعون عبر العنف في الاستيطان، ولا يفكرون بسلام حقيقي!
{ قادة السعودية أصحاب أفعال لا أقوال! ولا يعتمدون الثرثرة الإعلامية أو الدبلوماسية وطنين التصريحات المراوغة والزائفة كما يفعل قادة في أمريكا والغرب وداخل إسرائيل وغيرهم! ولذلك فإن استراتيجية بلاد الحرمين واضحة تجاه القضية الفلسطينية، وعبر المواقف، رغم ما يثار لتشويه تلك المواقف من الكارهين والحاقدين وأصحاب «الولاءات الارتزاقية»!
السعودية تريد الاستقرار والتنمية والسلام في المنطقة، وذلك لن يتم إلا بحلّ القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، يعيد للفلسطينيين حقوقهم المسلوبة، وأضعف الأيمان في ذلك حلّ الدولتين، وأن تُقام الدولة الفلسطينية حسب المبادرة العربية «السعودية» وأن تكون عاصمتها «القدس الشرقية». وما يعيق ذلك، والكل يعرف، هو التعنت «الإسرائيلي»، الذي يريد إنهاء القضية، وإبعاد العرب عنها، وتحقيق الصفقات (الاقتصاد مقابل السلام)! هذا المنطق المعوّج سيبقى معوجًا، حتى يتحقق السلام الحقيقي والعادل!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك