زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
هذا ليس كلامي يا نساء (2)
يقول الباحث الاسترالي ألن بيس إن النساء يستخدمن 80% من أمخاخهن عند الكلام، مقابل 10% عند الرجال لنفس الغرض، ولهذا فإن النساء أكثر نجاحا في الأعمال التي تتطلب الحجة والاقناع، بينما نحن معشر الرجال نتفوق في المجالات التي تتطلب التعامل مع فضاءات واسعة مثل قيادة السيارات وكرة القدم و«الصياعة الحرة».
يا للخيبة؛ ففي الدورات الأولمبية الأخيرة لعبت نساء كرة القدم بطريقة أفضل من معظم المنتخبات العربية الذكورية، كما أن سجل النساء في قيادة السيارات انظف من سجل الرجال بكثير، والامر الذي يتأتى من كون المرأة مبرمجة بيولوجياً للثرثرة هو أنها تنقنق وتلت وتعجن وخاصة بعد الزواج، فكل مشكلة مهما كانت تافهة يجب أن تخضع للنقاش والتحليل، فإذا سألت الزوج لماذا أتى إلى البيت متأخراً فإنها لا تعتبر ذهابه إلى المقابر لمواراة جثمان صديقه عذراً كافياً: لماذا وبماذا مات؟ ألم يكن من الأنسب دفن الجثمان غداً؟ ثم ان صديقك هذا رحمه الله مات من دون أن يرد لك المبلغ الذي اقترضه قبل شهرين، وكان ينبغي ان تشعره بغضبك منه بعدم السير في جنازته.
كلما حاسبتني زوجتي على العودة إلى البيت بعد العاشرة مساء تذكرت تلك المرة التي استيقظت فيها في نحو الخامسة صباحاً خلال العطلة الصيفية الماضية لأجد ابنتي مروة جالسة أمام شاشة التلفزيون فلما رأت الشرر يتطاير من عيني قالت ما معناه: أنا لم أسهر وكل ما هناك هو ان الفجر اتى مبكراً اليوم، ولأنني كنت نصف نائم فإنني لم اقدر عبقريتها حق قدرها إلا بعد طلوع الشمس، وطورت نظريتها تلك في مرة أتيت فيها إلى البيت متأخراً وقلت لزوجتي انني غادرت بتوقيت غرينتش ومن ثم فإنني عدت إليه في التاسعة مساء بتوقيت غرينتش وليس في الثانية عشرة كما تتوهم. فزال غضبها وقالت لي: إذن اخرج بتوقيت غرينتش وهات لنا ثلاثة كيلوجرامات من اللحم المفروم.
وكان لي صديق مسكين كلما عاد إلى البيت في الرابعة فجراً وأحست زوجته بحركته ونظرت إلى ساعة الحائط أوهمها بأنه قام على التو من فراشه وشرع في ارتداء ملابسه لقضاء مهمة رسمية عاجلة، ثم توجه إلى سيارته ينام فيها نحو ساعتين قبل أن يتوجه إلى المكتب ووجهه يلعن قفاه.
ما أقصد أن أقوله هو أن المرأة معذورة إذا كانت نقناقة وطنطانة لأنها خلقت كذلك، ولكن ما عذر النساء في أنهن لا يمرضن إلا بعد الزواج؟ فجميع الامراض الخطرة أو المزمنة تصيب النساء بعد الزواج، ربما لأنهن حساسات ولا يردن إرهاق وإزعاج ذويهن، والأمر الآخر هو أن النساء يترهلن بعد الزواج؛ فأنت تتزوج بواحدة في منتهى الرشاقة وتلقي نظرة حانية عليها وهي تجلس إلى جوارك على الكوشة لتكتشف أنها بدأت تتمدد وتنبعج حتى قبل انصراف ضيوف الحفل.
وبعد سنتين من الزواج تصبح مربعة أو مكعبة، أما إذا أنجبت طفلين فإنها تصبح ذات كراديس مكلكعة، وأعتقد أن النساء العربيات يترهلن تشبهاً بالرجال العرب المشهود لهم بضخامة وفخامة الكروش وانتفاخ الأوداج، ولكن إنصافاً للنساء فإن معظمهن يستدركن ويعملن على خفض أوزانهن حتى لا تزوغ عين الزوج إلى واحدة من بنات آخر الزمان البلاستيكيات الخاليات من اللحوم والدهون والكولسترول.
أما الرجل العربي فإنه لا يمارس الرياضة إلا من أجل المال؛ بمعنى أن يمارس لعبة تدر عليه مبلغاً من المال، أو بقرار طبي عندما ينصحه الطبيب بالتخلص من أربعين كيلوجراماً فيتخلص من أربعة ويقيم حفلاً بتلك المناسبة يأكل فيه ما يرد إليه الكيلوجرامات الأربعة في غضون ساعات، ولكن بصفة عامة فإن المرأة أكثر رقياً وتحضراً من الرجل؛ فهي مثل الكمبيوتر تتكلم مع نظيراتها لغة لا يعرفها إلا من خلقها وتختزن في ذاكرتها كل صغيرة وكبيرة وتسترجعها عند الطلب، ومثل الكمبيوتر فهي بحاجة إلى ملحقات وإكسسوارات دائمة التجدد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك