العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الحد الأدنى للأجور.. توضيح لازم

أول‭ ‬السطر‭:‬

منذ‭ ‬أيام‭ ‬التقيت‭ ‬بالدبلوماسي‭ ‬العماني‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬البلوشي،‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬السفارة‭ ‬العمانية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬متميز‭ ‬في‭ ‬توطيد‭ ‬العلاقات‭ ‬والتعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين‭.. ‬وأبلغني‭ ‬بأن‭ ‬مهام‭ ‬عمله‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬قد‭ ‬انتهت،‭ ‬وسيعود‭ ‬إلى‭ ‬وطنه‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬الشقيقة‭.. ‬فشكرا‭ ‬للدكتور‭ ‬محمد‭ ‬البلوشي‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قدمه،‭ ‬ونتمنى‭ ‬له‭ ‬التوفيق‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬المهام‭ ‬القادمة‭. ‬

الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للأجور‭.. ‬توضيح‭ ‬لازم‭:‬

من‭ ‬حق‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬تسأل،‭ ‬ومن‭ ‬واجب‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬أن‭ ‬تجيب‭.. ‬من‭ ‬حق‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬تستفسر،‭ ‬ومن‭ ‬مسؤولية‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬أن‭ ‬ترد‭ ‬وتوضح‭.. ‬ليس‭ ‬في‭ ‬السؤال‭ ‬جريمة،‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬الاستفسار‭ ‬تجاوز،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الإجابة‭ ‬خرق،‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬والتوضيح‭ ‬عيب‭.‬

سؤال‭ ‬يتوارد‭ ‬اليوم‭ ‬لدى‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬بخصوص‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬أدنى‭ ‬للأجور،‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬فرض‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للأجور‭ ‬بديلاً‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬الإصلاحات‭ ‬المقترحة،‭ ‬وبرامج‭ ‬التدريب‭ ‬وغيرها؟‭ ‬وهو‭ ‬ذات‭ ‬السؤال‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬الموقع‭ ‬الالكتروني‭ ‬لهيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬فماذا‭ ‬كانت‭ ‬الإجابة‭..‬؟

الجواب‭ ‬يقول‭: (‬إن‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للأجور‭ ‬سيكون‭ ‬مكلفاً‭ ‬جداً‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬تخفيض‭ ‬البطالة‭ ‬بين‭ ‬البحرينيين‭ ‬منخفضي‭ ‬المهارات‭. ‬وإذا‭ ‬فرضت‭ ‬البحرين‭ ‬حداً‭ ‬أدنى‭ ‬قياسي‭ ‬للأجور‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭ ‬والوافدين،‭ ‬فإن‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬إيرادات‭ ‬زيادة‭ ‬الأجور‭ ‬سيتحقق‭ ‬للعمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬وحدها‭.‬

أما‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬أدنى‭ ‬تفاضلي‭ ‬للأجور‭ -‬أي‭ ‬حد‭ ‬أدنى‭ ‬للبحرينيين‭ ‬وآخر‭ ‬أقل‭ ‬قيمة‭ ‬للوافدين‭- ‬فمن‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يرسخ‭ ‬فوارق‭ ‬الكلفة‭ ‬بين‭ ‬البحرينيين‭ ‬والعمالة‭ ‬الوافدة،‭ ‬بما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬قدرة‭ ‬البحرينيين‭ ‬منخفضي‭ ‬المهارات‭ ‬على‭ ‬التنافس‭ ‬مع‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬على‭ ‬وظائف‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭. ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬ستزداد‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬أهداف‭ ‬سياسة‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬توظيف‭ ‬البحرينيين،‭ ‬لكن‭ ‬تطبيقها‭ ‬سيزداد‭ ‬صعوبة‭ ‬أيضاً،‭ ‬ومعدلات‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬البحرينيين‭ ‬لن‭ ‬تتحسن‭).‬

ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬بتطبيق‭ ‬نظام‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للأجور‭ ‬لمواطنيها؟‭ ‬تقول‭ ‬الهيئة‭: ‬‮«‬إن‭ ‬نسبة‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬العمل‭ ‬بهذه‭ ‬الدول‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬نسبتها‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬بجانب‭ ‬أن‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للأجور‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يتحدد‭ ‬عند‭ ‬مستويات‭ ‬توفر‭ ‬شبكة‭ ‬أمان‭ ‬لنسبة‭ ‬مئوية‭ ‬ضئيلة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬العمل،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وسيلة‭ ‬لتحسين‭ ‬رفاهية‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬العمال‮»‬‭.‬

تلك‭ ‬كانت‭ ‬الإجابة‭ ‬الرسمية‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬بشأن‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬أدنى‭ ‬للأجور،‭ ‬ونتصور‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التوضيح‭ ‬للرأي‭ ‬العام،‭ ‬منعا‭ ‬للبس‭ ‬وتضارب‭ ‬المعلومات،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬تعددية‭ ‬الفهم‭ ‬للموضوع،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭.‬

تبقى‭ ‬هناك‭ ‬مسألة‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية،‭ ‬وربما‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الحساسية‭ ‬كذلك،‭ ‬ويجب‭ ‬إعادة‭ ‬دراستها‭ ‬ومراجعتها،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قامت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬بالتوقيع‭ ‬على‭ ‬الاتفاقية‭ ‬العمالية‭ ‬الدولية‭ ‬بشأن‭ ‬حظر‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وشغل‭ ‬الوظائف،‭ ‬وهي‭ ‬صراحة‭ ‬لا‭ ‬تجيز‭ ‬تطبيق‭ ‬حد‭ ‬أدنى‭ ‬للأجور‭ ‬للعاملين‭ ‬البحرينيين‭ ‬حصرا‭ ‬دون‭ ‬الأجانب‭.. ‬لذا‭ ‬لزم‭ ‬التنويه‭ ‬والتنبيه‭.‬

آخر‭ ‬السطر‭:‬

لماذا‭ ‬لا‭ ‬تبادر‭ ‬جمعية‭ ‬خيرية‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬شبابية‭ ‬تطوعية‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬محلات‭ ‬المغاسل‭ ‬للثياب‭ ‬وغيرها،‭ ‬لتقوم‭ ‬بجمع‭ ‬الثياب‭ ‬المستعملة،‭ ‬بعد‭ ‬غسلها‭ ‬وترتيبها،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬رميها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قامت‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬برفع‭ ‬حاويات‭ ‬جمع‭ ‬الملابس‭ ‬من‭ ‬الطرقات،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬البديل‭ ‬المناسب‭ ‬للناس،‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬التبرع‭ ‬بالثياب‭ ‬والأغراض‭..‬؟؟

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا