العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

نبوءات زوال «إسرائيل»!

{‭ ‬كثيرة‭ ‬هي‭ ‬النبوءات‭ ‬التي‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬زوال‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬وقد‭ ‬حددت‭ ‬بعض‭ ‬تلك‭ ‬النبوءات‭ ‬تواريخ‭ ‬محددة‭ ‬لزوال‭ ‬الكيان‭! ‬وتفاصيل‭ ‬تلك‭ ‬النبوءات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقفة‭ ‬أخرى،‭ ‬بعد‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬‮«‬الإسرائيلي‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬إقرار‭ (‬مشروع‭ ‬إصلاح‭ ‬القضاء‭)! ‬الذي‭ ‬رآه‭ ‬البعض،‭ ‬بما‭ ‬أثاره‭ ‬من‭ ‬احتجاجات‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ (‬أكبر‭ ‬حركات‭ ‬الاحتجاج‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭)‬،‭ ‬أنها‭ ‬بداية‭ ‬تفكك‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭! ‬وحيث‭ ‬‮«‬الإصلاح‭ ‬القضائي‮»‬‭ ‬أثار‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬الجدل،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬اقترحته‭ ‬‮«‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬اليمينية‭ ‬المتشددة‮»‬‭ ‬وتم‭ ‬إعلانه‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2023،‭ ‬وسبّب‭ (‬انقساماً‭ ‬حاداً‭ ‬بين‭ ‬المعارضة‭ ‬والحكومة‭)! ‬باعتبار‭ ‬أنه‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬يُعطي‭ ‬‮«‬الحكومة‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة‮»‬‭ ‬صلاحيات‭ ‬ودورا‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬صلاحيات‭ ‬ودور‭ ‬القضاء‭! ‬مثلما‭ ‬يساعد‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬على‭ ‬التهرب‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬ضد‭ ‬في‭ ‬القضاء،‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬الفساد‭ ‬المالي‮»‬‭ ‬وقضايا‭ ‬أخرى‭!‬

{‭ ‬الانقسام‭ ‬يزداد‭ ‬حدّة‭ ‬مع‭ ‬نزول‭ ‬تظاهرات‭ ‬‮«‬لليمين‭ ‬المتطرف‮»‬‭ ‬تأييداً‭ ‬لـ«نتنياهو‮»‬،‭ ‬مقابل‭ ‬المظاهرات‭ ‬المستمرة‭ ‬للمعارضة،‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بقسوة،‭ ‬خاصة‭ ‬يوم‭ ‬الإثنين‭ ‬الماضي‭ ‬أي‭ ‬يوم‭ ‬التصويت،‭ ‬الذي‭ ‬أقر‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭ ‬قانون‭ ‬الإصلاح‭ ‬القضائي،‭ ‬بأغلبية‭ ‬64‭ ‬صوتاً،‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬‮«‬يواف‭ ‬غالان‮»‬‭ ‬ووزير‭ ‬العدل‭ ‬‮«‬ياريف‭ ‬لفين‮»‬‭ ‬ووزير‭ ‬المالية‭ ‬‮«‬سيمو‭ ‬تريتش‮»‬،‭ ‬وبذلك‭ ‬تم‭ ‬سحب‭ ‬صلاحيات‭ ‬من‭ ‬‮«‬القضاء‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬غير‭ ‬مخوّل‭ ‬بإلغاء‭ ‬قرارات‭ ‬الحكومة‭ ‬ووزرائها‭ ‬بقانون‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬المعقولية‮»‬‭ ‬كقانون‭ ‬سابق‭! ‬وهو‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتيح‭ ‬للمحكمة‭ (‬مراقبة‭ ‬ومراجعة‭ ‬القرارات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وإبطال‭ ‬مفعول‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬الصالح‭ ‬العام‭)!‬

{‭ ‬تزامن‭ ‬تهميش‭ ‬دور‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬مع‭ ‬خضوع‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬لجراحة‭ ‬زرع‭ ‬جهاز‭ ‬ينظم‭ ‬ضربات‭ ‬القلب،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬التصويت‭ ‬الإثنين‭ ‬الماضي،‭ ‬وكأن‭ ‬اضطراب‭ ‬قلب‭ ‬صاحب‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬تهميش‭ ‬القضاء،‭ ‬رافقه‭ ‬اضطراب‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬‮«‬الإسرائيلي‮»‬‭! ‬أو‭ ‬لكأن‭ ‬مرور‭ (‬75‭ ‬عاماً‭) ‬على‭ ‬نشوء‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬أظهر‭ ‬أحوال‭ ‬المرض‭ ‬المجتمعي،‭ ‬بما‭ ‬يشبه‭ ‬اضطراب‭ ‬القلب‭ ‬لدى‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬بلغ‭ ‬عمر‭ ‬73‭ ‬عاماً‭! ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬احتجاجات‭ ‬داخل‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭! ‬وقمع‭ ‬أمني‭ ‬للمحتجين‭ ‬في‭ ‬الشارع،‭ ‬غابت‭ ‬عنه‭ ‬تقارير‭ ‬‮«‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‮»‬‭ ‬الدولية‭! ‬سواء‭ ‬بصدم‭ ‬المتظاهرات‭ ‬بالسيارات‭ ‬أو‭ ‬سحل‭ ‬بعضهم‭ ‬على‭ ‬الطرقات،‭ ‬أو‭ ‬منع‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬رفع‭ ‬الشعارات‭! ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واحة‭ ‬الديمقراطية‮»‬‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬كما‭ ‬يراها‭ ‬الغرب،‭ ‬قد‭ ‬أصيبت‭ ‬بدورها‭ ‬بداء‭ (‬الديكتاتورية‭) ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬ضد‭ ‬شعبها‭ ‬اليهودي‭ ‬المعارض‭! ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬مارست‭ ‬تلك‭ ‬الديكتاتورية‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬طوال‭ ‬مدة‭ ‬قيامها‭ ‬ككيان‭ ‬مغتصب‭!‬

{‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬إقرار‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬الإصلاح‭ ‬القضائي‮»‬‭ ‬لزيادة‭ ‬جرعة‭ ‬تحكم‭ (‬اليمنيين‭ ‬المتطرفين‭) ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬سطوة‭ ‬القضاء،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبرته‭ ‬المعارضة‭ (‬تهديداً‭ ‬للديمقراطية‭)‬،‭ ‬لليهود‭ ‬بالطبع،‭ ‬يؤكد‭ ‬مرض‭ ‬الديمقراطية‭ ‬‮«‬الإسرائيلية‮»‬‭!‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬زعيم‭ ‬المعارضة‭ ‬‮«‬يائير‭ ‬لبيد‮»‬‭: (‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نواصل‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬يهودية‭ ‬وديمقراطية‭ ‬بإيقاف‭ ‬هذا‭ ‬التشريع‭)! ‬أما‭ ‬كيف‭ ‬تجتمع‭ ‬يهودية‭ ‬الدولة‭ ‬مع‭ ‬الديمقراطية؟‭ ‬وذلك‭ ‬سؤال‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الإجابة‭ ‬عنه،‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬اليمينيين‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬اليسار‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭!‬

وسؤال‭ ‬آخر‭ ‬كيف‭ ‬تجتمع‭ ‬زيادة‭ ‬صلاحيات‭ ‬الحكومة،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬القضاء،‭ ‬أي‭ ‬غلبة‭ ‬‮«‬السلطة‭ ‬التنفيذية‮»‬‭ ‬على‭ ‬‮«‬السلطة‭ ‬التشريعية‮»‬‭ ‬والقضائية‭ ‬مع‭ ‬الديمقراطية؟‭! ‬فذلك‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬ديمقراطية‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬التي‭ ‬بالفعل‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المتناقضات‭!‬

{‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬النبوءات‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬‮«‬إيهود‭ ‬باراك‮»‬‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬سابقاً،‭ ‬حين‭ ‬قال‭ ‬ما‭ ‬معناه‭: ‬‮«‬إن‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬لليهود‭ ‬لم‭ ‬تستمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬عاماً‭)! ‬فهل‭ ‬هو‭ ‬يؤكد‭ ‬بدوره‭ ‬زوال‭ ‬هذا‭ ‬الكيان،‭ ‬وقد‭ ‬مرّ‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬75‭ ‬عاماً؟‭!‬

هل‭ ‬علامات‭ ‬التفكك‭ ‬ستزداد،‭ ‬بحيث‭ ‬ينهي‭ ‬الصهاينة‭ ‬كيانهم‭ ‬بأيديهم؟‭! ‬هل‭ ‬هذه‭ ‬النبوءة‭ ‬مجرد‭ ‬ترداد‭ ‬لنبوءات‭ ‬يهودية‭ ‬أخرى،‭ ‬وما‭ ‬يقوله‭ ‬الحاخامات‭ ‬اليهود‭ ‬‮«‬غير‭ ‬الصهاينة‮»‬‭ ‬والمعارضين‭ ‬لقيام‭ ‬دولة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬باعتبارها‭ ‬بداية‭ ‬النهاية؟‭! ‬وهل‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬المسلمون‭ ‬حول‭ ‬زوال‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬يتوافق‭ ‬في‭ ‬مضامينه‭ ‬مع‭ ‬مضامين‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬اليهود‭ ‬أنفسهم‭ ‬وبرؤيتهم‭ ‬الدينية‭ ‬أيضاً؟‭!‬

{‭ ‬هل‭ ‬هذه‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬العارمة‭ ‬والأكبر‭ ‬منذ‭ ‬نشوء‭ ‬الكيان،‭ ‬وهي‭ ‬تقترب‭ ‬بتوقيتها‭ ‬مع‭ ‬تاريخ‭ ‬النبوءات‭ ‬في‭ ‬زوال‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬مقدمة‭ ‬لأحداث‭ ‬واحتجاجات‭ ‬وانقسامات‭ ‬أكبر‭ ‬وتفكك‭ ‬أكثر‭ ‬لما‭ ‬قبل‭ ‬النهاية؟‭!‬

ستبقى‭ ‬أسئلة‭ ‬واجابتها‭ ‬حتماً‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الغيب،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬المفارقة‭ ‬هذا‭ (‬الاختلال‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬الفكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭)! ‬بما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أحداث‭ ‬قادمة‭ ‬مع‭ ‬إقرار‭ ‬مشروع‭ ‬تهميش‭ ‬القضاء‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الإصلاح‭ ‬القضائي‮»‬‭ ‬وحيث‭ ‬البنية‭ ‬الديموغرافية‭ ‬منقسمة‭ ‬أصلاً‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬بين‭ ‬‮«‬أشكناز‮»‬‭ ‬و«سفرديم‮»‬‭! ‬وبين‭ ‬هويات‭ ‬وثقافات،‭ ‬تم‭ ‬جلبها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أطراف‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬والشرقي‭ ‬ليسجلوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬دفتر‭ ‬الشعوب‭ ‬أنهم‭ ‬شعب،‭ ‬بعد‭ ‬تحويل‭ ‬الدين‭ ‬اليهودي‭ ‬إلى‭ ‬قومية‭ ‬سياسية‭!‬

ولأننا‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬النهايات‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬الكثيرون،‭ ‬ففيه‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬متوقع‭! ‬وما‭ ‬كان‭ ‬مستحيلاً‭ ‬يصبح‭ ‬واقعاً‭ ‬في‭ ‬طرفة‭ ‬عين‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا