عالم يتغير
فوزية رشيد
نبوءات زوال «إسرائيل»!
{ كثيرة هي النبوءات التي تحدثت عن زوال «إسرائيل» وقد حددت بعض تلك النبوءات تواريخ محددة لزوال الكيان! وتفاصيل تلك النبوءات تحتاج إلى وقفة أخرى، بعد إلقاء الضوء على ما يحدث اليوم في الشارع «الإسرائيلي» قبل وبعد إقرار (مشروع إصلاح القضاء)! الذي رآه البعض، بما أثاره من احتجاجات تعتبر من (أكبر حركات الاحتجاج في تاريخ الكيان الصهيوني)، أنها بداية تفكك هذا الكيان! وحيث «الإصلاح القضائي» أثار كثيراً من الجدل، وهو الذي اقترحته «حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة» وتم إعلانه في يناير 2023، وسبّب (انقساماً حاداً بين المعارضة والحكومة)! باعتبار أنه المشروع الذي يُعطي «الحكومة اليمينية المتطرفة» صلاحيات ودورا أكبر من صلاحيات ودور القضاء! مثلما يساعد «نتنياهو» على التهرب من القضايا ضد في القضاء، والتي جاءت بسبب «الفساد المالي» وقضايا أخرى!
{ الانقسام يزداد حدّة مع نزول تظاهرات «لليمين المتطرف» تأييداً لـ«نتنياهو»، مقابل المظاهرات المستمرة للمعارضة، التي واجهتها قوات الأمن الإسرائيلي بقسوة، خاصة يوم الإثنين الماضي أي يوم التصويت، الذي أقر فيه «الكنيست الإسرائيلي» قانون الإصلاح القضائي، بأغلبية 64 صوتاً، بدعم من وزير الدفاع «يواف غالان» ووزير العدل «ياريف لفين» ووزير المالية «سيمو تريتش»، وبذلك تم سحب صلاحيات من «القضاء الإسرائيلي» الذي أصبح غير مخوّل بإلغاء قرارات الحكومة ووزرائها بقانون «عدم المعقولية» كقانون سابق! وهو القانون الذي كان يتيح للمحكمة (مراقبة ومراجعة القرارات الحكومية، وإبطال مفعول بعضها في حال لم تتوافق مع الصالح العام)!
{ تزامن تهميش دور المحكمة العليا في الكيان الصهيوني، مع خضوع «نتنياهو» لجراحة زرع جهاز ينظم ضربات القلب، وذلك قبل ساعات من التصويت الإثنين الماضي، وكأن اضطراب قلب صاحب المشروع في تهميش القضاء، رافقه اضطراب غير مسبوق في الشارع «الإسرائيلي»! أو لكأن مرور (75 عاماً) على نشوء الكيان الصهيوني، أظهر أحوال المرض المجتمعي، بما يشبه اضطراب القلب لدى «نتنياهو» الذي بلغ عمر 73 عاماً! وفي ظل احتجاجات داخل الجيش الإسرائيلي! وقمع أمني للمحتجين في الشارع، غابت عنه تقارير «المنظمات الحقوقية» الدولية! سواء بصدم المتظاهرات بالسيارات أو سحل بعضهم على الطرقات، أو منع البعض الآخر من تجاوز رفع الشعارات! مما يدل على أن «واحة الديمقراطية» في الشرق الأوسط، كما يراها الغرب، قد أصيبت بدورها بداء (الديكتاتورية) وهذه المرة ضد شعبها اليهودي المعارض! بعد أن مارست تلك الديكتاتورية ضد الشعب الفلسطيني، طوال مدة قيامها ككيان مغتصب!
{ وفي ذات الوقت إقرار «قانون الإصلاح القضائي» لزيادة جرعة تحكم (اليمنيين المتطرفين) في الحياة السياسية بعيداً عن سطوة القضاء، وهو ما اعتبرته المعارضة (تهديداً للديمقراطية)، لليهود بالطبع، يؤكد مرض الديمقراطية «الإسرائيلية»!
من جانبه قال زعيم المعارضة «يائير لبيد»: (نريد أن نواصل العيش في دولة يهودية وديمقراطية بإيقاف هذا التشريع)! أما كيف تجتمع يهودية الدولة مع الديمقراطية؟ وذلك سؤال لم يتم الإجابة عنه، لا من اليمينيين ولا من اليسار في الكيان الصهيوني!
وسؤال آخر كيف تجتمع زيادة صلاحيات الحكومة، على حساب القضاء، أي غلبة «السلطة التنفيذية» على «السلطة التشريعية» والقضائية مع الديمقراطية؟! فذلك لا يحدث إلا في ديمقراطية «الكيان الصهيوني» التي بالفعل لا مثيل لها في العالم من حيث المتناقضات!
{ بالعودة إلى النبوءات وهذه المرة على لسان «إيهود باراك» رئيس الحكومة سابقاً، حين قال ما معناه: «إن أي دولة لليهود لم تستمر أكثر من 80 عاماً)! فهل هو يؤكد بدوره زوال هذا الكيان، وقد مرّ حتى الآن 75 عاماً؟!
هل علامات التفكك ستزداد، بحيث ينهي الصهاينة كيانهم بأيديهم؟! هل هذه النبوءة مجرد ترداد لنبوءات يهودية أخرى، وما يقوله الحاخامات اليهود «غير الصهاينة» والمعارضين لقيام دولة الكيان الصهيوني، باعتبارها بداية النهاية؟! وهل ما يقوله المسلمون حول زوال «إسرائيل» يتوافق في مضامينه مع مضامين ما يقوله اليهود أنفسهم وبرؤيتهم الدينية أيضاً؟!
{ هل هذه الاحتجاجات العارمة والأكبر منذ نشوء الكيان، وهي تقترب بتوقيتها مع تاريخ النبوءات في زوال «إسرائيل»، هي مجرد مقدمة لأحداث واحتجاجات وانقسامات أكبر وتفكك أكثر لما قبل النهاية؟!
ستبقى أسئلة واجابتها حتماً في علم الغيب، ولكن من المفارقة هذا (الاختلال غير المسبوق في البنية الفكرية والسياسية في الكيان الصهيوني)! بما يشير إلى أحداث قادمة مع إقرار مشروع تهميش القضاء باسم «الإصلاح القضائي» وحيث البنية الديموغرافية منقسمة أصلاً على نفسها بين «أشكناز» و«سفرديم»! وبين هويات وثقافات، تم جلبها من كل أطراف العالم الغربي والشرقي ليسجلوا أنفسهم في دفتر الشعوب أنهم شعب، بعد تحويل الدين اليهودي إلى قومية سياسية!
ولأننا في زمن النهايات كما يؤكد الكثيرون، ففيه كل شيء متوقع! وما كان مستحيلاً يصبح واقعاً في طرفة عين!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك