الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
وزير الداخلية.. والرسالة الوطنية الجامعة
ما أجمله من شعور، يملؤه الفخر والاعتزاز، حينما يقول لك وزير الداخلية شخصيا إن جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، يبلغونك السلام والتحية، والتمنيات بالتوفيق والنجاح، لما فيه خير الوطن الغالي.
ما أجمله من خلق رفيع، حينما يتقدم لك شخصيا وزير الداخلية بالشكر والتقدير، على تلبية دعوته الكريمة لحضور لقاء عام، تأكيدا لنهج أهل البحرين في التواصل الاجتماعي، وتعزيزا لأهمية دورك في الوحدة الوطنية والعمل الجماعي، من أجل حماية المجتمع وشبابه من المخاطر والتحديات.
ما أجملها من ممارسة وطنية وحضارية، حينما يؤكد لك وزير الداخلية أن هذا اللقاء فرصة لتبادل التحية والتقاء الخواطر، وتعزيز مشاعر التقارب والطمأنينة، وسد الطريق على من يحاول شق الصف بين الناس، والإشادة بنجاح الجهود المشتركة في موسم عاشوراء العام الماضي، وضرورة مواصلة التعاون والنجاح في الموسم الحالي.
تلك كانت مقدمة الكلمة الكريمة، والرسالة الوطنية الجامعة، التي تفضل بها الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، في لقائه مع الأوقاف الجعفرية، وهيئة المواكب الحسينية، ورؤساء ومسؤولي المآتم، بحضور كبار المسؤولين في الدولة، وذلك انطلاقا من حرص وزارة الداخلية واهتمامها بتأمين موسم عاشوراء، وتعزيزاً لاستراتيجية الشراكة المجتمعية.
ولعل دعوة وزير الداخلية لاستنهاض الهمم، ومضاعفة الجهد، والمشاركة في احتواء ومواجهة آفة انتشار ظاهرة المخدرات في المجتمع، من خلال غرس القناعة الإيجابية، انطلاقا من توجه الوزارة في معالجة بعض الظواهر الأمنية الاجتماعية.. رسالة واضحة في أهمية الجهود المجتمعية في الحد من تلك الظواهر، والمشاركة في صنع القرار الوطني في الحلول والمعالجات والمبادرات الإيجابية، وهذه المسألة تحديدا تكرر الحديث عنها، والتطرق إليها -لأهميتها الحيوية- في العديد من لقاءات وزارة الداخلية، مع الفعاليات الوطنية المجتمعية.
وكما أن مستقبل أمن الشباب وحمايتهم من أولويات الوطن، فإن الثوابت الوطنية والأخلاقية التي أشار إليها وزير الداخلية في كلمته، تستوجب أن تكون حاضرة لدى كل المنابر والمنصات والوسائل المجتمعية، وتسليط الضوء على أهمية التمسك بالقيم والأخلاق الحميدة ونبذ الكراهية، والدفع بمزيد من الخطابات والمبادرات، التي تسهم في تعزيز أواصر المحبة واللحمة الوطنية، والتصدي لكل ما يعكر صفو المجتمع، وعدم الانجرار وراء ما يُنشر من معلومات مضللة، تستهدف إرباك المجتمع والتشكيك في جهوده وبرامجه وحتى في تاريخه الوطني.. وتلك مسألة وطنية غاية في الأهمية والمسؤولية، ويجب أن تكون حاضرة لدى الجميع، قولا وفعلا.
أما عن الأمور التي أشار إليها وزير الداخلية في كلمته، بخصوص موسم عاشوراء، فهي أمور يتفق عليها الجميع، ومن الثوابت الوطنية، وليست مجالا للتشكيك فيها، أو التهاون معها، لأنها تؤكد احترام روحانية المناسبة وخصوصيتها، تماما كما تؤكد أن مصالح الوطن العليا في كل مناسبة وفعالية تأتي في سياق النهج الراسخ في حرص الدولة على حماية الممارسات والحقوق.
وإنني أثق تمام الثقة في حرص أبناء الوطن الغالي في دعم وتحقيق معاني وأهداف الرسالة الوطنية الجامعة، التي تفضل بها وزير الداخلية، والمحافظة عليها، والالتزام بها، والتصدي لكل من يحاول أن يتجاوزها.. وحفظ الله مملكة البحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك