العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

عن اللقاء الخليجي والقمة الآسيوية

لا‭ ‬شيء‭ ‬يفرح‭ ‬الشعوب،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تراه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬تعاون‭ ‬وتفاهم،‭ ‬ومشاريع‭ ‬مشتركة،‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والحكومات،‭ ‬وبما‭ ‬يعود‭ ‬بالخير‭ ‬والنفع‭ ‬لها،‭ ‬وأمن‭ ‬وازدهار‭ ‬وتنمية‭ ‬المنطقة‭. ‬

استمرار‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬القمم‭ ‬واللقاءات‭ ‬التشاورية،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القادة‭ ‬حفظهم‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوزراء‭ ‬والمسؤولين،‭ ‬يعزز‭ ‬أواصر‭ ‬الترابط‭ ‬والعلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة،‭ ‬ووحدة‭ ‬الكلمة‭ ‬والصف‭ ‬الخليجي،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التطلعات‭ ‬المنشودة،‭ ‬وتعبير‭ ‬صادق‭ ‬لشعار‭ ‬‮«‬خليجنا‭ ‬واحد‮»‬‭.‬

هذه‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية،‭ ‬ثابتة‭ ‬وراسخة،‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ودعم‭ ‬ومساندة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭.. ‬وقد‭ ‬تجلى‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬اللقاء‭ ‬الخليجي‭ ‬التشاوري‭ ‬الـ18‭ ‬،‭ ‬والقمة‭ ‬الأولى‭ ‬الخليجية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى،‭ ‬المعروفة‭ ‬باسم‭ ‬دول‭ ‬‮«‬ستان‮»‬‭ ‬الخمس‭ (‬C‭ ‬5‭)‬،‭ ‬والمنعقدة‭ ‬بالأمس‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭.‬

والدول‭ ‬الخمس‭: ((‬أوزبكستان‭ ‬وتركمانستان‭ ‬وكازاخستان‭ ‬وطاجيكستان‭ ‬وقيرغيزستان‭))‬،‭ ‬وكما‭ ‬أشارت‭ ‬لذلك‭ ‬التقارير‭ ‬والمعلومات‭ ‬المنشورة‭: ‬‮«‬تتجاوز‭ ‬مساحتها‭ ‬جميعا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬ملايين‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع،‭ ‬وعدد‭ ‬سكانها‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬73‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬بناتج‭ ‬محلي‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬300‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬للبلدان‭ ‬الخمس‭ ‬مجتمعة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬امتلاك‭ ‬احتياطي‭ ‬ضخم‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬كالمعادن‭ ‬والنفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬والفحم،‭ ‬وحتى‭ ‬المياه‮»‬‭.. ‬وهذه‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬يستوجب‭ ‬استثمارها‭ ‬بشكل‭ ‬مستدام،‭ ‬بالتعاون‭ ‬المشترك‭ ‬الفاعل‭ ‬والمثمر‭ ‬لصالح‭ ‬الجميع‭.‬

التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الآسيوي‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬وكما‭ ‬يستهدف‭ ((‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬المشتركة،‭ ‬وتطوير‭ ‬الآليات،‭ ‬مع‭ ‬استدامة‭ ‬التشاور‭ ‬والحوار،‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ - ‬وكما‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه‭ - ‬يتناول‭ ‬قضايا‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬تنموية‭: ‬‮«‬التجارة‭ ‬والاستثمار،‭ ‬والطاقة‭ ‬والتعليم‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬والصناعة‭ ‬والزراعة‭ ‬والسياحة‭ ‬والثقافة،‭ ‬وبحث‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬دعم‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وتعزيز‭ ‬أسس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬وآسيا‭ ‬الوسطى،‭ ‬والتضامن‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ومواجهة‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬والإسلاموفوبيا،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القضايا‮»‬‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬اعتماد‭ ‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬المشتركة‭ ‬الخليجية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬للفترة‭ ‬من‭ ‬2023‭ ‬حتى‭ ‬2027،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬السياسية‭ ‬والإعلامية،‭ ‬تشمل‭: ‬الحوار‭ ‬السياسي‭ ‬والأمني،‭ ‬والتعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستثماري،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬وإقامة‭ ‬شراكات‭ ‬فعالة‭ ‬بين‭ ‬قطاع‭ ‬الأعمال‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الثنائي‭ ‬والمتعدد‭ ‬الأطراف‭. ‬بجانب‭ ‬اعتماد‭ ‬القمة‭ ‬مخرجات‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الأول‭ ‬بين‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ودول‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭.. ‬جميعها‭ ‬تؤكد‭ ‬الحرص‭ ‬الخليجي‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأمثل‭ ‬لمستقبل‭ ‬المنطقة‭ ‬والتحولات‭ ‬والتطورات‭ ‬السياسية‭ ‬الحاصلة،‭ ‬وفتح‭ ‬آفاق‭ ‬رحبة‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬خاصة‭ ‬الآسيوية،‭ ‬مع‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التاريخية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭.‬

ولعل‭ ‬تصريح‭ ‬نائب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأوزبكستاني،‭ ‬في‭ ‬حواره‭ ‬مع‭ ‬جريدة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭: ‬‮«‬أن‭ ‬القمة‭ ‬المشتركة‭ ‬تعد‭ ‬شكلا‭ ‬جديدا‭ ‬للتعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬بين‭ ‬منطقتين‭ ‬مهمتين‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الجغرافيا‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الجغرافي‭..‬،‭ ‬وبما‭ ‬يلبّي‭ ‬المصالح‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬لكلتا‭ ‬المنطقتين‮»‬‭.. ‬هو‭ ‬بيت‭ ‬القصيد،‭ ‬والهدف‭ ‬المنشود‭ ‬للجميع،‭ ‬حاضرا‭ ‬ومستقبلا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا