الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«يا اللوز يا اللوز.. محلاك يا لوز»
أول السطر:
تكرار إعلان فقدان سائح أو زائر بحريني في بعض الدول، ثم إعلان عودته، بعد إشغال الجميع بالواقعة، يستوجب اتخاذ إجراءات أكثر أمنا ووعيا من حملات وشركات السياحة تحديدا، تماما كما هي الجهود اللازمة لحظة وفاة مواطن في الخارج.
«يا اللوز يا اللوز.. محلاك يا لوز»:
اللوز ثمرة من الثمار الزراعية الموسمية، المرتبطة بالموروث المحلي.. ومؤخرا تم تدشين مهرجان اللوز، واختراع آيسكريم اللوز، وبيع مخلل «آجار» باللوز.. وقد شهدت عملية البيع إقبالا كبيرا من الناس باعتبارها «هبة موسمية».. والله يبارك للجميع.
البعض يستخدم اللوز البحريني كنوع من الضيافة في الديوانيات، أو مع الفاكهة بعد الوجبات، كما يشهد اللوز البحريني إقبالا من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، ويوصون عليه عند قدوم أي مواطن بحريني إليهم، بجانب الحلوى والمتاي وغيرها من الهدايا و«الصوغة».
وللفنان البحريني العزيز محمد الجميري «بوخالد» أغنية شهيرة عن ثمرة اللوز البحريني، يقول فيها: «يا اللوز يا اللوز، محلاك ياللوز.. الله يا ديرتنا، يا عمري يالبحرين.. يا بلاد كل الناس، يا قبلة الطيبين..».. وربما تندرت بعض المسرحيات الخليجية على الفن الغنائي العربي، الذي تغنى بكل أنواع الثمار والفواكه، بدءا من اللومي، والبمبر، والعنب، والخيار، والبرتقالة وغيرها.
ما يهمنا في الموضوع هو أن الاستثمار الذكي لأمور موجودة عندنا في البلاد يمكن أن يكون محلا للاهتمام، ومصدرا للرزق، ومجالا للتوعية الزراعية، وجذبا الناس والسياح، وهذا يحسب لوزارة شؤون البلديات والزراعة، بالتعاون مع المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي وجمعية البحرين التعاونية الزراعية، فضلا عن مشاركة المزارعين البحرينيين، وأصحاب المشاريع الزراعية البحرينية في المهرجان.
ما يهمنا أكثر في الموضوع ليس اللوز فقط، ولكن ما هو أكبر وأهم، وهو الأمن الغذائي، وضمان استدامته، وتوفيره للناس، مع مناسبة الأسعار.. وإذا كان مهرجان اللوز قد شهد إقبالا من الناس، بفضل توافر الأنواع والأصناف المتعددة، والأسعار المعقولة والمناسبة، تماما كما سوق المزارعين، ومعرض الخريف وغيرها، فإن الأمر يستوجب من الجهات المختصة التجارية والغذائية والزراعية مواصلة مثل هذه الفعاليات والأسواق والمهرجانات، وخاصة في فترة ارتفاع الأسعار، وشكوى الناس منها.
فلماذا لا يتم تنظيم مهرجان لبيع الأسماك والأحياء البحرية مثلا؟ ويتم طرحها بأسعار مناسبة للناس، في ظل شح بعض أنواع الأسماك، أو ارتفاع أسعارها، أو حتى وقف عمليات التهريب المتكررة، في ظل جهود المكافحة التي تتم حيالها.. وبالطبع هناك المزيد من الأفكار والمبادرات في هذا المجال، من أجل توفير الأمن الغذائي، والحفاظ على القانون، ودعم التاجر والمستهلك.
آخر السطر:
رحم الله الأستاذ المذيع والاعلامي القدير عباس حبيب فتح الله، الذي رحل إلى جوار ربه، بعد مسيرة عطاء في تلفزيون وإذاعة البحرين، مع كوكبة من المذيعين الأفاضل، وكانت له إسهامات متميزة في صفحة بريد القراء بجريدة »أخبار الخليج« عن اللغة العربية والمفردات اللغوية.. وقد اتفق الجميع على إنسانية الراحل ومهنيته وإخلاصه في العمل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك