العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الأمن الوقائي.. الداخلية والمجتمع

أول‭ ‬السطر‭:‬

ما‭ ‬المانع‭ ‬القانوني‭ ‬الذي‭ ‬يحول‭ ‬عن‭ ‬ذكر‭ ‬أسماء‭ ‬المحلات‭ ‬والمطاعم‭ ‬المخالفة؟‭ ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬سيظل‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بأخبار‭ ‬عامة،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬تفاصيل،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬الناس‭ ‬اسم‭ ‬المؤسسة‭ ‬المخالفة؟‭ ‬أليس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬مدعاة‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الشائعات‭ ‬والتكهنات،‭ ‬والأخبار‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمعلومات‭ ‬غير‭ ‬الدقيقة؟‭ ‬ومتى‭ ‬سيتم‭ ‬تطوير‭ ‬منهجية‭ ‬حملات‭ ‬التفتيش‭ ‬والرقابة‭ ‬الميدانية؟

الأمن‭ ‬الوقائي‭.. ‬الداخلية‭ ‬والمجتمع‭:‬

‮«‬الوقاية‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬العلاج‮»‬‭.. ‬مقولة‭ ‬تعلمناها‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬ولربما‭ ‬فهمنا‭ ‬مقاصدها‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الصحي‭ ‬فقط،‭ ‬ولكنها‭ ‬مفهوم‭ ‬واسع‭ ‬وشامل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭.. ‬وعلماء‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬مثلا،‭ ‬لديهم‭ ‬مقولة‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬الدفع‭ ‬أولى‭ ‬من‭ ‬الرفع‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬منع‭ ‬وقوع‭ ‬الشيء‭ ‬المكروه،‭ ‬خيرٌ‭ ‬وأولى‭ ‬من‭ ‬رفعه‭ ‬ومعالجته‭ ‬بعد‭ ‬وقوعه‭.‬

 

وفي‭ ‬العصر‭ ‬الحالي‭ ‬برز‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬الأمن‭ ‬الوقائي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬استخدامه‭ ‬وتطبيقه‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الأمني،‭ ‬وهو‭ ‬النهج‭ ‬والعمل‭ ‬والانجاز،‭ ‬الذي‭ ‬لطالما‭ ‬أكده‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬اللقاءات‭ ‬المجتمعية،‭ ‬والكلمات‭ ‬والتصريحات،‭ ‬والاجتماعات‭ ‬والمناسبات‭.‬

وبالأمس‭ ‬أشار‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الأمن‭ ‬الوقائي‮»‬‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬عصرية‭ ‬متميزة،‭ ‬تعنى‭ ‬بالشباب‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬لقائه‭ ‬بحضور‭ ‬سعادة‭ ‬رئيس‭ ‬الأمن‭ ‬العام،‭ ‬مع‭ ‬محافظي‭ ‬المحافظات‭ ‬الأربع،‭ ‬والمديرين‭ ‬العامين‭ ‬لمديريات‭ ‬الشرطة‭ ‬بالمحافظات‭.‬

لذلك‭ ‬تأتي‭ ‬حماية‭ ‬الناشئة‭ ‬والشباب،‭ ‬واستغلال‭ ‬أوقاتهم،‭ ‬واستثمار‭ ‬طاقاتهم،‭ ‬وصقل‭ ‬مواهبهم‭ ‬فيما‭ ‬هو‭ ‬نافع‭ ‬ومفيد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البرامج‭ ‬النوعية‭ ‬والأنشطة‭ ‬والمبادرات‭ ‬المتعددة،‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الجانب‭ ‬الوقائي‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬مختلف‭ ‬الظواهر‭ ‬الأمنية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جهود‭ ‬متواصلة‭ ‬ومساعٍ‭ ‬حثيثة،‭ ‬وإجراءات‭ ‬استباقية‭ ‬وتوعوية،‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬انخفاض‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬معدل‭ ‬الجريمة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يستلزم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والتطوير،‭ ‬للمحافظة‭ ‬عليه،‭ ‬ولحماية‭ ‬أمن‭ ‬المجتمع‭ ‬وأفراده‭. ‬

 

‮«‬الأمن‭ ‬الوقائي‮»‬‭.. ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬الأسرة،‭ ‬ثم‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وفق‭ ‬مسؤولية‭ ‬مجتمعية‭ ‬مشتركة‭.. ‬وكما‭ ‬تواصل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نجاحها‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الجريمة،‭ ‬فهي‭ ‬كذلك‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬المجال‭ ‬الوقائي،‭ ‬ونسج‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬بحرينية‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭.. ‬وهو‭ ‬الرهان‭ ‬الناجح‭ ‬لمستقبل‭ ‬البلاد‭. ‬

آخر‭ ‬السطر‭:‬

‮«‬الإرشاد‭ ‬بالرحمة‮»‬‭.. ‬ليس‭ ‬عنوانا‭ ‬لمحاضرة‭ ‬دينية،‭ ‬أو‭ ‬حكاية‭ ‬تراثية،‭ ‬أو‭ ‬قصة‭ ‬تاريخية‭.. ‬ولكنه‭ ‬برنامج‭ ‬مبتكر‭ ‬أطلقته‭ ‬المؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬ضمن‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬والنفسي‭ ‬للمتضررين‭ ‬من‭ ‬الزلزال‭ ‬المدمر‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬سوريا،‭ ‬ارتكازا‭ ‬إلى‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬النهج‭ ‬التنموي‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لمساعدة‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬المتضررة‭.  ‬

الرحمة‭ ‬صفة‭ ‬من‭ ‬صفات‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬‮«‬الرحمن‭ ‬الرحيم‮»‬‭.. ‬وجاءت‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬340‭ ‬موضع‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬ذكر‭ ‬لفظ‭ ‬‮«‬الرحمة‮»‬‭ ‬268‭ ‬مرة‭.. ‬وسيرة‭ ‬رسولنا‭ ‬الكريم‭ ‬معطرة‭ ‬بعبق‭ ‬الرحمة‭.. ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الخلق‭ ‬الحميدة‭ ‬في‭ ‬الانسان،‭ ‬خاصة‭ ‬المسلم‭ ‬والمؤمن‭.‬

 

شكرا‭ ‬للدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬السيد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬الإبداعية،‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الإنسانية‭ ‬البحرينية،‭ ‬وشكرا‭ ‬لأعضاء‭ ‬فريق‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬الإرشاد‭ ‬بالرحمة‮»‬‭: ‬‮«‬عبدالرحمن‭ ‬النهام‭ ‬وفاطمة‭ ‬المنصوري‮»‬،‭ ‬‮«‬سفراء‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‮»‬‭.. ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إبراز‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬الحضارية‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر،‭ ‬لأنها‭ ‬تسجل‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬بحرينية‭ ‬إنسانية‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬التنموي‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا