عالم يتغير
فوزية رشيد
يراهنون على الوقت وخطة النقاط الست لتحويل المسلمين!
{ حين كتبت بتاريخ 30/8/2022 عن (الخطة السرّية لنشر الشذوذ في العالم الإسلامي) في هذه الزاوية، لم تكن النقاط الست المعتمدة في الخطة، قد اتضحت مفاعيلها التطبيقية كما حدث خلال الشهور الماضية ويحدث اليوم!، فقد مرّ عام على ذلك المقال الذي أردته تنبيهاً استباقياً، لما يتم التخطيط له، ليس فقط لنشر الشذوذ، وإنما لنشر كل أشكال الانحراف والانحلال! وهو ما يستشعره الجميع بشكل ضاغط اليوم وتحديداً منذ العام الماضي وسيتم استشعار الضغط أكثر خلال المرحلة القادمة! والهدف الأساس هو (تحويل المسلمين وغزو عقولهم) كما فعلوا ونجحوا في أمريكا وأوروبا! ويراهنون على الوقت، وعلى تنفيذ النقاط الست للخطة الموضوعة للنجاح في ذلك في العالم الإسلامي!
{ وقبل أن نعيد التذكير بتلك النقاط الست باختصار شديد، نرى أهمية التنويه بموقف «إمام الحرم المكي» في خطبة الجمعة الماضية 7/7/2023، لأن فيها استشعارا بالخطر وتوصيفا للحالة، وخاصة أنه موقف نابع من أرض الإسلام ومهده، وحيث بالنسبة إلى الغرب فإن (آخر عائق رئيسي لتعاليم الشيطان، في كل المفاهيم الانحلالية المطروحة، هو العالم الإسلامي وتعاليم الإسلام)! وسؤال الغرب الأساسي اليوم هو (كيف نجعل المسلمين يقبلون بالنمط اللاأخلاقي الجديد الذي نريد نشره في العالم الإسلامي وكل العالم)؟!
{ يقول الشيخ «فيصل الغزاوي» إمام الحرم المكي: «الغرب يسعى لفرض قوانين لتشريع زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة والتزاوج مع الحيوانات! الله خلق الإنسان في أحسن تقويم وأنعم علينا بالدين القويم، وخلق الله عباده على الفطرة السوّية وخلق الذكر والأنثى، وليس الذكر كالأنثى، لكل منهما خصائصه وسماته، ثم يأتي من يخالف فطرته ويعاند أمره، ويسعى في تغيير جنسه الطبيعي، بأن يتحوّل الرجل إلى امرأة وتتحوّل المرأة إلى رجل – مشيراً – إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام لعن فيما دون ذلك). وأشار الإمام إلى حديث عن ابن عباس قال: «لعن الرسول المخنثين من الرجال والمترجلاّت من النساء» مكملاً (الزواج الإنساني بين المرأة والرجل «شريعة كونية» لكن الشيطان يعمد إلى أن يتعدّى الإنسان حدود الله) وأضاف: إن أولياء الشيطان يتداعون لطمس الفطرة السليمة بفرض قوانين لتشريع الانحرافات الجنسية والشذوذ وكل أنواع الإباحية والتحريض عليه، وجعلوه تطوراً وحضارة، واتخذوا موقفاً عدائياً ممن أنكر ذلك، وعدّوه متخلفاً متطرفاً! فانظر كيف انتكست فطرتهم واختلت مفاهيمهم، وإلى أين وصلوا من انحطاط أخلاقي، وانهيار قيمي، وهبوط إلى الدرك البهيمي، حتى فاقوا ما كان عليه قوم لوط! وأكدّ إمام الحرم المكّي: «ما يحدث هو سابقة لم يسبقهم إليه أحد من بني آدم» وحذّر من نتائج ذلك والعقاب الإلهي القادم، لعظم المفسدة، من إهلاك وخسف الأرض عليهم وقد قلبوا الحقائق وليس بعيدا أن ينزل عليهم غضب الله. ثم أضاف: «مُبدليّن خلق الله وقد أفلسوا روحياً وانهارت عندهم القيم الإنسانية والحضارية وأصبحوا يعانون من أزمات أخلاقية ومشكلات اجتماعية، ولا يريدون أن يبقى المسلمون على أخلاقهم، لذلك هم يحرقون القرآن، ويقومون بأعمال عدائية ضد المسلمين بدعوى حرية الرأي، والله غالب على أمره»! هذه كانت أهم نقاط خطبته وقد استشعر إمام الحرم المكّي تعاظم الهجمة على المسلمين! وكأنه يفصل الخطة!
{ إذا كان الغرب المنحّل أخلاقياً ومفاهيمياً، يرى (ضرورة تحويل العالم الإسلامي) كآخر عائق لنشر شروره اللاأخلاقية! فإنه ولكي تحلّ عبادة الشيطان مكان عبادة الله كما يريدون! فإن الوعي مجدداً بخطتهم الشيطانية لذلك من المهم تذكرها دائماً، ومقارنة ما يحدث على أرض الواقع بها، واتخاذ المؤسسات الإسلامية والمجتمعية في العالمين العربي والإسلامي موقفاً واضحاً منها، ومثلها حكومات الدول العربية والإسلامية. والنقاط الست باختصار:
1- الحديث عن الشذوذ والتحوّل الجنسي والبيدوفيليا وغيرها من انحرافات بشكل دائم وبصوت عالٍ لإزالة الحساسية! وهو ما يحدث اليوم وبضغط كبير!
2- تصوير المنحرفين كضحايا يحتاجون إلى الحماية والدعم! وهو ما يحدث أيضاً وبشكل إعلامي غربي ضاغط ليس على الغرب بل على العالم، باسم الحريات والحقوق والاتفاقيات!
3- استخدام «حجة التنوّع» وجعل الانحرافات ككل كنوع من التنوّع، واستخدام حجّة «مكافحة التمييز» حتى يقتنع المسلمون! وهي الحجج التي يتم نشرها واستعطاف المسلمين بها! وإبرام الاتفاقيات حولها!
4- استخدام «علم النفس العكسي»! أي الاعتراف بأن بالنسبة إلى المسلمين من الناحية الأخلاقية يعتبر سلوك الشاذين جنسياً حراما! ولكن يجب على المسلمين دعم حقوق هذه الأقلية المظلومة والمهمشة! هكذا يدخلون «حصان طروادة» إلى بلاد المسلمين باعتبار أن الشذوذ حرام، ولكن دعم حقوق الشاذّين حلال! وهكذا يتم الاختراق وغسل الأدمغة في العالم الإسلامي، حتى يقبلوا بكل حرام!
5- اجعل الرافض للانحراف يبدو سيئاً! اجعل الذين يعارضون وينكرون يبدون وكأنهم ظالمون وقمعيون ومتخلفون وعلى الجانب الخاطئ من التاريخ والتطور والحضارة «الجديدة» الانحلالية! وغير متسامحين ومتعصبين إلخ أي «حملة تسويقية للانحراف» بمعنى آخر!
6- اتخاذ استراتيجية تدريجية للضغط على دول العالم الإسلامي للإصلاح القانوني! وتحويل البنية القانونية بالكامل، كما فعلوا في الغرب! والضغط سيكون على الحكومات العربية والإسلامية!
إنها خطوات الشيطان والدلائل على قفا من يشيل! وسنوات من البرمجة، وهو ما يحدث أمامكم وبالتدريج! هل سينجحون في ذلك؟! ذلك يعتمد على حكوماتنا وشعوبنا!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك