الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
أخطأ المواطن الخليجي مرة.. وأصاب مرتين
اعتدنا كدول وشعوب خليجية أن نتقبل الإشادة أكثر من النقد، وأن نسعد بالمدح أكثر من الذم، وأن نتناقل التقدير أكثر من تناقلنا الأخطاء والملاحظات.. خصوصا إذا ما صدرت الإشادة أو المدح أو التقدير من أشخاص خارج دولنا ومجتمعاتنا.
الشعوب العربية عموما، والخليجية خصوصا، لديها حساسية مفرطة، وثقافة متوارثة، من قيام أي زائر وضيف يزور بلادها، ثم يتحدث عن ملاحظة موجودة، أو ينتقد سلوكيات غير سليمة، أو يشير إلى ممارسات غير حضارية وقانونية، حتى وإن كانت كل تلك الأمور موثقة ومصورة، مسجلة ومثبتة.
وعلى الرغم من أن الجميع يعرف حقيقة تلك الملاحظات والسلوكيات والممارسات، ولكن الشعور العاطفي الوطني، يطغى عند مثل هذه المواقف، ويتحول من إدراك للملاحظة، والاعتراف بالتقصير، والسعي للتصحيح، إلى شعور إنكار الملاحظة، ثم نقد ذات الشخص وفعله، وربما دولته.. على غرار المثل المعروف: »لا تعايرني وعايرك.. والهم طايلني وطايلك«.. فضلا عن أمثال شعبية دارجة، ربما تكون خارجة ومسيئة..!!
حكاية المواطن الخليجي الذي زار البلاد، وذهب إلى سوق المنامة، ثم شاهد وصور التجاوزات في عملية البيع في «البسطات»، دون مراعاة للقانون ولا السلامة، ولا الصحة ولا البيئة، ثم نشر ما قام بتصويره.. نقول عنه أنه أخطأ مرة ثم أصاب مرتين.
أخطأ مرة.. لأن الثقافة الخليجية المتوارثة تجاه الزوار والسياح والضيوف، ترى أنهم يجب أن يتحدثوا عن الإيجابيات لا أن ينقلوا السلبيات، ويجب أن يصوروا ويسجلوا الإنجازات لا الملاحظات، ويجب أن يراعوا هذه الثقافة والحساسية.. وإن كانت ثمة أخطاء أو ملاحظات فقنوات التواصل معروفة، ويمكن السؤال عنها، وإيصال الملاحظات لها.
وأصاب المواطن الخليجي مرتين.. مرة حينما حرّك الجهات المعنية لمعالجة الملاحظة، واتخاذ الإجراءات القانونية معها.. ومرة حينما قام بنقل ونشر شكره وتقديره وإشادته لسرعة تجاوب الجهات المعنية في البلاد، مع الملاحظة ومعالجتها، واتخاذ الإجراءات حيالها.
النائب محمد جناحي نشر مقاطع فيديو لتحذيره السابق عن ذات الملاحظة، ولكنه لم يجد أي اهتمام ولا تجاوب من الجهة المختصة، في حين أنه حينما قام المواطن الخليجي بنشر ذات الملاحظة بالصوت والصورة، تم التواجب معه في غضون ساعات قليلة..!!
لذلك نقول، أننا لسنا بحاجة لأن نحرج أنفسنا مع الآخرين والرأي العام، إذا ما قمنا بمسؤولياتنا وواجباتنا والمتابعة المستمرة، كما أن مسألة بيع «البسطات»، والبيع بطرق غير آمنة وصحية، ظاهرة منتشرة في كل محافظات البلاد، ونراها يوميا، دون أن يتم اتخاذ إجراءات معها، سوى عند الحملات الدورية.
ولعل ما قام به المواطن الخليجي، يدعونا إلى أن نقترح على الجهات المختصة -ربما وزارة السياحة- بأن تقوم بتوزيع بطاقة بكافة اللغات على السياح عند وصولهم إلى البلاد، تتضمن معلومات أساسية عن البلاد، والمناطق السياحية، بجانب رقم هاتفي وعنوان إلكتروني لإيصال أي ملاحظة أو شكوى أو مقترح.. وكان الله في العون.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك