العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

للغرب نقول: شهر الفخر أم شهر الخزي والعار؟!

{‭ ‬الأغرب‭ ‬من‭ ‬منشور‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والتي‭ ‬تشجع‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬الشذوذ،‭ ‬والاحتفال‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الحالي‭ ‬‮«‬يونيو‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تخصيصه‭ ‬للاحتفال‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السفارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والغربية‭ ‬الأخرى،‭ ‬التي‭ ‬تعشق‭ ‬المبادئ‭ ‬الشاذة‭ ‬كما‭ ‬تفعل‭ ‬أمريكا‭! ‬نقول‭ ‬الأغرب‭ ‬هو‭ ‬التعليق‭ ‬والتبرير‭ ‬من‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬فعلها‭ ‬الذي‭ ‬رفضه‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬وترفضه‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم،‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬موقفها‭ ‬ومعتقدها‭ ‬وفطرتها‭ ‬كما‭ ‬خلقها‭ ‬الله،‭ ‬أي‭ ‬إن‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬السوية‭ ‬هي‭ ‬بين‭ ‬ذكر‭ ‬وأنثى،‭ ‬وليس‭ ‬بين‭ ‬الشواذ‭ ‬وتكريس‭ ‬ذلك‭! ‬المهم‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬التبرير‭ ‬الأمريكي‭ ‬يحتاج‭ ‬بدوره‭ ‬إلى‭ ‬تعليق‭!‬

{‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬سلوك‭ ‬الشعارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والغربية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬والذي‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬الفطرية‭ ‬والثوابت‭ ‬الدينية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬التبرير‭ ‬كالتالي‭: (‬إن‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬السفارة‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالتقدم‭ ‬الذي‭ ‬أحرزه‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتعزيز‭ ‬المساواة‭ ‬للجميع‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الصعبة‭ ‬من‭ ‬تاريخنا‭)!‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬المقتطف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬التبرير‭ ‬الأمريكي‭ ‬والتعليق‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬كالتالي‭: (‬من‭ ‬منع‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تحتفل‭ ‬بما‭ ‬تريد‭ ‬وكما‭ ‬تريد‭ ‬في‭ ‬مجتمعها؟‭! ‬أما‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬احتفالها‭ ‬بالشواذ‭ ‬على‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى‭ ‬فذلك‭ ‬هو‭ ‬المرفوض‭! ‬هذا‭ ‬أولاً‭).‬

ثانياً‭: ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬أمريكا‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الترويج‭ ‬للشذوذ‭ ‬ودعمه‭ ‬وفرضه‭ ‬وتكريسه‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى‭ ‬الرافضة‭ ‬للسلوك‭ ‬المخل،‭ ‬بأنه‭ ‬مجرد‭ ‬تعزيز‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬فأين‭ ‬حقوق‭ ‬‮«‬الرافضين‭ ‬للشذوذ‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يُراد‭ ‬فرض‭ ‬أدبيات‭ ‬السلوكيات‭ ‬اللاأخلاقي‭ ‬عليهم،‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬لحقوقهم‭ ‬أو‭ ‬معتقدهم‭ ‬أو‭ ‬ثقافتهم‭ ‬أو‭ ‬لدينهم؟‭! ‬أليس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬انتهاك‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬و‮«‬تمييز‭ ‬عنصري‮»‬‭ ‬مضطرب‭ ‬لهوية‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى‭ ‬ولثقافتها،‭ ‬وازدراء‭ ‬لدينها؟‭! ‬أم‭ ‬إن‭ ‬الحقوق‭ ‬أصبحت‭ ‬محكورة‭ ‬على‭ ‬الشواذ‭ ‬وحدهم؟‭! ‬من‭ ‬أعطى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الحق‭ ‬لتكيّف‭ ‬شعار‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬حسب‭ ‬فوضاها‭ ‬الأخلاقية؟‭! ‬الشعوب‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وهي‭ ‬الغالبية‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬نفسه،‭ ‬تعتبر‭ ‬أن‭ ‬جدلية‭ ‬الفرض‭ ‬والإجبار‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬انتهاك‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وليس‭ ‬العكس‭! ‬والانتهاك‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬غسل‭ ‬الدماغ‭ ‬الممنهج‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬فرضه‭ ‬على‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭.‬

{‭ ‬المقتطف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬التبرير‭ ‬الأمريكي‭: (‬نعتقد‭ ‬بوجود‭ ‬معاملة‭ ‬جميع‭ ‬البشر‭ ‬باحترام‭ ‬وكرامة‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬العيش‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬هويتهم‭ ‬أو‭ ‬ديانتهم‭ ‬أو‭ ‬معتقداتهم‭ ‬أو‭ ‬أصولهم‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يحبون‭)!‬

ردّنا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التبرير‭: (‬لكم‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬أن‭ ‬تعتقدوا‭ ‬كما‭ ‬تشاؤون،‭ ‬وأن‭ ‬تصلوا‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬درك‭ ‬سُفلي‭ ‬تريدون‭! ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬حقكم‭ ‬أن‭ ‬تفرضوا‭ ‬معتقداتكم‭ ‬التي‭ ‬تراها‭ ‬غالبية‭ ‬الشعوب،‭ ‬أنها‭ ‬ارتداد‭ ‬عن‭ ‬الفطرة‭ ‬والطبيعة‭ ‬الإنسانية‭ ‬نحو‭ ‬البوهيمية‭ ‬والبدائية‭ ‬والتخلف‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬البشري‭ ‬المتحضّر،‭ ‬أن‭ ‬تفرضوا‭ ‬ذلك‭ ‬عليها،‭ ‬أي‭ ‬على‭ ‬غيركم‭! ‬النقطة‭ ‬الثانية‭: ‬عن‭ ‬كرامة‭ ‬واحترام‭ ‬أي‭ ‬بشر‭ ‬تتحدثون‭ ‬وهكذا‭ ‬وبشكل‭ ‬مطلق‭ (‬جميع‭ ‬البشر‭) ‬هل‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنطق‭ ‬مثلاً‭ ‬المجرمون‭ ‬باعتبارهم‭ ‬بشراً؟‭! ‬هل‭ ‬يدخل‭ ‬المجانين‭ ‬الخطرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوصيف‭ ‬باعتبارهم‭ ‬أيضاً‭ ‬بشراً؟‭! ‬هل‭ ‬تدخل‭ ‬العصابات‭ ‬والمافيات‭ ‬والقتلة‭ ‬والمختلون‭ ‬سيكولوجيا‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬أن‭ ‬يعيشوا‭ ‬دون‭ ‬خوف؟‭! ‬إذًا‭ ‬يجب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حقوق‭ ‬الشواذ‭ ‬إلغاء‭ ‬كل‭ ‬القوانين‭ ‬وكل‭ ‬المبادئ‭ ‬الدولية‭ ‬حول‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬واختلاف‭ ‬الثقافات‭ ‬والهويات‭ ‬والحضارات‭ ‬لكي‭ ‬نتحول‭ ‬إلى‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬غابة‭ ‬البوهيمية‭ ‬حسب‭ ‬رأي‭ ‬أمريكا‭! ‬أم‭ ‬أن‭ ‬المقصود‭ ‬هو‭ ‬نفي‭ ‬حق‭ ‬الأسوياء‭ ‬وأصحاب‭ ‬الفطرة‭ ‬السليمة‭ ‬والعلاقات‭ ‬الطبيعية‭ ‬من‭ ‬حديث‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وأنهم‭ ‬كما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬التاريخ‭ ‬عن‭ ‬حقهم‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هويتهم‭ ‬وديانتهم‭ ‬ومعتقداتهم‭ ‬وأصولهم،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬دولة‭ ‬كبرى‭ ‬كالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لتعمل‭ ‬على‭ ‬مسح‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ذاكرتهم،‭ ‬واستبداله‭ ‬بحقوق‭ ‬‮«‬الشواذ‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬علاج‭ ‬نفسي‭ ‬أو‭ ‬طبي،‭ ‬وليس‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬الأطفال‭ ‬والطبيعيين‭ ‬إلى‭ ‬شواذ‭ ‬عبر‭ ‬الهرمونات‭ ‬والتعليم‭ ‬الإجباري‭ ‬للشذوذ،‭ ‬والتحول‭ ‬الجنسي‭ ‬لأطفال‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الرابعة‭ ‬والخامسة؟‭! ‬أليس‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬مناقضا‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬تتشدّق‭ ‬به‭ ‬أمريكا‭ ‬ويتشدّق‭ ‬به‭ ‬الغرب؟‭! ‬أليس‭ ‬ذلك‭ ‬نفي‭ ‬للتاريخ‭ ‬البشري؟‭!‬

{‭ ‬المقتطف‭ ‬الأخير‭ ‬لتبرير‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭: (‬في‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تنضم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬للاعتراف‭ ‬بـ‭(‬شهر‭ ‬الفخر‭) ‬وأنها‭ ‬تحتفل‭ ‬بأمور‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالشواذ‭! ‬والردّ‭ ‬هو‭: ‬من‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تريد‭ ‬الاحتفال‭ ‬بشهر‭ ‬للشواذ‭ ‬واعتبار‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬فخر‭ ‬أيضا»؟‭! ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الغرب‭ ‬بقيادة‭ ‬أمريكا‭ ‬أصبح‭ ‬تعريفه‭ ‬الجديد‭ ‬هو‭ ‬‮«‬كل‭ ‬العالم»؟‭! ‬أي‭ ‬ازدراء‭ ‬للبشرية‭ ‬والشعوب‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التبرير؟‭! ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬استفتاء‭ ‬عالمي‮»‬‭ ‬مثلاً‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العالم،‭ ‬لاعتبار‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬شهراً‭ ‬للفخر‭ ‬بالشواذ؟‭! ‬هذا‭ ‬افتراء‭ ‬على‭ ‬الواقع‭ ‬وعلى‭ ‬العالم‭ ‬وبشكل‭ ‬كبير‭! ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬قلة‭ ‬من‭ ‬الشواذ‭ ‬وللدول‭ ‬قياساً‭ ‬بعدد‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬ودوله،‭ ‬يعتبرون‭ ‬الشذوذ‭ ‬‮«‬خزياً‭ ‬وعاراً‮»‬،‭ ‬وفعلا‭ ‬حيوانيا‭ ‬بوهيميا‭ ‬شائنا‭ ‬ويعتبرونه‭ ‬مخالفا‭ ‬للفطرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬جعلتها‭ ‬الطبيعة‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬البشرية‭ ‬‮«‬ذكرا‭ ‬وأنثى‮»‬‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬التعاليم‭ ‬الإلهية‭ ‬أيضا‭! ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يفخر‭ ‬بهذا‭ ‬السلوك‭ ‬الشائن‭ ‬إلا‭ ‬الشواذ‭ ‬أنفسهم‭ ‬وداعميهم‭ ‬من‭ ‬المشوهين‭ ‬والمرضى‭ ‬فكريا‭ ‬وسيكولوجيا،‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أجندة‭ ‬‮«‬النخبة‭ ‬العالمية‭ ‬الشيطانية‮»‬‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬التعاليم‭ ‬الشيطانية‭! ‬وتقليل‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬بطرق‭ ‬ملتوية،‭ ‬منها‭ ‬زواج‭ ‬الشواذ،‭ ‬رجل‭ ‬ورجل‭ ‬وامرأة‭ ‬وامرأة‭! ‬نقول‭ ‬لأمريكا‭ ‬كفى‭ ‬يعني‭ ‬كفى‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا