عالم يتغير
فوزية رشيد
مدرّب الابتسامة!
{ تنظم اليابان (دورات للتدريب على كيفية الابتسامة)، مخصصة لأولئك الذين اعتادوا ارتداء أقنعة الوجه أثناء جائحة «كوفيد19» وبعد نحو 3 سنوات من ارتداء الكمامات، قررت الحكومة اليابانية في مارس الفائت السماح لمواطنيها (بعدم لبس الأقنعة) إلا أن البعض استقبلوا القرار بشيء من الخوف لأنهم اعتادوا الحياة مع الأقنعة أو الكمامات! هكذا جاء الخبر الذي يبدو للوهلة الأولى أنه غريب ومثير للتساؤل: هل بإمكان الإنسان أن ينسى الابتسامة؟! وهل عدة سنوات من لبس الكمامة تجعله خائفا من عدم لبسها؟! يبدو أن هذا ما يحدث للبعض، ليس في اليابان وحدها، وإنما في عديد من دول العالم، التي لا يزال موظفو بعض المهن كالوزارات والصحة وغيرها يلبسون الأقنعة إما كإجراء أو بسبب القيود، رغم انتهاء أزمة كورونا حسب «الصحة العالمية»!
{ الإنسان كائن حساس خاصة تجاه ما يتم فرضه كقيود صحية، فهو من ناحية يريد تجنّب العدوى، ومن ناحية أخرى يشعر أنه في سجن العدوى! هذا ما مر به العالم منذ ظهور كورونا الفجائي نهايات 2019، واستمرار القيود ومنها الكمامات حتى قبل أشهر مضت! أثناء ذلك أصاب الكثيرون تداعيات نفسية وجسدية، سواء من حالات الفزع التي عمّت العالم، والإلحاح الإعلامي على ترسيخه في الأذهان! أو من خلال توقف الحياة الطبيعية بشكل عام، في كل الدول، وتأثر الأعمال والأسفار والسياحة والتعليم، من الإجراءات الكثيرة الصارمة التي تمت مطالبة الدول بها من خلال «الصحة العالمية»!
{ نقلت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية عن اليابانية، «هيماواري يوشيدا» قولها: (لم أستخدم عضلات وجهي كثيراً أثناء تفشي فيروس كورونا في اليابان)! ولذلك فهي اليوم تستعين بخدمات ما يعرف بـ(مدرّب الابتسامة) الذي يعيد تأهيل الأشخاص ليكونوا قادرين على إظهار الابتسامة على الوجه مجدداً! ولكن ليست وحدها من تعاني من هذه الحالة بل الكثير من الشباب! الذين لم يعودوا قادرين على الابتسامة! والتدريب يكون من خلال تقنيات عديدة أبرزها تثبيت المرايا لإظهار الوجوه، وحطّ جوانب الأفواه بالأصابع! ولهذا العمل نشأت بعض الشركات مثل (شركة كاوانو) والتي تُعرف باسم (تعليم الابتسامة)، وحيث يتزايد عليها الطلب وعلى دروسها زيادة كبيرة رغم أن تكلفة الحصة الواحدة تبلغ 44 جنيها إسترلينيا!
{ هذه فقط واحدة من تداعيات كورونا والكمامة، وهو (فقدان القدرة على الابتسام)! وإن كانت اليابان قد نظمت دورات تدريبية لاستعادة أحد أبسط القدرات الإنسانية، فإن هناك من يعاني في العالم كله من تداعيات أسوأ 3 سنوات مرّت على البشرية مع وباء كورونا، ولم تتم دراسة حالاتهم بعد! خاصة أن القيود المرتبطة بزمن هذا الوباء أثر تأثيرا كبيرا على النفس الإنسانية في كل البشرية، بحيث أصبحت العودة إلى الحياة الطبيعية بحاجة إلى التدرّب للبحث عن الابتسامة المفقودة! التي لم يكن فقدها مرتبطا فقط بالتعوّد على لبس الكمامة وعدم استخدام عضلات الوجه بشكل طبيعي، وإنما لأسباب الجائحة أو كبروا قليلا فيها!
{ هذه الجائحة التي تزايدت التقارير والشكوك والإفادات حول كونها مصنوعة بيد بشرية في «المختبرات البيولوجية»، وما أعقب ذلك من شكوك كبيرة وتقارير كاشفة لآثار اللقاحات وصلت إلى مدّ رفع الدعاوى والشكاوى على الشركات المصنعّة وعلى رأسها « فايزر» و«مودرنا»، تعد بمثابة أكبر جريمة في حق البشر! لما رافق هذه الجائحة من تداعيات على النفس الإنسانية وعلى الحياة الطبيعية وكل المجالات الاجتماعية، والتي لم تخلص من آثارها النفسية والجسدية الكثير من الناس بعد! خاصة بما رافق ذلك من فقدان الكثيرين لأفراد من أسرهم، إلى جانب تزايد الوفيات في العالم بسبب الآثار سواء من الإصابة أو من اللقاح!
{ فترة الاستراحة الوجيزة التي بدأت بتخفيف القيود على الناس، لا يزال العالم يتخوّف من عودتها كقيود، مع ما حذّرت به «الصحافة العالمية» قبل فترة من توقع حدوث «وباء جديد» هذا العام أشدّ انتشارا وفتكا! وفي الوقت الذي تجني فيه الشركات «مئات المليارات» من بيع مستلزمات الوقاية والنظافة واللقاحات، تجني البشر المرارات إلى حدّ ينسون معها القدرة على الابتسام، أو العودة إلى الحياة الطبيعيةّ خاصة مع استمرار التهديد بأوبئة فيروسية أخرى، قد تكون أيضاً من صنع البشر، أو تحديداً «النخبة العالمية» التي تدير شركات الأوبئة ومعها «مختبرات الفيروسات»!
ولذلك يبدو أن «مدربي الابتسامة» مهنتهم رائجة ليس في اليابان أو الصين، وإنما في كل دول العالم، إن عادت إجراءات الوقاية والكمامات وتداعيات الفيروسات وآثارها، بما يجعل فقدان الابتسام مجرد عرض هامشي أمام الأعراض النفسية الأخرى! الله المستعان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك