الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
وزير الداخلية.. و«تلسكوب» الحكمة
خلال حصص العلوم في المدارس كنا نتسابق للوقوف أمام جهاز «المجهر الضوئي» لفحص أجزاء من النباتات والكائنات الحية، التي من الصعب أن ترى بالعين المجردة.. وكنا ندرك عظمة الخالق جل وعلا في خلقه.
وفي الأنشطة الخارجية كنا نحرص على المشاركة في زيارة مركز الفلك، لنقف أمام جهاز «التلسكوب» لنشاهد النجوم والقمر والأجرام السماوية وغيرها، ونقف مبهورين أمام إبداع الخالق في صنعه.
ذلك أن جهاز «التلسكوب» هو عبارة عن آلة يستخدمها علماء الفلك، تقوم بجمع الضوء الصادر من الأجرام السماوية البعيدة، لتكوين صورة مقربة منها، ولا يزال «التلسكوب» مع تطور الزمن هو الآلة الفاعلة التي تكشف أغوار العالم.
لذلك، كانت إشارة الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، إلى عبارة «تلسكوب الحكمة»، خلال كلمته في احتفال المنظمة الأمريكية، إشارة ذكية ودقيقة جدا، حينما قال: ((إننا نجتمع اليوم في ظروف دولية صعبة، وحقبة مظلمة نحتاج فيها إلى «تلسكوب الحكمة» ليقودنا نحو السلام والأمن والاستقرار، لكني تعلمت في الحياة أنه عند الغوص وعندما يكون مستوى الرؤية تحت الماء غير واضح، فإن الفرد بحاجة إلى البقاء بالقرب من أصدقاء الغوص)).
ذلك أن مكافحة الجريمة والإدمان، وعبر القانون والتعليم، بحاجة كذلك إلى تلمس المشكلة والغوص في أعماقها، من أجل معالجتها وانتشالها، وإنقاذ الضحايا، وحماية المجتمع ومستقبله، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال وجود ما أسماه معالي وزير الداخلية بـ«تلسكوب الحكمة».
ولعل من الركائز الأساسية لنجاح هذه المهمة هو وجود مناهج متطورة وشراكة على كافة المستويات، مجتمعية وإقليمية ودولية، وهذا بالتمام ما أعلنه معالي وزير الداخلية للانطلاقة الناجحة لمنهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف، في إطار عملية التحديث التي يشهدها برنامج مكافحة العنف والإدمان «معا» والذي تنفذه مملكة البحرين، واستحق معالي وزير الداخلية التكريم الدولي، على قيادته المتميزة لتبني البرنامج وتنفيذه وتحقيق نتائجه الرفيعة، بجانب مسؤولياته الوطنية للأمن والسلامة العامة في مملكة البحرين.
الجميل في البرنامج بنسخته البحرينية أنه يتماشى مع العادات والتقاليد العربية، وأطلق من خلاله الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، والمعروفة باسم «بحريننا»، ومكافحة العنف والتطرف الذي تمتد عواقبه وتأثيراته على الهوية والعقول، وكذلك الاستقرار المجتمعي والاقتصادي، وإعاقة التنمية والابتكار في المجتمع.. والأهم من ذلك، أنها تؤثر على الوحدة الوطنية وتهدد النسيج الاجتماعي.. كما جاء في كلمة معالي وزير الداخلية.
«الجهل عدو السلام».. كلمة خالدة وحكمة عظيمة ذكرها جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، برؤيته الثاقبة.. كما وأشار لها معالي وزير الداخلية في كلمته خلال الاحتفال، مع عرض جهود الحكومة برئاسة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، في تعزيز الأمن والسلام والتعايش والتسامح، في دولة القانون والمؤسسات، والبرامج العديدة التي تقدمها وزارة الداخلية كالشراكة المجتمعية وبرنامج «معا» من أجل معالجة مواجهة ومقاومة الأفكار المتطرفة.
«تلسكوب الحكمة».. عبارة تحمل في طياتها ومعانيها مفاهيم ومقاصد كثيرة وكبيرة.. يستحق معالي وزير الداخلية عليها كل الثناء والتقدير، لأنها الوسيلة الأكثر فاعلية وتأثيرا، محليا ودوليا، للشراكة في مواجهة الأخطار والتحديات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك