عالم يتغير
فوزية رشيد
السفارة الأمريكية واستفزاز المجتمع البحريني!
{ حتما ما قامت به السفارة الأمريكية في البحرين من الترويج للشذوذ الجنسي، هو اختراق لالتزام السفارات والبعثات الدبلوماسية باحترام المجتمع البحريني!، واستفزاز لقيمه وتعدّ على ثوابته الوطنية والاجتماعية والدينية والأخلاقية!، وهو ما جاء في «بيانين» أحدهما لمجلس «النواب» والآخر لمجلس «الشورى»، إلى جانب ردّة الفعل الشعبية في مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبار سلوك السفارة في البحرين للترويج للشذوذ إهانة وتدنيسا، الهدف منه الإفساد في الأرض، مطالبين السفارة الأمريكية بالاعتذار للشعب البحريني، بمختلف مكوناته، مؤكدين أن هذا التجاوز يعد «جريمة» بحسب قانون العقوبات البحريني ينضوي تحت بند (التحريض على الفجور) وهو ما نؤكده بدورنا.
{ في الواقع لم تكن ردّة الفعل لدى المجتمع البحريني إلاّ ردّة فعل طبيعية تجاه، ما يتم التعدّي به على أبسط حقوقه الإنسانية، وهو الحفاظ على فطرته وقيمه ودينه وثوابته الأخلاقية والوطنية!، وبما يجعل من السلوكيات الممنهجة للغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة، في إجبار العالم واختراق الدول الإسلامية بالقيم الشاذة، يستدعي ليس فقط التحرّك الوطني في المجتمع البحريني، ضدّ ما اعتبره (حربًا ناعمة وحملات ممنهجة) تستهدف مجتمعاتنا المحافظة، والترويج لما يُعتبر «انتكاسة خطيرة» للأخلاق البشرية، وإنما هذا التدخلّ الفجّ يستدعي (موقفًا عربيا وإسلاميًّا موحدًا) لأن الاختراق يستهدفها جميعًا وأكثر من غيرها! كما فصلنا في مقالات كثيرة سابقة، بأن أمريكا والغرب، يعتبرون الإسلام والمجتمعات الإسلامية ومنها العربية، هي (العائق الأخير) والجدار الأخير، الذي يجب إزالته! لكي يتسنى فرض قانون الشذوذ والانحلال الأخلاقي عليها، وبذات العناوين «الخادعة» حول الحريات والحقوق، التي بها يتم تمرير كل «الجرائم الأخلاقية»! وعلى أساسها تتحرك السفارات الأمريكية والغربية في المجتمعات العربية والإسلامية، بما يخالف كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية! وبما يخالف عمل «البعثات الدبلوماسية» في الترويج لكل ما يخالف طبيعة هذه المجتمعات المحافظة، وأعرافها وقيمها ودينها، والفِطرة الإنسانية!
{ ما عدا الغرب فإن كل المجتمعات الأخرى والأمم والشعوب في العالم، تعاني اليوم من (التمادي الغربي) في استفزاز الشعوب بإثارة أكثر المواضيع حساسية بالنسبة إليها!
لتتحول تلك الانتهاكات إلى (أجندة لا أخلاقية ممنهجة)، وسبق أن طرحناها بالتفصيل في عدة نقاط، يُراد من خلالها «الاختراق التدريجي» لمجتمعاتنا! وتعويد «العقل المسلم» على قيم لا يمكن القبول بها! وصولاً إلى (الاختراق القانوني) حسب الجدول المرسوم لدولنا ودول العالم الأخرى، حتى يصبح (كل ما هو شاذ قيميًّا وأخلاقيًّا) هو الطبيعي، فيما الطبيعي هو الموسوم بالتخلف!
وهذه أكبر جريمة في حق الشعوب في اختيار قيمها وأخلاقياتها وثوابتها الدينية والوطنية، بل هو (إرهاب فكري) إلى جانب كونه جريمة، لابدّ من الوقوف في وجهها ومكافحتها، قبل أن تأتي المرحلة المرسوم لها، من جعل «القيم الشيطانية» في مواجهة «القيم الإلهية» هي السائدة!
{ أخطر ما تواجهه «المجتمعات الطبيعية» اليوم على المستوى الاجتماعي، هو هذا النوع من (الاختراق الفكري والقيمي والأخلاقي) لعقول أجيالها! وحيث الترويج لم يقتصر على المنتجات الاستهلاكية والبضائع الموسومة بالترويج للشذوذ، وإنما أصبح الترويج مهمّة السفارات والبعثات الديبلوماسية، وضغوط «المنظمات الحقوقية المشبوهة» والمؤسسات الغربية ومراكزها البحثية، في (حرب معلنة) على الفطرة الإنسانية، وبما لا يقبله الإنسان الطبيعي!
وفي هذا السياق تزداد حملات الترويج بكل الطرق خلال المرحلة القادمة، بما يستدعي (يقظة الجهات الرسمية والشعبية والأهلية والمؤسسات المدنية) والتكاتف الوطني لمواجهة أعاصير «الإرهاب الفكري والأخلاقي» القادم! فهل نحن مستعدون؟! هل مجتمعاتنا العربية والإسلامية مستعدة لسيل الاختراقات القادمة؟!
الوعي بالأمر وأبعاده، ونشر التوعية هو أول درج في سلمّ المواجهة؛ لتأتي معها وبعدها الخطوات الأخرى؛ وهي مختلفة وسبق أن طرحناها!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك