عالم يتغير
فوزية رشيد
الرئيس الأوغندي يتحدى الغرب أخلاقيا!
{ من حق أية دولة في العالم أن تتشبث بمبادئها وقيمها وثقافتها وخصوصيتها، وهذا ما فعله الرئيس الأوغندي حين أصدر قبل أيام قانونا بفرض عقوبات شديدة على «الشواذ» أو الترويج «للشذوذ» واعتبارها جريمةً يعاقب عليها بالقانون الذي قد يصل إلى عقوبة الإعدام، ما أثار استنكارَ دول أوروبا وأمريكا، التي هددت (بفرض عقوبات على البلد الإفريقي)! وقد صرح بذلك الرئيس الأمريكي «بايدن» ورئيس وزراء بريطانية وغيرهما، ولكأن فرض تلك القيم الشاذة على دول العالم الأخرى ذات الثقافات المخالفة هو فرض عين وإجبار، على دول مستقلة وذات سيادة!
{ نعتقد أن موقف «أوغندا» لمكافحة «الشذوذ» والفوضى الأخلاقية والقيمية الغربية، التي يعمل الغرب على فرضها على كل دول العالم، ومن لا ينصاع إلى فرضياتهم «الإجبارية» يتم فرض العقوبات، وممارسة الضغوطات عليه! هو أمر خارج سياق العلاقات الدولية، والمبادئ الأممية، التي تقر باختلاف الثقافات واحترام الخصوصيات الثقافية والحضارية لشعوب العالم، وهي التي تصب في التنوع الحضاري والثقافي عبر التاريخ بحيث لا يحق لأية دولة في العالم، فرض قيمها «الخاصة» على غيرها من الدول والأمم! وبما يذكرنا بنمط من (الاستبداد القيمي والأخلاقي) لأخلاقيات هي خارج الفطرة الإنسانية بالأساس!
{ من حق أوروبا وأمريكا أن تفرض قوانينها الأخلاقية أو اللاأخلاقية على دولها وداخل حدودها وتتواجه مع شعوبها بين الرفض أو القبول، ولكن ليس من حق الغرب أن يهدد أية دولة أخرى في العالم، لا تقبل بالقيم الغربية (المنفلتة) وتحمي شعوبها وحتى الشعوب في الغرب لها موقف مما تفرضه حكوماتها عليها من (الاستبداد الجبري) الذي يتم فرضه على أطفالها في المدارس وتشجيع «الشذوذ» و«التحول الجنسي» لدى الأطفال وغيره كثير، خارج إرادة أولياء أمورهم! ولذلك فإن تجريم كل ذلك من جانب «أوغندا» هو (حق سيادي وقانوني لها)، وعلى الغرب أن يتعلم كيفية احترام خصوصيات الشعوب واختلاف القيم لديها، لا أن يُسارع في «فرض العقوبات» وكأن ما يشجعه من الفوضى الأخلاقية في مجتمعاته، يجب على كل دول العالم تشجيعه ودعمه وتبنيه!
سبق وكتبنا مقالات كثيرة مفصّلة في هذا الشأن، وكيف يُراد فرض ما هو (نشاز أخلاقي وسلوكي) على العالم، وعبر تغيير قوانين الدول، لتتماشى مع (السياق الشاذ) للغرب!
{ إن موقف «أوغندا» في إعلان الموقف الواضح والردعي للترويج لفوضى الغرب الأخلاقية، هو موقف من المفترض أن تدعمه جميع الدول الإفريقية والإسلامية والدول التي تتحدى (ديكتاتورية الغرب) التي تعبث بالتنّوع الثقافي والحضاري والأخلاقي لشعوب العالم، كما لم يحدث قط في المسار التاريخي للبشرية!
والغريب أن الغرب وهو يمارس استبداده العالمي، يتصرف وكأنه الآمر الناهي! وكأن شعوب العالم التي عانت من سياقات متعجرفة لاستبداده السياسي، عليها أن تقبل باستبداد الغرب اللاأخلاقي، من خلال التهديد وتطويع «المؤسسات الأممية» لسن قوانين واتفاقيات تروّج لكل ما هو شاذ في السلوك البشري! والسؤال هل ستبقى «أوغندا» منفردة ووحيدة وهي تتحدى الاستبداد الغربي، أم إن كل شعوب العالم وعلى رأسها الأمم الإفريقية والإسلامية، معنيةٌ برفض كل ما يتعارض مع دينها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها وقيمها وأخلاقياتها؟! وعليه فهي معنية بمواجهة الشراسة الغربية التي يبدو أنها وصلت إلى أقصى درجات شراستها تجاه من يعمل على احترام نفسه وقيمه؟!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك