العدد : ١٦٨٠٦ - الخميس ٢٨ مارس ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ رمضان ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٠٦ - الخميس ٢٨ مارس ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ رمضان ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

العالم يحبس أنفاسه.. يونيو القادم

ينشغل‭ ‬أهل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمال‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية‭ ‬بمخاطر‭ ‬مرحلة‭ ‬انهيار‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وتأثيراته‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالعملة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬خاصة‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬منها،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ارتفاع‭ ‬سقف‭ ‬الدين‭ ‬الحكومي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وقيام‭ ‬وزارة‭ ‬الخزانة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بتطبيق‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬نتيجة‭ ‬لصعود‭ ‬مبلغ‭ ‬الدين‭ ‬وبلوغه‭ ‬السقف‭ ‬المحدد،‭ ‬مع‭ ‬تحذيرات‭ ‬من‭ ‬نفاد‭ ‬أموال‭ ‬الوزارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭.. ‬كما‭ ‬نشر‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬التقارير‭ ‬المختصة‭.‬

‮«‬العالم‭ ‬يحبس‭ ‬أنفاسه‮»‬‭.. ‬مع‭ ‬ترنح‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي،‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬بارز‭ ‬لعديد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬والمقالات‭ ‬والتحليلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المالية‭.. ‬فهل‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لإصدار‭ ‬عملة‭ ‬خليجية‭ ‬موحدة‭ ‬غير‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالدولار‭ ‬الأمريكي،‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬بالاستقلال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الذات،‭ ‬وتبعث‭ ‬برسالة‭ ‬قوية‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬رسم‭ ‬مسارها‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وتقليل‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬العوامل‭ ‬الخارجية‭.. ‬كما‭ ‬كتب‭ ‬ذلك‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬المعروف‭ ‬‮«‬خلف‭ ‬الحبتور‮»‬‭.‬

ويجب‭ ‬أن‭ ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نتحرر‭ ‬من‭ ‬الدولار‭ ‬وتقلباته،‭ ‬وأن‭ ‬نملك‭ ‬وحدنا‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬مصيرنا‭ ‬ومصير‭ ‬اقتصاداتنا،‭ ‬فالسياسة‭ ‬تخط‭ ‬الاقتصاد‭.. ‬تؤثر‭ ‬فيه‭ ‬وتتأثر‭ ‬به،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬اليوم،‭ ‬يلزم‭ ‬المشهد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬الحالي‭ ‬إعادة‭ ‬تقييم،‭ ‬وتحديداً‭ ‬للسياسات‭ ‬النقدية‭ ‬والاستقلالية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للدول‭.. ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬الحبتور‭.‬

الآثار‭ ‬المتوقعة‭ -‬كما‭ ‬هو‭ ‬منشور‭ ‬مؤخرا‭- ‬أن‭ ‬انهيار‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي‭ ‬المحتمل‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬يتعلق‭ ‬بتأثُّر‭ ‬العملات‭ ‬العربية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالدولار‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬تأثر‭ ‬احتياطيات‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬العربية‭. ‬

لذلك‭ ‬إن‭ ‬انهيار‭ ‬الدولار‭ ‬سيؤدي‭ ‬أولًا‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬أو‭ ‬انخفاض‭ ‬قيمة‭ ‬السندات‭ ‬المملوكة‭ ‬للدول،‭ ‬وحتى‭ ‬قيمة‭ ‬الودائع‭ ‬بالدولار‭ ‬الأمريكي‭ ‬ستنخفض‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬إذا‭ ‬انهار‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي‭ ‬مقابل‭ ‬العملات‭ ‬الرئيسية‭.. ‬لذلك‭ ‬أي‭ ‬انتكاسة‭ ‬للدولار‭ ‬ستؤثّر‭ ‬بالضرورة‭ ‬في‭ ‬عملات‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬فهي‭ -‬أي‭ ‬العملات‭- ‬ترتفع‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬الدولار،‭ ‬وتنخفض‭ ‬مع‭ ‬انخفاضه،‭ ‬مقابل‭ ‬العملات‭ ‬الرئيسية‭ ‬والذهب‭ ‬طبعًا‭.‬

ما‭ ‬العمل؟‭ ‬وما‭ ‬الحل؟‭ ‬سؤال‭ ‬يجيب‭ ‬عنه‭ ‬الباحث‭ ‬الاقتصادي‭ ‬خالد‭ ‬أبو‭ ‬هلال‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬لمواجهة‭ ‬احتمالية‭ ‬تزعزع‭ ‬مكانة‭ ‬الدولار،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬المتوسط،‭ ‬لا‭ ‬بدَّ‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬وتحديدا‭ ‬الخليجية‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬بعض‭ ‬الخطوات‭ ‬المهمة،‭ ‬منها‭: ‬البدء‭ ‬ولو‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‭ ‬بتخفيض‭ ‬قيمة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬السندات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬التجربة‭ ‬الصينية‭ ‬خير‭ ‬مثال،‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬نسبة‭ ‬الذهب‭ ‬كمكوّن‭ ‬في‭ ‬الاحتياطيات‭ ‬النقدية‭ ‬لديها،‭ ‬بجانب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬احتياطيات‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬العربية،‭ ‬بحيث‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬سلة‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬الرئيسية‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تدشين‭ ‬مبادرة‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬التكتلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬تكتل‭ ‬بريكس،‭ ‬وقد‭ ‬تنبّه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬والجزائر‭ ‬ومصر‭ ‬والإمارات‭ ‬لأهمية‭ ‬هذا‭ ‬التكتل،‭ ‬لذلك‭ ‬اتخذت‭ ‬خطوات‭ ‬باتجاه‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬تكتل‭ ‬بريكس،‭ ‬ونتمنى‭ ‬من‭ ‬باقي‭ ‬دولنا‭ ‬العربية‭ ‬اتخاذ‭ ‬التوجه‭ ‬نفسه‭.‬

شهر‭ ‬يونيو‭ ‬القادم‭.. ‬مع‭ ‬ما‭ ‬سيشهده‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬حرارة‭ ‬الطقس‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬الصيف،‭ ‬فإنه‭ ‬سيشهد‭ ‬كذلك‭ ‬مرحلة‭ ‬اقتصادية‭ ‬ومالية‭ ‬ساخنة‭.. ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬النجاة‭ ‬وتجاوز‭ ‬آثارها‭.. ‬وهذه‭ ‬مسألة‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭ ‬يجب‭ ‬الانشغال‭ ‬بها‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬معالجتها،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬اقتصادي‭ ‬خليجي‭ ‬أكثر‭ ‬استقرارا‭ ‬ونماء‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا