عالم يتغير
فوزية رشيد
جائزة الصحافة!
{ الأحد الماضي 14 مايو، أقيم حفل جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة في دورتها السابعة، وتم تكريم الفائزين مع التنويه بالدور الوطني المهم للصحافة في المسيرة التنموية، وتأكيد دور الصحفيين في المجال التوعوي والمعرفي، ودور المؤسسات الإعلامية والصحفية في خدمة القضايا المجتمعية، بما يعكس الاهتمام بتلك الأدوار للصحافة المحلية والعاملين فيها، بتخصيص هذه الجائزة التي تهدف في جوهرها إلى التكريم والتقدير والدعم للصحفيين.
{ هذه الجائزة التكريمية التي تعد الجائزة الوطنية الوحيدة والأولى الداعمة للعمل الصحفي، وبعد مرور 7 سنوات منذ دورتها الأولى، قد تحتاج اليوم إلى الإسهام في تطويرها، رغم أهمية المجالات الأربعة التي تشهد التنافسية فيها وهي (أفضل عمود رأي، وأفضل حوار صحفي، وأفضل تحقيق، وأفضل صورة) فهناك مجالات صحفية مهمة وتحتاج إلى الالتفات إليها، مثل (الدراسات) التي تطرح القضايا الفكرية والمحلية والدولية بتوسع وعمق! ومثل (المقالات التحليلية) التي تختلف في معالجتها الصحفية عن «عمود الرأي» الذي يأتي عادة مكثفاً ومعبّرا عن رأي الكاتب في القضايا المختلفة بإلقاء الضوء السريع عليها! ومثل القائمين على الصفحات الثقافية والفنية والدينية والرياضية هذا من حيث توسيع مجالات التخصصات الصحفية التي بالإمكان أن يعم التنافس فيها بالمشاركة، وعدم الاقتصار على المجالات الأربعة التي تدور حولها الجائزة حاليا.
{ من جانب آخر المطلوب أن تكون «اللجنة التحكيمية» القائمة على الجائزة، (لجنة محايدة تماما) بمعنى ألا يكون فيها عناصر من صحف مشاركة في التقدم للجائزة، حتى لا تتعرض اللجنة لأي نوع من الشبهات أو التفسيرات التي قد تكون صائبة وقد تكون خاطئة في اختيار الفائزين! وأعتقد أن هناك (خبرات ثقافية وفكرية وكوادر بحرينية غير صحفية) قادرة على أن تشكّل عناصر مهمة في (اللجنة التحكيمية) للجائزة! لأن العمل الصحفي أيا كان مجاله، هو فعل مؤثر في جمهوره القارئ، القادر على فرز المتميز في أعمدة الرأي والتحقيقات والحوارات الصحفية والصور وغيرها، من خلال الذائقة الفكرية والثقافية التي حتما ستتمتع بها كوادر «اللجنة المحايدة» في التحكيم!
{ في أغلب دول العالم ومنها دول عربية، هناك (جوائز تقديرية) لمسار صحفي متواصل عبر السنوات، ولحصيلة الإسهام الفكري والصحفي لكتّاب (قدامى) يحظون بالتكريم بجوائز تقديرية من دولهم، من دون أن يشاركوا مع أجيال لاحقة في الجسم الصحفي بالتقدم في التنافس السنوي! ولكن يبقى تكريمهم كقامات صحفية أكثر قيمة ووقعا وأهمية؛ لأن التكريم يأتي لمسار طويل في أداء الدور الصحفي والتوعية والإسهام المعرفي! بل إن مثل هذه «الجوائز التقديرية» تقدمها الدولة حتى إلى أسماء رحلت، ولكنها تركت بصمتها في الصحافة المحلية بإسهاماتها المتنوعة!
{ إلى جانب «الجائزة التقديرية» لقدامى الكتّاب والصحفيين، فإن (الجائزة التشجيعية) تكون عادة مخصصة للأجيال الصحفية الشابة، لتشجيعها على المنافسة والتطوير وطرح الملفات الوطنية والدولية العامة، إلى جانب (المحتوى الإلكتروني) باعتباره مجالاً مستجداً في الفاعلية والتأثير الإعلامي الجديد والرافد للعمل الصحفي المعروف!
ولذلك من المهم أن يتم فصل المكرمين من (القدامى) والروّاد في الصحافة المحلية، عن (الجيل الصحفي الجديد)، وذلك إما أن يكون هناك فصل في الجائزة ما بين (تقديرية) و(تشجيعية) فصلاً زمنياً، بمعنى دورة جديدة، أو أن يتم فصلها في ذات الدورة الحالية، أي أن تنقسم الجوائز التقديرية في ذات الحفل، إلى جوائز «تشجيعية» للمشاركين في التنافس، وأخرى (تقديرية) باختيار أسماء من القدامى من دون مشاركتهم في الحقل التنافسي للجائزة، والذين عادة لا يشاركون!
من المهم أيضاً تكريم رؤساء تحرير الصحف، سواء من رحل أو من لا يزال مستمرا في عمله، بناء على ما قدمته الصحيفة من دور تاريخي أو تأسيسي أو دور مميّز.
{ وربما يكون تحسين قيمة الجائزة وتطويرها، وشموليتها لكل مجالات العطاء الصحفي، هو أحد أهم أشكال التقدير، لمن هو شريك أساسي في تحقيق التنمية ونقل الرسائل البناءة وخدمة القضايا المجتمعية، والدور في التوعية والمعرفة العامة، كما أكد عليها «جلالة الملك» في مناسبات كثيرة، وكما واصل التأكيد سمو ولي العهد رئيس الوزراء، التي تأتي الجائزة باسمه.
هي مجرد ملاحظات ارتأينا وضعها في الصورة، متمنّين التوفيق للفائزين واستمرار نجاح الصحافة المحلية في أن تكون مرآة حقيقية تعكس كل قضايا المجتمع البحريني واهتمامات المواطن العامة، وتطلعاته وطموحاته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك