العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

طقوس التتويج البريطاني وحجر القدر!

{‭ ‬تمّ‭ ‬وصف‭ ‬مراسم‭ ‬وطقوس‭ ‬تتويج‭ ‬‮«‬الملك‭ ‬تشارلز‭ ‬الثالث‮»‬‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬السبت‭ ‬ملكًا‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬بالتاريخية،‭ ‬لأنها‭ ‬جاءت‭ ‬كأكبر‭ ‬احتفال‭ ‬رسمي‭ ‬تشهده‭ ‬بريطانيا‭ ‬منذ‭ ‬70‭ ‬عامًا،‭ ‬حين‭ ‬تمّ‭ ‬تتويج‭ ‬‮«‬الملكة‭ ‬إليزابيث‭ ‬الثانية‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1953‭! ‬وجاءت‭ ‬الطقوس‭ ‬متسمة‭ ‬بفخامة‭ ‬يعود‭ ‬تاريخها‭ ‬إلى‭ ‬ألف‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬إطار‭ (‬تتويج‭ ‬ديني‭) ‬للملك‭ ‬‮«‬تشارلز‭ ‬الثالث‮»‬‭ ‬والملكة‭ ‬‮«‬كاميلا‮»‬‭ ‬في‭ ‬كنيسة‭ ‬وستمنستر‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬بحضور‭ ‬2300‭ ‬مدعو‭.‬

ومع‭ ‬مشاركة‭ ‬4000‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وموكب‭ ‬كبير‭ ‬رافق‭ ‬العربة‭ ‬الملكية،‭ ‬وبدأت‭ ‬‮«‬مراسم‭ ‬إنجليكانية‮»‬‭ ‬لتتويج‭ ‬الملك‭ ‬والملكة‭ ‬من‭ ‬كبير‭ ‬أساقفة‭ ‬كانتربري،‭ ‬فيما‭ ‬اصطف‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬جانبي‭ ‬الطريق‭ ‬المؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الكنيسة‭ ‬لمتابعة‭ ‬الموكب‭ ‬الملكي،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأجيال‭ ‬البريطانية‭ ‬شغوفة‭ ‬بمتابعة‭ ‬الحدث‭ ‬الذي‭ ‬اعتبرته‭ ‬تاريخيًا،‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬أي‭ ‬تتويج‭ ‬ملكي‭ ‬منذ‭ ‬70‭ ‬عامًا‭!‬

{‭ ‬والملك‭ ‬‮«‬تشارلز‭ ‬الثالث‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬بعمر‭ ‬74‭ ‬عامًا،‭ ‬يعد‭ ‬أكبر‭ ‬ملك‭ ‬بريطاني‭ ‬يضع‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬تاج‭ ‬‮«‬سانت‭ ‬إدوارد‮»‬‭ ‬المصنوع‭ ‬منذ‭ (‬360‭ ‬عامًا‭) ‬أثناء‭ ‬جلوسه‭ ‬على‭ ‬العرش‭ ‬الذي‭ ‬يعود‭ ‬كرسيه‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الكنيسة‭.‬

تلك‭ ‬الطقوس‭ ‬والمراسم‭ ‬‮«‬الدينية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬ساعتين،‭ ‬هي‭ ‬طقوس‭ ‬تضرب‭ ‬بجذورها‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬حيث‭ ‬الشعارات‭ ‬التاريخية‭ ‬من‭ ‬كرات‭ ‬ذهبية،‭ ‬وسيوف‭ ‬مرصعة‭ ‬بالجواهر،‭ ‬وصولجان‭ ‬يحمل‭ ‬أكبر‭ ‬ماسة‭ ‬عديمة‭ ‬اللون‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬ولكأنه‭ ‬استعراض‭ ‬لتاريخ‭ ‬التتويج‭ ‬البريطاني‭ ‬منذ‭ (‬عام‭ ‬1566‭)‬،‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬حضور‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬التتويج‭!‬

{‭ ‬‮«‬الملك‭ ‬تشارلز‭ ‬الثالث‮»‬‭ ‬كباقي‭ ‬ملوك‭ ‬بريطانيا‭ ‬هو‭ ‬الرئيس‭ ‬الفخري‭ ‬لكنيسة‭ ‬إنجلترا‭ ‬أيضًا،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬الطقوس‭ ‬الدينية‭ ‬والتي‭ ‬خالطها‭ ‬طقوس‭ ‬أخرى،‭ ‬لابدّ‭ ‬أن‭ ‬يرافقها‭ ‬أداء‭ ‬اليمين‭ ‬بأن‭ ‬يحكم‭ ‬بالعدل،‭ ‬ليبدأ‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬طقس‭ ‬أكثر‭ ‬قداسة‭ ‬وهو‭ ‬مسح‭ ‬‮«‬رئيس‭ ‬أساقفة‭ ‬كانتربيري‮»‬‭ ‬رأس‭ ‬الملك‭ ‬بالزيت‭ ‬المقدس‭ ‬ومسح‭ ‬يديه‭ ‬وصدره‭ ‬بذات‭ ‬الزيت‭ ‬الذي‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معتقد‭ ‬أنه‭ ‬تكرس‭ ‬في‭ ‬القدس‭!‬

{‭ ‬تلك‭ ‬الطقوس‭ ‬الدينية‭ ‬أثناء‭ ‬التتويج‭ ‬يخالطها‭ ‬طقوس‭ ‬أخرى‭ (‬وثنية‭)‬،‭ ‬تتعلق‭ ‬بحجر‭ ‬يُسمى‭ ‬‮«‬حجر‭ ‬القدر‮»‬‭ ‬ولا‭ ‬يعترف‭ ‬أبناء‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬بملك‭ ‬أو‭ ‬ملكة،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يشاهدوا‭ ‬‮«‬حجر‭ ‬القدر‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يزن‭ ‬152‭ ‬كم‭ ‬قابعًا‭ ‬تحت‭ ‬كرسي‭ ‬العرش‭ ‬إيذانًا‭ ‬بسيادة‭ ‬الملك‭ ‬وسيطرته‭ ‬ونقاء‭ ‬دمه‭!‬

‭(‬العربية‭ ‬سكاي‭ ‬نيوز‭) ‬نشرت‭ ‬يوم‭ ‬التتويج‭ ‬تقريرًا‭ ‬مصورًا‭ ‬حول‭ ‬قصة‭ ‬هذا‭ ‬الحجر،‭ ‬الذي‭ ‬أشعل‭ ‬حروبًا‭ ‬وأسقط‭ ‬عروشًا‭ ‬وفتح‭ ‬باب‭ ‬الأساطير‭!‬

ولا‭ ‬تكتمل‭ ‬مراسم‭ ‬التتويج‭ ‬الملكي‭ ‬إلا‭ ‬به‭! ‬فما‭ ‬قصة‭ ‬هذا‭ ‬الحجر؟‭!‬

قالوا‭ ‬عنه‭ ‬‮«‬وسادة‭ ‬يعقوب‮»‬‭ ‬وسمّوه‭ ‬‮«‬حجر‭ ‬المصير‮»‬‭ ‬و«حجر‭ ‬سكون‮»‬‭ ‬و«حجر‭ ‬القدر‮»‬‭! ‬ويرتبط‭ ‬بالكنيسة‭ ‬ويحمل‭ ‬طابع‭ ‬القدسية‭ ‬لدى‭ ‬الرهبان‭! ‬تلك‭ ‬القدسية‭ ‬تمّ‭ ‬أخذها‭ ‬من‭ ‬‮«‬رواية‭ ‬توراتية‮»‬‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬‮«‬النبي‭ ‬يعقوب‮»‬‭ ‬اتخذه‭ ‬وسادة‭ ‬له،‭ ‬عند‭ ‬ما‭ ‬غفا‭ ‬وشاهد‭ ‬رؤية‭ ‬مرتبطة‭ ‬بسلم‭ ‬نحو‭ ‬الجنة‭ ‬معروف‭ ‬بسلم‭ ‬يعقوب‭!‬

وعند‭ ‬ما‭ ‬صحا‭ ‬من‭ ‬النوم‭ ‬مسح‭ ‬الحجر‭ ‬بالزيت‭ ‬واحتفظ‭ ‬به‭ ‬كذكرى،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬النبوة‭ ‬المتوارثة‭! ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬تحكي‭ ‬الرواية‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬القناة،‭ ‬أن‭ ‬أبناء‭ ‬يعقوب‭ ‬حملوا‭ ‬الحجر‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مصر‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬هناك‭ ‬أخذه‭ ‬الإسبان‭ ‬معهم‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أيرلندا‮»‬‭ ‬واستخدمه‭ ‬ملوك‭ ‬اسكتلندا‭ ‬في‭ ‬مراسم‭ ‬التتويج‭ ‬ككرسي‭ ‬لهم‭ ‬واحتفظوا‭ ‬به‭!‬

بعدها‭ ‬نسج‭ ‬الناس‭ ‬وتداولوا‭ ‬الأساطير‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الحجر،‭ ‬بأنه‭ ‬ينطق‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬جلس‭ ‬فوقه‭ ‬ملك‭ ‬من‭ ‬سلالة‭ ‬ملكية‭!‬،‭ ‬بينما‭ ‬يُصاب‭ ‬بالصمت‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬اعتلاه‭ ‬متطفل‭ ‬على‭ ‬العرش،‭ ‬ولا‭ ‬يحمل‭ ‬جينات‭ ‬نقية‭! ‬وتاريخيًا‭ ‬أخذ‭ ‬ملك‭ ‬إنجلترا‭ ‬‮«‬إدوارد‭ ‬الأول‮»‬‭ ‬الحجر‭ ‬معه‭ ‬عندما‭ ‬غزا‭ ‬اسكتلندا‭ ‬قبل‭ ‬730‭ ‬عامًا‭ ‬تقريبًا‭ ‬وسيطر‭ ‬عليها،‭ ‬وحمله‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬كنيسة‭ ‬وستمنستر‮»‬‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬ووضعه‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬العرش‭ ‬إيذانًا‭ ‬بخضوع‭ ‬اسكتلندا‭ ‬للتاج‭ ‬الإنجليزي‭! ‬وبذلك‭ ‬ظل‭ ‬تقليدًا‭ ‬متوارثًا‭ ‬لجميع‭ ‬الملوك‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬تتويجهم‭ ‬من‭ ‬بعده،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬الرهبان‮»‬‭ ‬في‭ ‬دير‭ ‬‮«‬سكون‮»‬‭ ‬أن‭ ‬الحجر‭ ‬الذي‭ ‬أخذه‭ ‬إدوارد‭ ‬كان‭ (‬مزيفًا‭)‬،‭ ‬سرقوا‭ ‬هذا‭ ‬الحجر‭ ‬من‭ ‬لندن‭ ‬عام‭ ‬1950،‭ ‬وتسببوا‭ ‬في‭ ‬كسره،‭ ‬ليتم‭ ‬العثور‭ ‬عليه‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬وببحث‭ ‬مضن،‭ ‬ليتم‭ ‬استخدامه‭ ‬في‭ ‬مراسم‭ ‬تتويج‭ ‬الملكة‭ ‬‮«‬إليزابيث‭ ‬الثانية‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1953،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬قررت‭ ‬إعادته‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬كنيسة‭ ‬أدنبرة‮»‬‭ ‬الأسكتلندية‭ ‬عام‭ ‬1996‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬مرور‭ ‬700‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬لندن،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يُستخدم‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬مراسم‭ ‬تتويج‭ ‬بريطانيا،‭ ‬داخل‭ ‬‮«‬كنيسة‭ ‬وستمنستر‮»‬‭ ‬وعلى‭ ‬ذات‭ ‬الكرسي‭ ‬التاريخي‭ ‬قبل‭ ‬إعادته‭ ‬مجدّدًا‭ ‬إلى‭ ‬أدنبره‭!‬

{‭ ‬هكذا‭ ‬تختلط‭ ‬المراسم‭ ‬‮«‬الإنجليكانية‮»‬‭ ‬مع‭ ‬أساطير‭ ‬‮«‬حجر‭ ‬القدر‮»‬‭ ‬الوثنية‭ ‬في‭ ‬طقوس‭ ‬التتويج،‭ ‬رغم‭ ‬انتشار‭ ‬النزعة‭ ‬المادية‭ ‬أو‭ ‬اللادينية‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭!‬

ولعلها‭ ‬من‭ ‬مفارقات‭ ‬الغرب‭ ‬هو‭ ‬التشبث‭ ‬بالطقوس‭ ‬والأساطير،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يشن‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬تحديدا،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬تحريف‭ ‬التوراة‭ ‬والإنجيل،‭ ‬فيما‭ ‬الطقوس‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬ألغازها‭ ‬وأسرارها‭ ‬لدى‭ ‬‮«‬النخب‭ ‬الماسونية‮»‬‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬يرونها‭ ‬ملازمة‭ ‬لكل‭ ‬‮«‬التنظيمات‭ ‬السرّية‮»‬‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم‭ ‬والمنتشرة‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬وعالم‭ ‬اليوم،‭ ‬بشعارات‭ ‬لا‭ ‬تدّل‭ ‬على‭ ‬حقيقتها‭ ‬للعامة‭!‬

وما‭ ‬بين‭ ‬الدينية‭ ‬واللادينية،‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬الطقوس‭ ‬والشعارات‭ ‬غير‭ ‬الدينية،‭ ‬يعيش‭ ‬الغرب‭ ‬في‭ ‬مساره‭ ‬الراهن‭ ‬المتسم‭ ‬بتقديس‭ ‬‮«‬العلم‮»‬‭ ‬تناقضات‭ ‬فكرية‭ ‬ويبدو‭ ‬أنها‭ ‬تكتسب‭ ‬التبجيل‭ ‬في‭ ‬الغرب‭! ‬فيما‭ ‬هي‭ ‬توصم‭ ‬بالتخلف‭ ‬إن‭ ‬أصرت‭ ‬شعوب‭ ‬أخرى‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بشعائرها‭ ‬وهويتها‭ ‬الدينية،‭ ‬أو‭ ‬بدينها‭ ‬الصحيح‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬خاتم‭ ‬الأديان‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭! ‬مجرد‭ ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬التأمل‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا