عالم يتغير
فوزية رشيد
يسمونها قوة الطبيعة والنظام الذكي
{ أولئك الذين يسمّون أنفسهم «اللادينيون» أو أصحاب الرؤية المادية المطلقة، أو أصحاب العقائد المختلفة ومنها «الآسيوية» الذين يضعون في معابدهم الوثنية نماذج لتماثيل الآلهة المختلفة ومنها تمثال «بوذا» في البلاد التي تعتنق البوذية، ومنهم أصحاب المدارس الباطنية، الذين يؤمنون بدورهم بتأثير الفلسفات الآسيوية القديمة بالمدارس الباطنية ووحدة الوجود، وغيرهم من أصحاب المعتقدات المختلفة، يفلسفون رؤاهم ولكنهم جميعاً في النهاية قد دخلوا دهاليز (الوثنية)! أو استخراج فلسفتهم من الطبيعة، مكرسين عبادة الأسلاف وعبادة الذات، باعتبار أن القوى الكامنة في الإنسان والطاقة الكونية هي مكمن «الروحانية» التي تعتبر فلسفة قائمة بحدّ ذاتها بعيداً عن (التوحيد) باعتبار الخالق الواحد، مصدر كل شيء بما فيها «الطاقة الكونية» والقوى الكامنة في الطبيعة وفي الإنسان!، وبذلك هم في النهاية بكلية فلسفة المدارس الباطنية (الشرقية منها والغربية) لا يصلون إلى الإيمان بالله الواحد، المحيط بكل ما خلق في هذا الكون! بل الإيمان بما خلق!
{ في «الفلسفة الغربية الروحية» هناك ما يجمعها بالمدارس الشرقية الآسيوية، من حيث الجذور الباطنية والسحرية لتلك الفلسفة ومدارسها المتشعبة وإقحام (السحر) فيها! يقولون عن قوة الطبيعة، والطاقة الكونية، ليصلوا إلى فلسفة «النظام الذكي» الذي يتحكم في الطبيعة والكون والإنسان، ولكن من دون إرجاعها إلى الخالق الواحد! هم يستبدلون الله جل وعلا (وما قدروا الله حق قدره)، ويستبدلون الإسلام منذ خلق «آدم» يستبدلون الطاقة بمسميات هم سمّوها، ولا يتحدثون عن مصدر الطاقة والطبيعة والنظام الذكي، فهي في نظرهم وجدت نفسها بنفسها!، ولكأن كل التشعبات الفلسفية (العقدية) تتلاقى في النهاية مع (الرؤية المادية) وأساسها الصدفة في الخلق!
{ لا يؤمنون بالدين الواحد لكل البشرية، ولكأن الله خلق الإنسان عبثاً وتركه من دون رسل وأنبياء ورسالات وشرائع توضح معاً حقيقة «الخلق» وطبيعته وحقيقة الحياة وتطوراتها وتحولاتها والأبعاد الكونية، وأن هناك دنيا وهناك آخرة، فيصدقون العقاب والثواب باسم (الكارما) وهو أمر غيبي ويصدقون تعدّد الأبعاد وهو كذلك أمر غيبي! ولا يصدقون «الخالق الواحد» مصد كل شيء! والدين الواحد الذي هو عند الله الإسلام! ولا يصدقون الآخرة وهو غيب أيضا، ولكنهم يصدقون «التناسخ» كاحتيال على «النص الإلهي» وعلى حقيقة وجود العقاب والثواب، ولكن ليس في الآخرة! وإنما بتناسخ الأرواح في هذه الدنيا، التي هي بالنسبة إليهم كل شيء!
{ وبذلك وبفلسفة «وحدة الوجود» الذي يتساوى فيه الخالق مع ما خلق في نظرهم! يفتحون باب «الشرك» ويسبغون عليه رؤاهم، (ويبتعدون عن التعاليم الإلهية وعبادة الله) للدخول في (عبادة الذات) و(عبادة الأسلاف) و(عبادة الطبيعة) و(عبادة النار) و(عبادة الملائكة)! وبمسميات وثنية في حضرة تعدد الآلهة التي يتم تجسيدها وتشخيصها وثنياً كأصنام أو كائنات! وما أبعد كل تلك الفلسفات الباطنية، وروحانية الرؤية المادية، عن الغايات والأهداف التي خلق الله من أجلها الكون والخليقة والإنسان والفطرة الإنسانية، من دون تعقيدات الفلسفات الباطنية وخاصة «الشرقية الآسيوية» كالبوذية والطاوية وغيرها! حول هذا وغيره لنا وقفات أخرى فيما تبقى من هذا الشهر الفضيل، ومحاولة وضع النقاط على بعض حروف (الوهم البشري) بفلسفاته المختلفة وتحديدا! (الباطنية)، والذي ابتعد عنها الإنسان في خضمّها عن أصل الخلق وعبادة الخالق الواحد، الذي أتقن خلق كل شيء، ومنها الطاقة الكونية وقوة الطبيعة والنظام الذكي! فعبدوا كل ذلك وابتعدوا عن عبادة الله الذي صنع كل شيء!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك