الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
مجمع السجون المفتوحة .. حياة جديدة
يأتي تنفيذ المرحلة الثانية من قانون العقوبات البديلة (برنامج السجون المفتوحة).. كشاهد على نجاح مسيرة تطور وتقدم منظومة العدالة الجنائية في مملكة البحرين.. حيث بدأ برؤية من جلالة الملك المعظم، ثم توجيه من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ثم تنفيذ متقن من معالي وزير الداخلية، وتعاون من جهات في الدولة، ثم إلى إنجاز رائد يضاف إلى نجاحات المسيرة التنموية الشاملة.
هناك إنجازات يبحث عنها الناس ليتحدثوا عنها.. وهناك إنجازات تتحدث عن نفسها.. وحينما نتطرق إلى موضوع «مجمع السجون المفتوحة» فإن الإنجاز وفق الأرقام والواقع هو من يفرض نفسه، كحديث له أولوية وأسبقية عن كل الأمور.
لو كنا قبل عشر سنوات مثلا، وسألت أي إنسان أو مواطن أن هناك دولة في العالم ستدشن مشروع السجون المفتوحة، لكان الجواب: أن هذا الأمر مستحيل وضرب من الخيال، وأن السجين سوف يهرب في ظل وجود السجون المفتوحة، وتضيع معه الحقوق ويهدر الأمن ويهدد الاستقرار.. ولكن مع وجود رؤية ثاقبة، وتوجيه سديد، وإنجاز متقن في التنفيذ، شامل ومتكامل، فإن المستحيل يتحقق، والخيال يصبح فعلا على أرض الواقع.
ولقد كشفت للرأي العام والناس جميعا الزيارة التفقدية التي قام الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية إلى مجمع السجون المفتوحة، كيف هو تحقيق البرنامج الحضاري المتميز والذي تنفذه الإدارة العامة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البديلة، والذي يجسد استراتيجية وزارة الداخلية القائمة على تعزيز حقوق الإنسان في مملكة البحرين.
وكما قال معالي وزير الداخلية خلال زيارته للمشروع المتميز والرائد، فإن البرنامج يعكس حكمة وإنسانية جلالة الملك المعظم من خلال مراعاة الظروف الاجتماعية والإنسانية للمحكوم عليهم، وتوجيهات سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لإتاحة الفرص النموذجية للمستفيدين للعودة تدريجيًا والاندماج في المجتمع.
وبلغة الأرقام والإحصائيات فإن مجموع من استفاد من البرنامج منذ بدء تنفيذه عام 2018 نحو 5432 نزيلاً، وهناك العديد من الخدمات والبرامج التأهيلية والتدريبية المقدمة للمستفيدين من برنامج السجون المفتوحة، والذي يأتي استكمالاً لنجاحات مشروع العقوبات البديلة، كما يجب أن نسجل الشكر والتقدير هنا لمؤسسة «إنجاز البحرين» و«مركز ناصر للتأهيل والتدريب» والإدارات المعنية بوزارة الداخلية، وكافة المؤسسات، على تعاونهم البارز في نجاح البرنامج.
هذه الجهود المشكورة التي تقدمها وزارة الداخلية، وبمتابعة واهتمام مباشر من الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، تؤكد حرص الوزير وقيادته الناجحة في تحقيق هذا الإنجاز البحريني الرائد، تحقيقا لتطلعات وتوجيهات القيادة الحكيمة، وتكريسا لرعاية دولة القانون والمؤسسات لحقوق الإنسان، واقعا عمليا ملموسا ومشهودا.
وحدهم النزلاء المستفيدون من البرنامج وكذلك أسرهم، من يشعر بقيمة وأهمية وضرورة البرنامج وحاجتهم إليه، باعتباره طوق نجاة لعودتهم إلى المجتمع والحياة، والتخلص من الأسباب والمسببات التي جعلتهم يقعون تحت طائلة القانون، وهذا ما يجب أن يكون الدرس المستفاد لهم جميعا.
مجمع السجون المفتوحة بالبرامج التأهيلية والتدريبية والخدمات التي يقدمها، والفلسفة والأهداف التي أنشئ من أجلها.. وبإدارة متميزة من معالي وزير الداخلية قصة نجاح جديدة.. لحياة جديدة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك