الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
مركز «دراسات».. مبادرات وابتكارات
الوحيدة من الفعاليات والبرامج الرمضانية العامة، التي أحرص على المشاركة فيها خلال شهر رمضان كل عام، بل أترقب موعدها، وأسأل عنها، هي فعالية مركز «دراسات» الرمضانية، وذلك لأسباب عديدة.
أولا: أن اللقاء في كل عام يشهد إعلان إطلاق مشروع أو برنامج فكري ووطني.
ثانيا: أنه في اللقاء تكون هناك كلمة رائعة ورصينة، يلقيها سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز «دراسات»، تكون أشبه بتقرير سنوي مختصر، حافلة بالإنجازات والرؤى والمبادرات، مع استعراض جهود المركز ودوره المحلي والإقليمي، وما حققه من نتائج في العام الماضي، وما سيقوم به في العام المقبل.
ثالثا: أن اللقاء يكون فرصة سانحة للحديث والسلام على عدد من الزملاء والمسؤولين، والمثقفين والباحثين، وأصحاب العلم والفكر والرأي، وهذا التجمع قلما تجده في أي لقاء.
رابعا: أن موقع اللقاء يشهد رمزية جميلة، يتم اختياره بعناية وذكاء وقصد، في كل مرة، وقد أحسن مركز «دراسات» في اختيار موقع (قلعة البحرين) في لقاء رمضان هذا العام، الذي جاء بعنوان «التاريخ مرآة الحاضر».
وقد تضمنت كلمة سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة العديد من الأفكار والرؤى، والمشاريع والبرامج، والمبادرات والابتكارات، نجملها فيما يأتي:
* تأكيد أن المبادئ الأخلاقية التي رعتها المملكة وقيادتها، وسهرت على صيانتها وتعزيزها، تقوم على أرضٍ ثابتةٍ وراسخة، وتضرب عميقًا في بنية المجتمع والدولة، وتأسيسًا على ثقتها العميقة المتجذرة في ذاتها الوطنية بقيت هذه المملكة تحمل أطيب النوايا، وتحمل رسالة السلام والتعاون مع الجميع، ولذلك فالبناء على ما تحقق وما أنجز يُعتبر الخيار البحريني الأمثل تجاه استكمال المسيرة العظيمة والمبهرة التي تحققت، وظلت تُعيد تأكيد وجودها وتأثيرها مع العديد من الاختبارات.
* بيان تعميق الممارسة الديمقراطية التي تقوم على المُشاركة الشعبية الواسعة في ظل أجواء مُنفتحةٍ وإيجابية، بجانب المنجزات الاقتصادية الكثيرة، وما تحقق من إدماجٍ للشباب في عملية التنمية لبناء رأسمالٍ بشريٍ نوعيٍ يُقدم للمملكة الميزة النسبية والتنافسية.
* تمكن مركز دراسات من إطلاق تقرير «حالة المدن العربية 2022م»، الذي تم إعداده بالتعاون مع المكتب الإقليمي (موئل)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
* مشاركة المركز في إعداد التقرير الوطني الطوعي الثاني لمملكة البحرين حول أهداف التنمية المُستدامة، بالتعاون مع فريق إدارة المشروع الذي يعمل في وزارة التنمية المُستدامة.
* إطلاق «مكتبة دراسات الرقمية»، ومشروع «داعم»، الذي يهدف إلى دعم النشاط العلمي للباحثين البحرينيين الحاصلين على درجاتٍ علميةٍ عُليا، والاستفادة من دراساتهم وبحوثهم المتصلة بمملكة البحرين.
* إسهام المركز في الاستحقاق الانتخابي، وذلك من خلال توظيف مختلف أدوات البحث العلمي المتاحة في استقراء اتجاهات الرأي العام، في الانتخابات النيابية والبلدية قبل إجرائها في نوفمبر 2022م.
وغيرها العديد من الأفكار والمشاريع، والمساهمات والمشاركات، المحلية والدولية.
ثم نأتي الآن إلى أهم وأبرز حدث في اللقاء، وهو إعلان إصدار المركز طبعة جديدة من كتاب «التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية» لمؤلفه الشيخ محمد بن خليفة النبهاني رحمه الله، الذي يعتبر من أهم المصادر التي تناولت تاريخ البحرين الحديث، الذي شكله آل خليفة الكرام، وقادتهم المُخلصون والأفذاذ، بوصفهم نموذجًا يُقتدى، وتجربةً تستحق القراءة والاهتمام من المُخلصين، الذين يسعون لخدمة مجتمعهم والارتقاء به.
وأتمنى مخلصا من سعادة وزير الإعلام استثمار كل ما جاء في كلمة مركز «دراسات»، وما تم إعلانه من أفكار ورؤى، ومشاريع وبرامج، ومبادرات وابتكارات، لإبرازها في تلفزيون وإذاعة البحرين، وفي الصحافة المحلية، والمنصات الإلكترونية، وفي الوسائل الإعلامية الدولية، لأنها بحق هي مشاريع ومبادرات تدعونا إلى الفخر والاعتزاز، وتكشف دور مملكة البحرين، وتاريخها وحاضرها ومستقبلها.
وتحية شكر واجبة لمركز «دراسات» والقائمين المبدعين على تنظيم هذا اللقاء الرمضاني السنوي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك