الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«قطة» مهساس.. وحسد البشر
في الوقت الذي أثار إعجاب العالم مشهد صعود القطة على كتف الشيخ الجزائري وليد مهساس، وتقبيله خلال صلاة التراويح.. ذلك المشهد الذي سلط الأضواء الإيجابية على الدين الإسلامي والصلاة والقرآن الكريم وشهر رمضان المبارك.. انشغل بعض المسلمين بمسألة طهارة القطة..!!
وحسنا فعلت دار الإفتاء المصرية حين أوضحت «إن القطط الأليفة حيوانٌ طاهر عند عامة الفقهاء، يجوز حيازته واقتناؤه وتملُّكه»، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّمَا هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ، أَوِ الطَّوَّافَاتِ».
بعض المواقف والأحداث تستحق أن يتم استثمارها، في نشر القيم الإنسانية والإسلامية والوطنية كذلك، دون الحاجة للخوض في جدل عقيم حول الطهارة، وما يجوز وما لا يجوز، أو في التشدد في التعامل مع المسائل، بل يجب أن تكون النظرة إيجابية، والاستفادة القصوى من أي حدث لصالح الدين الإسلامي والوطن.
يعجبني الإعلام السعودي في استثماره للمواقف الإنسانية في موسم الحج والعمرة، وفي بيان إنسانية رجال الأمن في مساعدة ضيوف بيت الرحمن، وفي تقديم العون لرجل كبير في السن أو سيدة عجوز أو طفل تائه، وكذلك في التواصل مع الحجاج والمعتمرين الأجانب من مختلف الجنسيات بالتعامل معهم بلغاتهم ولهجاتهم.
في شهر رمضان المبارك، أعجبني د. مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، في مشاركته مع (250 من الأيتام) لحفلة القرقاعون في القرية التراثية.. ورسم البسمة على الأطفال وذويهم، دون الحاجة للخوض في كلام عن جواز القرقاعون أو حرمة «الحية بية» وغيرها من الاحتفالات المرتبطة بالموروث الشعبي والثقافة الوطنية والعادات والتقاليد الحميدة.
سماحة الإسلام رسالة إنسانية مستدامة، ينبغي إبرازها واستثمارها على الدوام، والتعامل الإنساني صورة حضارية لطالما أكد عليها الإسلام وحث عليها ودعا لها، دون إفراط ولا تفريط.
أتدرون ما المشكلة الأكبر في أي موقف إيجابي يحصل لأي شخص، موظف أو عالم دين أو رجل بسيط..؟؟ الغيرة والحسد هي الطامة الكبرى، وهي المعول الذي يقوم به «أعداء النجاح» في هدم أي صورة إيجابية، بدلا من التشجيع والتقدير، ولك أن تعرف عزيزي القارئ أن البعض وبعد أن غاضه اهتمام العالم بصورة الشيخ الجزائري مهساس مع القطة، تم تسريب فيديو لشخص يشبه الشيخ الجزائري وهو يرقص مع بعض الفتيات، ليقال لا تنخدعوا بالشيخ ولا بالقطة وما حصل..!! وقد تبين كذب وزيف الفيديو المسرب.
ومنذ أيام تابعت لقاء للشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة السابق، الذي تم اعفاءه من منصبه بسبب تغريدة في حسابه على منصة «التويتر»، وقد اعترف الشيخ بأنه لم يوفق في التغريدة، وقام بمسحها سريعا، ولكن قرار العزل كان نافذا، وقال الشيخ أنه يحترم القرار، وإن وافق القرار رغبة «شخص حاسد»، لم يعجبه تأثر الناس من الشيخ صالح المغامسي.
عموما.. وعلى الرغم من أن شياطين الجن «تصفد» في شهر رمضان المبارك.. إلا إن الأمراض الشيطانية في قلوب بعض البشر «لا تصفد».. والتي تخوض في الجدل العقيم، والحسد والغيرة، وتكره نجاح الآخرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك