العدد : ١٦٨٦٠ - الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٦٠ - الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

«قطة» مهساس.. وحسد البشر

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬إعجاب‭ ‬العالم‭ ‬مشهد‭ ‬صعود‭ ‬القطة‭ ‬على‭ ‬كتف‭ ‬الشيخ‭ ‬الجزائري‭ ‬وليد‭ ‬مهساس،‭ ‬وتقبيله‭ ‬خلال‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح‭.. ‬ذلك‭ ‬المشهد‭ ‬الذي‭ ‬سلط‭ ‬الأضواء‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬والصلاة‭ ‬والقرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وشهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭.. ‬انشغل‭ ‬بعض‭ ‬المسلمين‭ ‬بمسألة‭ ‬طهارة‭ ‬القطة‭..!!‬

وحسنا‭ ‬فعلت‭ ‬دار‭ ‬الإفتاء‭ ‬المصرية‭ ‬حين‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬إن‭ ‬القطط‭ ‬الأليفة‭ ‬حيوانٌ‭ ‬طاهر‭ ‬عند‭ ‬عامة‭ ‬الفقهاء،‭ ‬يجوز‭ ‬حيازته‭ ‬واقتناؤه‭ ‬وتملُّكه‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إِنَّهَا‭ ‬لَيْسَتْ‭ ‬بِنَجَسٍ،‭ ‬إِنَّمَا‭ ‬هِيَ‭ ‬مِنَ‭ ‬الطَّوَّافِينَ‭ ‬عَلَيْكُمْ،‭ ‬أَوِ‭ ‬الطَّوَّافَاتِ‮»‬‭.‬

بعض‭ ‬المواقف‭ ‬والأحداث‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استثمارها،‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والوطنية‭ ‬كذلك،‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬للخوض‭ ‬في‭ ‬جدل‭ ‬عقيم‭ ‬حول‭ ‬الطهارة،‭ ‬وما‭ ‬يجوز‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يجوز،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬التشدد‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المسائل،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬النظرة‭ ‬إيجابية،‭ ‬والاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬حدث‭ ‬لصالح‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬والوطن‭. ‬

يعجبني‭ ‬الإعلام‭ ‬السعودي‭ ‬في‭ ‬استثماره‭ ‬للمواقف‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭ ‬والعمرة،‭ ‬وفي‭ ‬بيان‭ ‬إنسانية‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬ضيوف‭ ‬بيت‭ ‬الرحمن،‭ ‬وفي‭ ‬تقديم‭ ‬العون‭ ‬لرجل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬أو‭ ‬سيدة‭ ‬عجوز‭ ‬أو‭ ‬طفل‭ ‬تائه،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الحجاج‭ ‬والمعتمرين‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجنسيات‭ ‬بالتعامل‭ ‬معهم‭ ‬بلغاتهم‭ ‬ولهجاتهم‭. ‬

في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬أعجبني‭ ‬د‭. ‬مصطفى‭ ‬السيد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية،‭ ‬في‭ ‬مشاركته‭ ‬مع‭ (‬250‭ ‬من‭ ‬الأيتام‭) ‬لحفلة‭ ‬القرقاعون‭ ‬في‭ ‬القرية‭ ‬التراثية‭.. ‬ورسم‭ ‬البسمة‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬وذويهم،‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬للخوض‭ ‬في‭ ‬كلام‭ ‬عن‭ ‬جواز‭ ‬القرقاعون‭ ‬أو‭ ‬حرمة‭ ‬‮«‬الحية‭ ‬بية‮»‬‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الاحتفالات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬والثقافة‭ ‬الوطنية‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬الحميدة‭.‬

سماحة‭ ‬الإسلام‭ ‬رسالة‭ ‬إنسانية‭ ‬مستدامة،‭ ‬ينبغي‭ ‬إبرازها‭ ‬واستثمارها‭ ‬على‭ ‬الدوام،‭ ‬والتعامل‭ ‬الإنساني‭ ‬صورة‭ ‬حضارية‭ ‬لطالما‭ ‬أكد‭ ‬عليها‭ ‬الإسلام‭ ‬وحث‭ ‬عليها‭ ‬ودعا‭ ‬لها،‭ ‬دون‭ ‬إفراط‭ ‬ولا‭ ‬تفريط‭.‬

أتدرون‭ ‬ما‭ ‬المشكلة‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬موقف‭ ‬إيجابي‭ ‬يحصل‭ ‬لأي‭ ‬شخص،‭ ‬موظف‭ ‬أو‭ ‬عالم‭ ‬دين‭ ‬أو‭ ‬رجل‭ ‬بسيط‭..‬؟؟‭ ‬الغيرة‭ ‬والحسد‭ ‬هي‭ ‬الطامة‭ ‬الكبرى،‭ ‬وهي‭ ‬المعول‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬‮«‬أعداء‭ ‬النجاح‮»‬‭ ‬في‭ ‬هدم‭ ‬أي‭ ‬صورة‭ ‬إيجابية،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬التشجيع‭ ‬والتقدير،‭ ‬ولك‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬غاضه‭ ‬اهتمام‭ ‬العالم‭ ‬بصورة‭ ‬الشيخ‭ ‬الجزائري‭ ‬مهساس‭ ‬مع‭ ‬القطة،‭ ‬تم‭ ‬تسريب‭ ‬فيديو‭ ‬لشخص‭ ‬يشبه‭ ‬الشيخ‭ ‬الجزائري‭ ‬وهو‭ ‬يرقص‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الفتيات،‭ ‬ليقال‭ ‬لا‭ ‬تنخدعوا‭ ‬بالشيخ‭ ‬ولا‭ ‬بالقطة‭ ‬وما‭ ‬حصل‭..!! ‬وقد‭ ‬تبين‭ ‬كذب‭ ‬وزيف‭ ‬الفيديو‭ ‬المسرب‭.‬

ومنذ‭ ‬أيام‭ ‬تابعت‭ ‬لقاء‭ ‬للشيخ‭ ‬صالح‭ ‬المغامسي‭ ‬إمام‭ ‬وخطيب‭ ‬مسجد‭ ‬قباء‭ ‬بالمدينة‭ ‬المنورة‭ ‬السابق،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اعفاءه‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬بسبب‭ ‬تغريدة‭ ‬في‭ ‬حسابه‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬التويتر‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬اعترف‭ ‬الشيخ‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬يوفق‭ ‬في‭ ‬التغريدة،‭ ‬وقام‭ ‬بمسحها‭ ‬سريعا،‭ ‬ولكن‭ ‬قرار‭ ‬العزل‭ ‬كان‭ ‬نافذا،‭ ‬وقال‭ ‬الشيخ‭ ‬أنه‭ ‬يحترم‭ ‬القرار،‭ ‬وإن‭ ‬وافق‭ ‬القرار‭ ‬رغبة‭ ‬‮«‬شخص‭ ‬حاسد‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬يعجبه‭ ‬تأثر‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬الشيخ‭ ‬صالح‭ ‬المغامسي‭.‬

عموما‭.. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬شياطين‭ ‬الجن‭ ‬‮«‬تصفد‮»‬‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭.. ‬إلا‭ ‬إن‭ ‬الأمراض‭ ‬الشيطانية‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬بعض‭ ‬البشر‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تصفد‮»‬‭.. ‬والتي‭ ‬تخوض‭ ‬في‭ ‬الجدل‭ ‬العقيم،‭ ‬والحسد‭ ‬والغيرة،‭ ‬وتكره‭ ‬نجاح‭ ‬الآخرين‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا