الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
حالات إنسانية.. والدال على الخير كفاعله
رئيس جمعية أصحاب مكاتب استقدام العمالة المنزلية يقول: «إن تراجع القدرة المالية لدى المواطنين سبب لتراجع الإقبال على طلب العمالة المنزلية».. وعضو البلدي يقول أن الأهالي يصرفون من جيوبهم وأموالهم الخاصة لشفط مياه البلاعات، والخشية من انتشار الأمراض والروائح الكريهة، وبعد أن غابت «صهاريج الشفط» التي لم يتم توفيرها من الجهات المعنية.. باختصار هذا هو الوضع اليوم الذي يعيشه الكثير من الناس.
أعرف متقاعدين وفقراء، وأرامل ومطلقات، وأسرا متعففة، لا تمد يدها للجمعيات ولا للمؤسسات، ولولا الحياء من الناس لوجدناهم اليوم يتناولون وجبة الإفطار في المساجد مع الآسيويين، جراء الفقر الذي يعيشونه.
أولياء الأمور بدأوا يتلقون من الآن «مسجات» دفع الرسوم للمدارس والروضات للفترة القادمة والعام المقبل، واتصالات شركات الفيزا كارد مستمرة على الناس لدفع المبالغ المطلوبة، مع استمرار الفوائد التي لا تتوقف.
أعرف أشخاصا وأسرا أعلنوا الإفلاس الشهري ونحن اليوم في الثالث من الشهر، وأعرف أفرادا وضعوا سياراتهم في الكراج ولم يتمكنوا من إخراجها بعد تصليحها، لعدم توفر المبلغ المستحق.
شباب وشابات في عمر الزهور بانتظار التوظيف منذ سنوات، وأولياء أمورهم لا زالوا يدفعون أقساط تدريسهم الجامعي، وأفراد فتحوا مشروعهم التجاري وتعثروا، ووقعوا في «شرباكة» البنوك والمطالبات والدائنين.
على السرير الأبيض هناك أفراد يعانون من الأمراض ويتمنون أن يتحصلوا على مبلغ العلاج بأي طريقة ووسيلة، وهناك أشخاص اشتروا «بيت العمر» منذ سنوات وسكنوا في البيت، ولكنهم ما زالوا في مرحلة التأثيث الأساسية لضيق ذات اليد، فضلا عن وقوع البعض في مشاكل مع المقاولين أو الإسكان.
هذه بعض نماذج «بحرينية أصلية» أردت أن استعرضها اليوم، تعيش بيننا في المجتمع، ويجب أن نعترف بتقصيرنا تجاهها، فلربما كان شهر رمضان المبارك مناسبة سانحة لمساعدتها، ولكن يجب أن لا ننسى أنها تعيش معنا وبيننا طوال العام، وأتمنى أن أجد من يساعدها.
البلد فيها خير.. وخير كثير.. وأهل البر والإحسان لا يقصرون إطلاقا، والعديد من الجمعيات والمؤسسات والمبرات الخيرية تبادر مشكورة في تقديم العون والمساعدة، بل أعرف البعض ممن يقدم المساعدة والتبرع للآخرين، يطلب عدم نشر اسمه، وقد ساهم الكثير من أهل الخير في المساعدة دون تردد حينما أبلغتهم عن الحالات الإنسانية البحرينية، ولا يزال لدينا العديد من الحالات، وأتمنى أن نساهم معا في مساعدة المحتاجين من أهل البحرين، عبر الجهات الرسمية وأهل الثقة والمعرفة.
شهر رمضان المبارك مجال عظيم للخير والعطاء، والرسول الكريم كان أجود ما يكون في رمضان.. والمشاريع والتبرعات كلما كانت لأهل البلد كانت أفضل، وكلما كانت للمحتاج الأقرب كانت أفضل، شأنها شأن التبرعات للخارج، والتركيز على بناء المساجد والجوامع، وطباعة المصاحف وغيرها.
اقتربنا من نصف رمضان، وبعده يأتي عيد الفطر، والناس المحتاجة من الأسر والأرامل والمطلقات، والأيتام والفقراء يتطلعون لمن يمد لهم يد العون، فالقوائم طويلة والناس المحتاجون كثير.. فلعل دينارا واحدا تتبرع به اليوم يكون سبيلك الى الجنة في يوم الآخرة.. والدال على الخير كفاعله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك