العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

حالات إنسانية.. والدال على الخير كفاعله

رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬أصحاب‭ ‬مكاتب‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬إن‭ ‬تراجع‭ ‬القدرة‭ ‬المالية‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬سبب‭ ‬لتراجع‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‮»‬‭.. ‬وعضو‭ ‬البلدي‭ ‬يقول‭ ‬أن‭ ‬الأهالي‭ ‬يصرفون‭ ‬من‭ ‬جيوبهم‭ ‬وأموالهم‭ ‬الخاصة‭ ‬لشفط‭ ‬مياه‭ ‬البلاعات،‭ ‬والخشية‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬والروائح‭ ‬الكريهة،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬غابت‭ ‬‮«‬صهاريج‭ ‬الشفط‮»‬‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬توفيرها‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭.. ‬باختصار‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الوضع‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭.‬

أعرف‭ ‬متقاعدين‭ ‬وفقراء،‭ ‬وأرامل‭ ‬ومطلقات،‭ ‬وأسرا‭ ‬متعففة،‭ ‬لا‭ ‬تمد‭ ‬يدها‭ ‬للجمعيات‭ ‬ولا‭ ‬للمؤسسات،‭ ‬ولولا‭ ‬الحياء‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬لوجدناهم‭ ‬اليوم‭ ‬يتناولون‭ ‬وجبة‭ ‬الإفطار‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬مع‭ ‬الآسيويين،‭ ‬جراء‭ ‬الفقر‭ ‬الذي‭ ‬يعيشونه‭.‬

أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬بدأوا‭ ‬يتلقون‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬مسجات‮»‬‭ ‬دفع‭ ‬الرسوم‭ ‬للمدارس‭ ‬والروضات‭ ‬للفترة‭ ‬القادمة‭ ‬والعام‭ ‬المقبل،‭ ‬واتصالات‭ ‬شركات‭ ‬الفيزا‭ ‬كارد‭ ‬مستمرة‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬لدفع‭ ‬المبالغ‭ ‬المطلوبة،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الفوائد‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭.‬

أعرف‭ ‬أشخاصا‭ ‬وأسرا‭ ‬أعلنوا‭ ‬الإفلاس‭ ‬الشهري‭ ‬ونحن‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬الشهر،‭ ‬وأعرف‭ ‬أفرادا‭ ‬وضعوا‭ ‬سياراتهم‭ ‬في‭ ‬الكراج‭ ‬ولم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬إخراجها‭ ‬بعد‭ ‬تصليحها،‭ ‬لعدم‭ ‬توفر‭ ‬المبلغ‭ ‬المستحق‭.‬

شباب‭ ‬وشابات‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الزهور‭ ‬بانتظار‭ ‬التوظيف‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬وأولياء‭ ‬أمورهم‭ ‬لا‭ ‬زالوا‭ ‬يدفعون‭ ‬أقساط‭ ‬تدريسهم‭ ‬الجامعي،‭ ‬وأفراد‭ ‬فتحوا‭ ‬مشروعهم‭ ‬التجاري‭ ‬وتعثروا،‭ ‬ووقعوا‭ ‬في‭ ‬‮«‬شرباكة‮»‬‭ ‬البنوك‭ ‬والمطالبات‭ ‬والدائنين‭.‬

على‭ ‬السرير‭ ‬الأبيض‭ ‬هناك‭ ‬أفراد‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬ويتمنون‭ ‬أن‭ ‬يتحصلوا‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬العلاج‭ ‬بأي‭ ‬طريقة‭ ‬ووسيلة،‭ ‬وهناك‭ ‬أشخاص‭ ‬اشتروا‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬العمر‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬وسكنوا‭ ‬في‭ ‬البيت،‭ ‬ولكنهم‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التأثيث‭ ‬الأساسية‭ ‬لضيق‭ ‬ذات‭ ‬اليد،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬مشاكل‭ ‬مع‭ ‬المقاولين‭ ‬أو‭ ‬الإسكان‭.‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬نماذج‭ ‬‮«‬بحرينية‭ ‬أصلية‮»‬‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬استعرضها‭ ‬اليوم،‭ ‬تعيش‭ ‬بيننا‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬بتقصيرنا‭ ‬تجاهها،‭ ‬فلربما‭ ‬كان‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬مناسبة‭ ‬سانحة‭ ‬لمساعدتها،‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬أنها‭ ‬تعيش‭ ‬معنا‭ ‬وبيننا‭ ‬طوال‭ ‬العام،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬أجد‭ ‬من‭ ‬يساعدها‭. ‬

البلد‭ ‬فيها‭ ‬خير‭.. ‬وخير‭ ‬كثير‭.. ‬وأهل‭ ‬البر‭ ‬والإحسان‭ ‬لا‭ ‬يقصرون‭ ‬إطلاقا،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والمبرات‭ ‬الخيرية‭ ‬تبادر‭ ‬مشكورة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة،‭ ‬بل‭ ‬أعرف‭ ‬البعض‭ ‬ممن‭ ‬يقدم‭ ‬المساعدة‭ ‬والتبرع‭ ‬للآخرين،‭ ‬يطلب‭ ‬عدم‭ ‬نشر‭ ‬اسمه،‭ ‬وقد‭ ‬ساهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الخير‭ ‬في‭ ‬المساعدة‭ ‬دون‭ ‬تردد‭ ‬حينما‭ ‬أبلغتهم‭ ‬عن‭ ‬الحالات‭ ‬الإنسانية‭ ‬البحرينية،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬لدينا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحالات،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬نساهم‭ ‬معا‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬المحتاجين‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬عبر‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬وأهل‭ ‬الثقة‭ ‬والمعرفة‭. ‬

شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬مجال‭ ‬عظيم‭ ‬للخير‭ ‬والعطاء،‭ ‬والرسول‭ ‬الكريم‭ ‬كان‭ ‬أجود‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬رمضان‭.. ‬والمشاريع‭ ‬والتبرعات‭ ‬كلما‭ ‬كانت‭ ‬لأهل‭ ‬البلد‭ ‬كانت‭ ‬أفضل،‭ ‬وكلما‭ ‬كانت‭ ‬للمحتاج‭ ‬الأقرب‭ ‬كانت‭ ‬أفضل،‭ ‬شأنها‭ ‬شأن‭ ‬التبرعات‭ ‬للخارج،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬المساجد‭ ‬والجوامع،‭ ‬وطباعة‭ ‬المصاحف‭ ‬وغيرها‭.‬

اقتربنا‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬رمضان،‭ ‬وبعده‭ ‬يأتي‭ ‬عيد‭ ‬الفطر،‭ ‬والناس‭ ‬المحتاجة‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬والأرامل‭ ‬والمطلقات،‭ ‬والأيتام‭ ‬والفقراء‭ ‬يتطلعون‭ ‬لمن‭ ‬يمد‭ ‬لهم‭ ‬يد‭ ‬العون،‭ ‬فالقوائم‭ ‬طويلة‭ ‬والناس‭ ‬المحتاجون‭ ‬كثير‭.. ‬فلعل‭ ‬دينارا‭ ‬واحدا‭ ‬تتبرع‭ ‬به‭ ‬اليوم‭ ‬يكون‭ ‬سبيلك‭ ‬الى‭ ‬الجنة‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الآخرة‭.. ‬والدال‭ ‬على‭ ‬الخير‭ ‬كفاعله‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا