الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الشراكة المجتمعية.. هوية وانتماء
يشكل مشروع الشراكة المجتمعية والانتماء الوطني، قصة نجاح بحرينية رائدة، ذات نهج رفيع، وفكر متطور، وحيوية وفاعلية، وانتشار وتأثير.. وقد انطلق المشروع منذ عام 2007، مع تشكيل الشرطة المجتمعية، وتواصلت أعمالها وإنجازاتها، برؤية متجددة، عصرية ومؤسسية، يقودها بكل كفاءة وتميز الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية.
وبالأمس احتفلت وزارة الداخلية بيوم الشراكة المجتمعية والانتماء الوطني.. وقد جاء الاحتفال ليتوج وزير الداخلية شكره وتقديره للمواطن البحريني، ووصفه الرائع بأن المواطن هو الرصيد الأمني، والقاعدة الوطنية الأساسية للأمن المجتمعي، انطلاقا من الرؤية الملكية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
وليؤكد وزير الداخلية قيم ومبادئ الهوية الوطنية، باعتبارها انتماء، ولا يمكن التفريط فيها.. وأن صدق الانتماء يتمثل في الالتفاف حول قيادة جلالة الملك المعظم.. وأننا نعيش في وطن الهوية، وطن الإنسانية والقيم السمحة، ولتبقى الهوية البحرينية عزيزة مقدّرة على مر الأزمان، والدعوة الكريمة بالتمسك بالثقة الوطنية والموروث الوطني.
الجميل في كلمة وزير الداخلية أنها كشفت العديد من الإنجازات التي شارك فيها المواطن البحريني، كما تضمنت إعلان البدء بمشروع وطني رائد يفتخر به كل مواطن، ويؤكد تطور المنظومة الأمنية والحقوقية في مملكة البحرين، سواء في أعداد المستفيدين من تنفيذ مشروع العقوبات البديلة، وكذلك في إعلان الانتقال إلى مرحلة السجون المفتوحة خلال شهر رمضان في مبان مجهزة وفق أفضـل المعايير.. وصـولا إلى المرحلة التالية وهي إدماج المحكوم عليهم تدريجيا في المجتمع.
وكما أن كلمة وزير الداخلية أوضحت عدد المستفيدين من الطلبة والمدارس لمشروع مكافحة العنف والإدمان «معا»، فقد بينت الكلمة كذلك أن من أهم الدوافع التي ترتكز عليها خطة واستراتيجية «بحريننا» هي الاهتمام بموضوع القيم والعادات الأصيلة وخصوصا أننا ننتمي إلى بلد منفتح على ثقافات العالم، بجانب إعلان دخول مبادرات «بحريننا» في 2023 عهدا من التحول الرقمي.
إن أهم ركائز الشراكة المجتمعية هو القرب من المواطنين، وجعلهم شركاء في تنمية وأمن الوطن، ولذلك كانت رؤية ذكية وحصيفة وحكيمة في اختيار أفراد الشرطة المجتمعية من جميع محافظات البحرين، لضمان قربهم من المواطنين، والقدرة على التعرف على احتياجاتهم، بما يحقق أهداف الشراكة المجتمعية الفاعلة.
كما أن تركيز وزير الداخلية، ووسط التحولات التي يشهدها العالم من انفتاح إلكتروني شامل، له تأثيره الكبير في الأفراد وخاصة الشباب والناشئة، فإن تأكيد الهوية الوطنية هي الحصن الحصين والسد المنيع لأي تأثيرات سلبية وغزو فكري على العقول وعلى الانتماء كذلك، باعتباره الشرف الوطني الذي نذود عنه.
ولعل الإجابة الحاسمة للتساؤلات الصريحة التي طرحها وزير الداخلية في كلمته: كيف سنربي أبناءنا على نهج وطني؟ وهل نربي جيلا يتخلى عن وطنيته وبلا هوية؟ هي: إن الهوية البحرينية والتمسك بالقيم والعادات الحميدة والثوابت الأصيلة هي الملاذ، وهي الحاضر الفاعل والمستقبل الزاهر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك