عالم يتغير
فوزية رشيد
محكمة الجنايات الدولية!
{ في الوقت الذي يتصاعد فيه الوعي العالمي، بل والغربي ومنه الوعي الإعلامي الأمريكي، ضد مسارات الصراع والحروب والفتن والأزمات المفتعلة، بما فيها طرق الأبواب على الحدود الروسية، منذ أن تم انقلاب 2014 في أوكرانيا، ووضع الممثل الكوميدي «زيلينسكي» رئيساً لها!، ثم نشر ما أثبتته الأدلة الروسية أمام مجلس الأمن حول المصانع البيولوجية وصناعة الفيروسات، لاستهدف روسيا والعالم، وما تكشفت عنه الأزمة الأوكرانية، من تحديات وآثار خطيرة منها تحرش «الناتو» بروسيا واستفزازها، عبر الوكيل الأوكراني، في هذا الوقت تصدر (محكمة الجنايات الدولية) أمرا بالقبض على «بوتين» وتقديمه إلى المحاكمة! فيما كل جرائم الغرب بقيادة أمريكا، والجرائم الأمريكية في تدمير عدد من الدول العربية ودول أخرى في العالم، لم يحرّك قط ساكناً لدى ذات المحكمة!، لتصدر أحكاماً مثلاً ضد مجرمي الحرب، خاصة مع تزايد الانتقادات الشعبية العالمية، في الذكرى العشرين لغزو أمريكا وبريطانيا العراق، وتدميره وإسقاطه في بؤرة الفوضى والإرهاب والفساد والتدمير والطائفية، بسبب كذبة اعترف مجرمو الحرب فيها أنهم كذبوا!
{ (محكمة الجنايات الدولية) الخاضعة بدورها كالكثير من المؤسسات التي تُسمى «الدولية» للرؤى اليسارية المتطرفة في أمريكا، رغم أنها غير عضو فيها، تؤكد للعالم أنها بدورها مجرد أداة في يد (الدولة العميقة العالمية) المتمركزة رؤوسها في أمريكا ذاتها، لتتلاعب باسم (القانون الدولي) وتسلّط سياطها على من تشاء من الدول والحكام والقادة، حسب ما تراه تلك الرؤوس العميقة!
وحين تمّ مطالبتها مثلاً بمحاكمة مجرمي الحرب في أمريكا وبريطانيا، بعد انكشاف خديعتهم للعالم بخصوص العراق وتدميره وكذبة «أسلحة الدمار الشامل» انتشرت تويتة يهدد فيها بعض المسؤولين الأمريكيين «محكمة الجنايات الدولية» وأن القضاة يعرضون أنفسهم للاعتقال إن فكروّا في ذلك! رغم أنه لم يفكروا وبالتالي لن يفعلوا، ولكنه (تهديد استباقي) لعل وعسى!
روسيا سخرت من إصدار الأمر بالقبض على «بوتين» واعتبرته مادة للسخرية، خاصة مع تغاضي ذات المحكمة عن اتخاذ أي إجراء ضد مجرمي الحرب في أمريكا والغرب، إلى جانب أن روسيا لا تعترف بهذه المحكمة وهي ليست عضوا فيه، ما يجعل الأمر بالقبض خارج عن إطاره القانوني أيضا!
{ وحول حقيقة حرب أوكرانيا وسياسات الغرب لتدمير العالم وجرّه إلى حرب عالمية ثالثة طاحنة وكارثية على البشرية كلها، كشفت إحدى القنوات الأمريكية (وورلد أمريكان نيوز) حالة الانقسام بين وسائل الإعلام التي تحرّض وتدعو إلى الحرب، وقال المذيع في فيديو مصوّر، إن (القادة الأمريكيين يدفعون أمريكا إلى الانخراط في حرب عالمية ثالثة، من خلال أوكرانيا، التي هي في الحقيقة أحد أهم معاقل «الدولة العميقة» بل هي الدولة العميقة نفسها)! وأضاف: أوكرانيا ليست «دولة» بل تم بيعها إلى الغرب من أجل مصالح الغرب! وضعوا بها «دمية» ليقودها إلى الخراب! ولينفذ خريطة يريدها الغرب، من بينها بنوك مشبوهة ومبيعات سلاح بيولوجية وكيميائية ومصانع ومواقع ووسائط اجتماعية خطيرة، وأنهم طبخوا قصة «كوفيد19» في تلك المصانع! وهو ما كشفه الصحفي الأمريكي «كلين جاكسون» بالدلائل في حسابه على تويتر موضحاً أن العملية بدأت في 2005، عندما قام السيناتور «أوباما» في ذلك الوقت، بزيارة أوكرانيا مع السيناتور «ريتشارد لوجارت» لفحص ومعاينة المرافق ذات الأسلحة الكيماوية للاتحاد السوفيتي السابق، و(استحوذت أمريكا على جميع أسرار أسلحة الدمار الشامل البيولوجية للاتحاد السوفيتي، البيولوجية والكيماوية)! وخلال 15 عاما قامت أمريكا بأعمال وبحوث كثيرة في هذه المعامل وبسرّية ومن دون رقابة وتم نقل جزء منها إلى معامل أخرى منها «ووهان» والوثائق التي تم كشفها عن «جو بايدن» ابن الرئيس الأمريكي باتت معروفة للعالم، حول تورطه في تلك المعامل السرّية من خلال شركات «هانتر بايدن» وشركة «سان فرانسسكو» ميدا بايدا والتي تعمل في أوكرانيا! وفي عام 2014 عمل «أوباما» والطاقم الاستخباراتي معه، على قلب نظام الحكم الديمقراطي المنتخب بحرب أهلية مفتعلة، لتبدأ قصة أوكرانيا الخاضعة لأمريكا والغرب من هناك، وتبدأ معها قصة استفزازات أوكرانيا بروسيا!
{ إذا كانت المواد والوثائق أثبتت أن «البنتاجون» متورط بإنتاج تلك الأسلحة البيولوجية وتجربتها على الشعب الأوكراني ثم على العالم! مثلما قال في تصريح متلفز جنرال روسي إبان العملية العسكرية، ثم «زاخاروفا» الناطق الرسمي للإعلام الروسي، بل وكشفه «بوتين» نفسه! وتم تقديم أدلة (جرائم الحرب البيولوجية الأمريكية) إلى مجلس الأمن!، ورغم ذلك لماذا لم تحرّك «محكمة الجنايات الدولية» ساكنا؟! الإعلام الأمريكي نفسه يطرح المعلومات الموثقة بالأسماء والتواريخ والاعترافات، حول حقيقة الأزمة في أوكرانيا، وأنها كانت مخططة لضرب روسيا، و«بوتين» استبق الأمر حتى لا تحلّ الكارثة ببلاده!
يبدو أن أمر «محكمة الجنايات الدولية» داخل في أتون «الكوميديا السوداء!» حين تتحرك أوامره وفق رؤية اليسار الأمريكي المتطرف «الدولة العميقة» ويكفي ما قاله الصحفي الأمريكي «كلين جاكسون»: (إننا نموّل جميع أعمال الخداع والخيانة والأعمال الشيطانية والقذارة) على موقعه في تويتر، ليتساءل ومعه العالم: «هل من أية مصداقية أصلا لمحكمة الجنايات الدولية»؟!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك