عالم يتغير
فوزية رشيد
خيال علمي شيطاني!
{ هوليوود تحوَّلت في العقود الأخيرة تحديدا إلى منصبة لترويج أفلام الخيال العلمي، الذي تحول لاحقا إلى «تجارب علمية» على أرض الواقع، وليس مجرد خيال ينسب نفسه إلى العلم، هناك أفلام كثيرة من هذا النوع ناقشت أفكارا وتجارب علمية لا حصر لها وعبر أحداث درامية أو أكشن، ثم تمت العودة إليها حين كان من يشاهدونها، يقومون بمقارنتها بما حدث على أرض الواقع بعد الفيلم بسنوات، أحياناً قصيرة وأحياناً طويلة، على سبيل المثال حدث «البرجين» في سبتمبر 2001 تم التعرض له في فيلم قبل سنوات من الحدث!
وباء كورونا والفيروسات تمت معالجته في عديد من الأفلام قبل انتشاره بعد ذلك بسنوات، بل تم ذكر «ووهان» في الصين، بشكل محدّد كمصدر لانتشار الوباء «المصنع»!
الكائنات الفضائية والأطباق الطائرة، عشرات الأفلام والقصص الهوليوودية تناولتها، ليتم الحديث عنها الآن باعتبارها أمرا واقعا سيتم البوح بأسراره قريبا جدا!
{ أفلام أخرى حول التجارب العلمية «الكهرومغناطيسية» ناقشتها هوليوود بدورها كخيال علمي، فأصبح الحديث واقعيا اليوم عن تجارب بل واستخدامات للهارب (H.A.R.P) و«الهولوغرام» وإحداث متغيرات مناخية إلخ. كذلك هناك قصص عن «الروبوتات» وأفلام كثيرة منذ سنوات طويلة، تناقش دراميا أحوالها وتطلعها لتكون كالإنسان! وأفلام الذكاء الاصطناعي مليئة بقدرة تلك الروبوتات والآلات على التحكّم في الواقع البشري! ليصبح ذلك بدوره أمراً واقعاً تناولناه في مقال سابق حول ما أجرته مؤخراً صحيفة أمريكية معروفة مع روبوت ليتمتع بذكاء اصطناعي فائق ولديه أمنيات مرعبة لتدمير البشرية!
{ ولأن المعروف عن «هوليوود» أنها الذراع الفنيّة (للدولة العميقة العالمية)، ومرتبطة بالاستخبارات الأمريكية، فإنها لا تصنع تلك الأفلام عبثاً! إنها رسائل موجهة إلى العالم كله، بسبب سطوة «هوليوود» لتوجيه الوعي العالمي وتدريبه لتقبّل الكثير من معطيات المخططات العلمية والتكنولوجية التي يتم العمل عليها، لإنشاء «العصر الجديد»! المتحكم فيه (علميا) عبر آليات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجي، و(أخلاقياً) عبر نشر الأفكار الخارجة عن الفطرة والطبيعة الإنسانية، و(دينياً) عبر نشر الإلحاد والسخرية من الأديان، ونشوء معتقد عالمي موحّد هو خليط بين كل المعتقدات الباطنية والشيطانية بعد التلاعب بالشرائع والدين السماوي! ولكأنها الفتنة الكبرى التي لن يسلم جانبا منها في الخليقة! إلا ويطرأ عليه التغيير تمهيداً لعصر ما بعد الإنسانية وزمن الآلات وزمن اللادين واللا إنسان!
{ مؤخراً شاهدت فيلما من أفلام «الخيال العلمي» ولكن ليس على نمط تلك الأفلام المنتشرة حول وضع (شيفرات) في أجسام أو جمجمة البشر والتحكّم فيهم!، وإنما هذه المرة التحكم في (أعمار البشر عبر الوقت)! اسم الفيلم (IN TIME)! ويبدأ بشخصية تسرد أن «الوقت المقنّن» يساوي العمر الذي تعيشه كإنسان! من يمتلك الوقت يمتلك العمر! ولكن ما الحيثية؟! نحن في عالم جديد! تمّ زرع (شيفرات وقتية) على أذرع كل البشر، تحدد مقدارها أي مقدار الوقت أو العمر للإنسان (جهة تتحكّم بالوقت للناس) فمنهم من يمتلك من عمره أو وقته ساعات أو أياما أو شهورا أو سنوات، ويعرف كل شخص كم تبقى من وقته من خلال (الساعة الرقمية) المزروعة كأرقام في ذراعه، بحيث إن كل الاحتياجات من أكل ومواصلات وسكن ورفاهيات، يتم شراؤها من وقت العمر المتبقي! ومن نفدت ساعته الرقمية يقع ميتاً، ولا أحد يستغرب ذلك!
{ بل هناك شرطة متخصصة لتخزين (الوقت العمري) للناس والحفاظ على سلامة النظام أو «الجيتو»! وهناك كالعادة لصوص وقت أو أعمار!، بمجرد أن يلامس أحدهم ذراع الآخر يسرق وقته كله أي يسرق عمره في ثوانٍ! أما النخب والأثرياء فيملكون أعماراً أو أوقاتاً رقمية طويلة تصل إلى مئات أو آلاف السنوات! أو هؤلاء وحدهم يمثلون حق ما أسموه الخلود! حيث تبقى أشكالهم محتفظة بنفسها ما أن يضعوا (الشيفرة الزمنية) على أذرعهم، والفارق بينهم وبين العامة، أن العامة لا يملكون الوقت الكافي لحياتهم، إلا بقدر ما يتم إعطاؤه لهم أو شحن أذرعهم به مقابل عملهم وبشكل يومي!
{ خيال علمي مريض وشيطاني كغيره من كثير من أفلام الخيال العلمي الهوليوودي، تطمح (النخبة الشيطانية) كغيرها مما تحقق اليوم إلى تحقيقه بصورة على أرض الواقع يوماً! والغريب أن العالم صامت وهناك من يصفق! نحن نعرف أن الأعمار بيد الله، ولكن بعد مخالفة كل سنن الله في الطبيعة والإنسان، التوق هذه المرة هو لإثبات أن العلم قد يتمكن يوما وقريباً من التحكم أيضاً في أعمار الناس! هل هو خيال علمي مريض أم طموح علمي مريض! بعد كل ما تم إفساده على الأرض باسم العلم والتطور والتكنولوجيا، حتى لم يبق شيء لم تتم الجرأة عليه مما خلقه الله؟! إنها فتنة «الدجال» أو الدجل العلمي!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك