الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
البحرين.. (13) شهرا في العام
في مملكة البحرين تتضاعف المهام والمسؤوليات، وتزداد الأنشطة والفعاليات، وتكثر البرامج والأنشطة في عديد من المجالات، خلال أشهر معينة، لدرجة أن حجم العمل والإنجاز فيها، يكاد يعادل (13) شهرا في العام، وليس (12) شهرا.
خذ مثلا في شهر فبراير أو مارس حيث تكثر الفعاليات، التي تكون فيها الأجواء جميلة بالبلاد، وتزداد البرامج والأنشطة في مختلف المجالات، السياحية، والرياضية الدولية، وكذلك البيئية.
أو خذ مثلا في شهر نوفمبر أو ديسمبر حيث تتضاعف المناسبات السياسية كحوار المنامة، والاحتفالات الوطنية وغيرها، حيث تزدان البلاد بالأفراح والبهجة، وتكون المشاركة المجتمعية كبيرة، سواء في احتفالية اليوم الوطني ويوم الجلوس، وكذلك يوم المرأة البحرينية.
خلال تلك الأشهر تتضاعف المهام والمسؤوليات لدى الوزارات والمؤسسات، وترى خلية النحل البحرينية تعمل بجد ونشاط في كل مكان، من أجل إبراز اسم مملكة البحرين في كل مجال، لدرجة أن «حسن التنظيم» أصبح ماركة بحرينية يتحدث عنها الجميع، وهي من عناصر (القوة الناعمة) التي يجب أن نهتم بها أكثر.
بعد أيام في شهر مارس المقبل، سنكون على موعد مع معرض الحدائق الدولي، وبرامج سياحية مصاحبة، ثم مع سباقات الفورمولا، ثم مع استضافة البحرين لأكبر تجمع برلماني دولي، وبعده سندخل في شهر رمضان، وكل تلك المناسبات والفعاليات، تؤكد قدرة مملكة البحرين على وضع اسمها على خارطة البرامج الدولية.
كل ذلك الحراك الإيجابي والتفاعل الكبير، والبلاد تمضي قدما في مسيرة العمل والإنجاز، ويواصل الناس حياتهم بكل أمن وطمأنينة واستقرار، وتطلع إلى مزيد من التطور والازدهار، ويمارسون دورهم ومسؤولياتهم بكل حرية وأمان، مهما كانت التحديات والمنغصات.
هذا الحراك الوطني في مملكة البحرين، يؤكد حيوية هذا الوطن، ولربما لا نتوقف عنده كثيرا، لأننا أصبحنا متعودين عليه، وتحول إلى منهاج حياة طبيعي، ولكننا ندرك تماما أن هذا الحراك وبقدر ما هو يسعد أهل البحرين، فإنه محل غيظ وغبن لدى جهات لا تريد الفرحة، ولا تريد التقدم والأمان للبحرين وشعبها.
الشعب البحريني يعيش (13) شهرا في العام، من النشاط والبرامج، ومن العمل والإخلاص.. نقول في «العام» وليس في «السنة»، لأن لفظ «السنة» لا يأتي إلّا في الشدّة والحرب، أمّا لفظ «العام» فهو يأتي في الخير والرخاء.
تبقى مسألة القروض التي يعاني منها الناس هي التي تعكر صفو كل هذه المناسبات والاحتفاليات، وتحولها إلى (13) شهرا في السنة، وليس في العام، وبإمكان البنوك اليوم أن تجعل من شهر رمضان ضمن (13) شهرا في العام، من خلال وقف الأقساط على الناس، وجدولة قروض أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بعد أن لجأ إليها الناس في تلك «السنوات».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك