عالم يتغير
فوزية رشيد
ما بعد الإنسانية!
{ من الواضح أن النوع الإنساني ككل هو في خطر كبير اليوم وذلك لأول مرة، وكما لم يحدث قط في تاريخ البشرية! كان الإنسان يعاني سابقا من كوارث الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية، وحروب الإبادة التي تقوم بها الدول المتسلطة، وغير ذلك مما يدخل في إفناء أعداد كبيرة من البشر دفعة واحدة! ولكن اليوم المعاناة أصبحت ما بين تلك المكابدات السابقة ومنها الحروب البيولوجية والكيماوية، وخطر جديد يحاصر النوع الإنساني، ومنها ما سبق وتحدثنا عنه من مشاريع علمية وبحوث سرية تتلاعب بالجينات البشرية وتقوم بتهجينها ودمجها بجينات كائنات أخرى! ومنها التلاعب بالغذاء الطبيعي للإنسان، وتهجين البذور الزراعية، وتغيير دفة الغذاء الطبيعي إلى الغذاء المصنوع بشكل كامل عبر أجهزة إلكترونية معدة علميا لإنتاج (أغذية آلية بالبعد الثالث) من خلال إدخال معايير كيماوية وأنزيمات في الكومبيوتر المنظور لتحل تلك الأغذية المصنعة بديلا عن الغذاء الطبيعي للإنسان!
{ التطور العلمي الذي لا يراعي المخاطر الناتجة من تجاربه على الوجود الإنساني والنوع الإنساني، هو في النهاية (علم شرير شيطاني أو متطرف) لأن العلم أساسه خدمة البشرية لا إفناؤها وإفناء طبيعتها بالتدريج! ولكن حين يصل العلم إلى القضاء على الطبيعة الإنسانية السوية كنوع! وإلى طبيعته الاجتماعية والأسرية والسيكولوجية وهويته البيولوجية بصناعة أنواع أخرى هجينة عبر وضع مشروع للأنواع المختلطة من الشواذ والمتحولين والسلوكيات الجنسية مع البهائم إلى آخر تلك الصرعات التي تستهدف الطبيعة الإنسانية كما خلقها الله وجعل فيها من الفطرة الأخلاقية منه والقيم ما يحميها من الانحرافات الشاذة في كل شيء وحينها يكون علما شريرا! ولكن هذا العلم الذي يصفه كثيرون اليوم بأنه علم شيطاني. يستخدم الصفة العلمية لممارسة الكثير من الشرور ضد النوع الإنساني الطبيعي!
{ اليوم نحن بصدد الدخول في عالم الجينات الخارقة والتطاول على الخالق وعلى التوازن الدقيق الذي أوجده في كل مخلوقاته وفي الطبيعة حوله! بعد سنوات قليلة وبحسب إعلانات العلم الحديث والطب الحديث، وباسم الجمال الخالد من بشرة لا تشيخ وأطفال بمعدل ذكاء مرتفع، والتلاعب بالحلم البشري في الخلود، ليتحول أبطال الخيال العلمي إلى حقيقة على الأرض! ولكن ما الثمن؟! (الثمن هو تجريد الإنسان من طبيعته البيولوجية والتلاعب بالـDNA والجينات أو الشيفرة الوراثية للتعديل عليها)، وصولا اليوم إلى الدمج ما بين الإنسان والتكنولوجيا لينتج (نصف إنسان ونصف آلة)! وهكذا تنشأ فئة جديدة هي فئة (المعدلين وراثياً) والمتفوقين على البشير الطبيعيين! أما كيف سيتم استخدام هؤلاء فصناع الحروب وصناع مشاريع تقليص البشرية إلى المليار الذهبي، هم أنفسهم وراء العلم الحديث! بإمكانهم استخدامهم في معارك عسكرية أو حروب تكنولوجية أو ... المهم هو تحكمهم في العالم حتى لو أصبح هذا العالم من دون إنسان! قد يبدو هذا ضرب من الخيال، ولكنه للأسف هو ما يتحقق على أرض الواقع! حتى أصبح (العلم الشيطاني) وراء القضاء على كل ما هو طبيعي وباسم (التطوير في الإنسان) ليصبح قالبا آليا وليس إنسانياً! حتى العقل الإنساني (المبدع) يتم اليوم وبالتدريج إجراء البحوث للقضاء عليه وتهميشه بصناعة الأجهزة الذكية الاصطناعية التي بإمكانها كتابة الروايات والقصص والشعر والمسرحيات، ورسم اللوحات التشكيلية، وصناعة الدراما التكنولوجية والآلية!
{ هي المختبرات العلمية وشركات التكنولوجيا العملاقة التي ترسم بدأب على تشكيل ورسم عالم ما بعد الإنسانية! لينتج عن كل تلك التجارب في المختبرات السرية، عالماً اصطناعياً ما بين الآلات وأنصاف البشر، وعالم «الميتا» الافتراضي، والشيفرات المزروعة في الإنسان لتلقينه بالمعلومات والمعارف المتحكم فيها، حتى لا يعود الإنسان في النهاية إنساناً، ولا الطبيعة طبيعة، ولا الحياة حياة طبيعية!
وباسم التطور والقوة والارتقاء يتم التعدي على كل ما خلقه الله! إنه التعدي على طبيعة أسمى المخلوقات على وجه الأرض وهو الإنسان! إنها الثورة العلمية المرسومة بأصابع شيطانية لتغيير حياة البشرية إلى غير رجعة!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك