العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

«التيك توك».. في الإعلام الرسمي

حاليا‭ ‬يحتل‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬التيك‭ ‬توك‮»‬‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬باعتباره‭ ‬الأكثر‭ ‬استخداما‭ ‬وتفاعلا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وفي‭ ‬أمريكا‭ ‬كذلك،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬مملوك‭ ‬لشركة‭ ‬بايت‭ ‬دانس‭ ‬الصينية،‭ ‬وجاء‭ ‬بعده‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬التالية‭ ‬تطبيق‭ ‬الانستجرام،‭ ‬والتويتر،‭ ‬والفيسبوك،‭ ‬والواتسب،‭ ‬والسناب‭ ‬شات‭.‬

وقد‭ ‬استثمرت‭ ‬الحكومة‭ ‬التركية‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬التيك‭ ‬توك‮»‬‭ ‬لإيصال‭ ‬رسائلها‭ ‬الإعلامية‭ ‬إلى‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركة‭ ‬المسؤولين‭ ‬والمشاهير‭ ‬لدعم‭ ‬حملات‭ ‬الإغاثة‭ ‬والتبرعات‭ ‬جراء‭ ‬الزلزال‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بها،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬توضيح‭ ‬الحقائق‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬الشائعات،‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة‭ ‬والفيديو‭.‬

الإعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬الخليجي‭ ‬يكاد‭ ‬استخدام‭ ‬واستثمار‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬التيك‭ ‬توك‮»‬‭ ‬يكون‭ ‬منعدما،‭ ‬ومعظم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬الانستجرام‭ ‬والتويتر،‭ ‬بجانب‭ ‬رسائل‭ ‬الواتسب،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أخبار‭ ‬التلفزيون‭ ‬والإذاعة‭ ‬والصحافة‭.‬

وإذا‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬الخليجي‭ ‬بنشر‭ ‬مواد‭ ‬إعلامية‭ ‬عبر‭ ‬تطبيق‭ ‬التيك‭ ‬توك،‭ ‬فإنه‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حساب‭ ‬وسيط‭ ‬لأحد‭ ‬المشاهير،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬حسابات‭ ‬الانستغرام‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية،‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬تعمد‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬الأغاني‭ ‬والمناسبات‭ ‬والفعاليات‭ ‬فقط،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأكبر‭ ‬لتطبيق‭ ‬‮«‬التيك‭ ‬توك‮»‬‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬انتشارا‭ ‬وتأثيرا‭ ‬وتفاعلا‭.‬

في‭ ‬إحدى‭ ‬جلسات‭ ‬المنتدى‭ ‬السعودي‭ ‬للإعلام‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬جيل‭ ‬الإعلام‭ ‬الجديد‭.. ‬المتغيرات‭ ‬والفرص‮»‬،‭ ‬تم‭ ‬تأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬تطوير‭ ‬محتوى‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمي،‭ ‬وتدريب‭ ‬منسوبي‭ ‬تلك‭ ‬الوسائل،‭ ‬لمجاراة‭ ‬منصات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والتغيرات‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الإعلام،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬تدريب‭ ‬المؤثرين‭ ‬على‭ ‬تعلم‭ ‬إطار‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬المهنة‭. ‬

لقد‭ ‬بدأ‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المنصات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬اليوم‭ ‬تنقل‭ ‬من‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬التيك‭ ‬توك‮»‬‭ ‬الأخبار‭ ‬والمعلومات،‭ ‬وأصبح‭ ‬التفاعل‭ ‬معها‭ ‬كبيرا‭ ‬وواضحا‭ ‬ومؤثرا،‭ ‬لأنها‭ ‬تدمج‭ ‬تقنية‭ ‬الصوت‭ ‬والصورة‭ ‬والفيديو‭ ‬مع‭ ‬إتاحة‭ ‬التعليقات‭ ‬والبث‭ ‬المباشر،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كونها‭ ‬منصة‭ ‬مربحة‭ ‬للأشخاص‭ ‬والمتابعين،‭ ‬والبعض‭ ‬أصبح‭ ‬يتلقى‭ ‬آلاف‭ ‬الدنانير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المحتوى‭ ‬الذي‭ ‬يعرضه،‭ ‬والفيديو‭ ‬الذي‭ ‬يبثه،‭ ‬والأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يتابعونه‭.‬

الناس‭ ‬اليوم‭ ‬تقضي‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتتأثر‭ ‬بما‭ ‬يتم‭ ‬عرضه‭ ‬فيها،‭ ‬وتستمد‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬خلالها،‭ ‬وكشأن‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬إعلامية‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬الإيجابي‭ ‬والسلبي،‭ ‬وحتى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬أخلاقي،‭ ‬فإن‭ ‬المنصات‭ ‬الحديثة‭ ‬‮«‬التيك‭ ‬توك‭ ‬والانستجرام‮»‬‭ ‬خصوصا،‭ ‬تعرض‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬للمتابع،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬سنه‭ ‬وجنسه‭ ‬وحتى‭ ‬موقعه،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬ممنوع‭ ‬وغير‭ ‬مرغوب،‭ ‬أصبح‭ ‬متاحا‭ ‬ومتوفرا،‭ ‬ويصل‭ ‬إلى‭ ‬الشخص‭ ‬بضغطة‭ ‬‮«‬زر‮»‬‭ ‬وأصبح‭ ‬الرهان‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬الرقابة‭ ‬الذاتية،‭ ‬والإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الأسرية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬والوطنية‭.‬

الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والهيئات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية،‭ ‬مجبرة‭ ‬اليوم‭ ‬للوجود‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التطبيق‭ ‬‮«‬التيك‭ ‬توك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحضور‭ ‬والتفاعل،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬إيصال‭ ‬الرسالة‭ ‬الإعلامية‭ ‬الوطنية،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تزاح‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التطبيق‭ ‬الذي‭ ‬فرض‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬والحسابات‭ ‬تنشر‭ ‬أخبارا‭ ‬غير‭ ‬دقيقة،‭ ‬وتتسبب‭ ‬في‭ ‬تهييج‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تهييج‭ ‬أمور‭ ‬أخرى،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬الجهات‭ ‬والجماعات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬ضد‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية،‭ ‬تعمل‭ ‬بشكل‭ ‬مضاعف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التطبيق،‭ ‬وتنشر‭ ‬رسائلها‭ ‬الخاطئة‭ ‬ومعلوماتها‭ ‬المضللة‭. ‬

‮«‬التيك‭ ‬توك‮»‬‭.. ‬منصة‭ ‬إعلامية‭ ‬عصرية‭ ‬مؤثرة،‭ ‬ومن‭ ‬الواجب‭ ‬وجود‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬الخليجي‭ ‬فيه‭.. ‬وأترك‭ ‬التعليق‭ ‬للمواطن‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭: ‬كم‭ ‬مؤسسة‭ ‬رسمية‭ ‬بحرينية‭ ‬موجودة‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬التيك‭ ‬توك»؟

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا