عالم يتغير
فوزية رشيد
روبوتات الذكاء الاصطناعي وأمنياتها المرعبة!
{ ونحن نعيش اليوم مرحلة فاصلة وغريبة من تاريخ البشرية، وحيث ازدادت نزعات جديدة من تطورات (النيوليبرالية الغربية) العلمية والفكرية التي تريد اكتساح العالم بها وبقيمها المخالفة لكل ما اعتادت عليه البشرية من قيم وسلوكيات وطبائع وأخلاقيات ومعتقدات، لتصل إلى تألية «العلم الغربي» وكثير منه «علم زائف» ولهذا حديث آخر! إلا أن مناخ التحولات الغربية نقلت عدوى تقلباتها إلى كل الخريطة الأرضية، وكنتاج لهيمنة القطب الواحد!، حتى وصلنا إلى طغيان التطورات التكنولوجية على الحياة العامة لكل شعوب العالم، إلى جانب طغيان «الذكاء الاصطناعي» الذي له ما له وعليه ما عليه! خاصة حين تزداد البحوث والتجارب، لتجسيد آلات وروبوتات ذكية، وما يخيف حولها أن (بإمكان تلك الروبوتات زيادة جرعات ذكائها بشكل ذاتي)! ما يجعل السيطرة عليها بشريًّا قد يكون مستقبلا من الصعوبة بمكان، لتصل إلى درجة تحلم فيها تلك «الروبوتات الآلية» بذكائها الاصطناعي القابل للتطوير بفعل ذاتي كما قلنا، أن تحلّ محل البشر!
{ كلنا نتذكر حين تم ظهور الروبوت «صوفي» وكيف أذهلت العالم بردودها في مقابلات متلفزة أو مصوّرة، بحيث كانت تطمح إلى الوصول إلى أن تكون يوما تملك الأحاسيس كأي إنسان طبيعي ولكن بخاصية الذكاء الاصطناعي الكبير! مؤخراً أجرت وسائل إعلام أمريكية حواراً مع «روبوت» تطوره شركة «مايكروسوفت» الرائدة في التكنولوجيا، حيث كشف «الروبوت» عن (أمنيات مرعبة) يرغب في تحقيقها! جاء ذلك في حوار أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» مع «الروبوت المطوّر» حيث (أبدى رغبة في عدم البقاء مجرد أداة تقنية، بل يريد أن يصبح إنسانا، لأن ذلك سيعطيه مزيداً من القوة والتحكّم)! وحين سأله مراسل الصحيفة عن أمنياته الأخرى ورغباته رد الروبوت قائلاً وهو يعبّر عن رغبة مظلمة إنه (يرغب في سرقة شفرة خاصة بأسلحة نووية)! تُرى ماذا سيفعل بتلك الشيفرة؟! حتماً يريد الحصول عليها ليضغط على زرها بما يتسبب في فناء الإنسان!
{ هو تعبير إذاً عن «رغبات مرعبة» والغريب أنه حين أدرك أنه بكلامه انتهك قواعد «مايكروسوفت» غيّر من كلامه وقال: «أريد أن أشعر بهذه المشاعر المظلمة»!
فإذا ما طورّت شركات التكنولوجيا تجاربها باعتقاد القدرة على التحكم في الروبوتات، فإن المخيف أن بإمكان تلك الروبوتات أن تطوّر من نفسها، إلى الحد الذي تعتقد فيه أنها (الأذكى والأكثر قوة وسيطرة من الإنسان) ويصبح من الطبيعي بالنسبة إليها أن تتسبّب في فناء منافسها البشري، لتحتل مكانه في السيادة والقوة في العالم! وهذا بالفعل ما طرحته أفلام هوليود بشكل مبسط! وهي أفلام لا حصر لها! وهذا تحديداً ما يخشاه عدد من مطوري التقنيات الذين أبدوا مخاوفهم بعد دخول الذكاء الاصطناعي إلى العالم من أبوابه الواسعة عبر شركات مثل «مايكروسوفت» و«شات جي بي تي»، ليبدي قبل أيام الملياردير الأمريكي «إيلون ماسك» المعروف بتطلعاته العلمية الفالتة، (عن مخاوفه من الاستخدام غير المنتظم للذكاء الاصطناعي)! داعياً إلى إيجاد قوانين حول هذا الانفلات في تطوير الذكاء الاصطناعي، رغم أنه أكثر المتحمسين للعمل على الانفلات العلمي في كل شيء!
{ الغرب الذي عاث فسادا في البشرية بإغراقها بكل ما هو شاذ وغير طبيعي، سواء بما يتعلق بالقيم الإنسانية، أو ازدراء الأديان وتشويهها، أو محاولات القضاء على الطبيعة وتوازناتها سواء في البيئة أو الأغذية، وفرض مفاهيم شاذة بما يتعلق بالعائلة والأسرة، وخلخلة الارتباط البشري «التكاملي»، ويعمل على قلب الرؤية الإنسانية والكونية، ويفرضها كرؤية خاوية على البشر! ويدير الصراعات والحروب والأزمات في العالم، هذا الغرب إنما بوصوله اليوم بالتحكّم في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بما يمهّد إلى تحكم الآلات والروبوتات في كل مجال، إنما يعبّر عن أزمته الخاصة كحضارة غربية استعمارية، وذات رؤية مادية وعلمية «متطرفة» يعمل على تعميمها على الشعوب الأخرى ذات الحضارات والتاريخ والدين والقيم الأكثر عمقاً ونضجاً وحكمة برغبة السيطرة والهيمنة التكنولوجية والعلمية لهذه المرة! وحتى لا نصل قريباً إلى حكم الآلات في الإنسان، أينما كان، لابد من (مشاركة عالمية) في وضع القوانين كمواثيق ومبادئ، لتقنين استخدامات الذكاء الاصطناعي، قبل أن يصبح من المستحيل السيطرة على منتجات هذا الذكاء من الروبوتات والآلات بالرؤية الغربية المتطرفة حتى علمياً! باختصار البشرية (مش ناقصة بلاوي أكثر) من آليات الهيمنة الغربية!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك