العدد : ١٧٤٤٩ - الأربعاء ٣١ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ رجب ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٤٩ - الأربعاء ٣١ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ رجب ١٤٤٧هـ

بصمات نسائية

عضوية مجلس إدارة معهد اليونسكو للإحصاء أجمل حصاد المشوار

د. شيخة عبدالله مفيز.

الأربعاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

أول بحرينية عضو مجلس إدارة معهد اليونسكو للإحصاء التابع لمنظمة الأمم المتحدة.. حاصلة على ميدالية الدولة الذهبية ودرع القيادات المتميزة.. المنسق الوطني للهدف الرابع.. رئيس اللجنة الدائمة لتطوير مؤشر رأس المال البشري.. مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي بوزارة التربية والتعليم.. شيخة عبدالله مفيز لــ«أخبار الخليج»:

أجرت‭ ‬الحوار‭: ‬هالة‭ ‬كمال‭ ‬الدين

يقول‭ ‬المناهض‭ ‬السياسي‭ ‬نيلسون‭ ‬مانديلا‭: ‬‮«‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬أقوى‭ ‬سلاح‭ ‬يمكنك‭ ‬استخدامه‭ ‬لتغيير‭ ‬العالم‮»‬‭!‬

بالفعل،‭ ‬كان‭ ‬التعليم‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليها‭ ‬هو‭ ‬الشعلة‭ ‬التي‭ ‬أضاءت‭ ‬طريقها‭ ‬نحو‭ ‬تغيير‭ ‬حياة‭ ‬الآخرين،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترك‭ ‬أثر‭ ‬استراتيجي‭ ‬ومستدام‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التخطيط‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬والحوكمة‭ ‬المؤسسية‭ ‬وبناء‭ ‬القدرات‭ ‬عبر‭ ‬28‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬المتنوعة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬العام‭ ‬والعالي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إسهاماتها‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬خريطة‭ ‬الطريق‭ ‬لتحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬‮«‬التعليم‭ ‬الجيد‮»‬‭ ‬بوطنها‭.‬

شيخة‭ ‬عبدالله‭ ‬مفيز،‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬معهد‭ ‬اليونسكو‭ ‬للإحصاء‭ ‬التابع‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬المنسق‭ ‬الوطني‭ ‬للهدف‭ ‬الرابع،‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الدائمة‭ ‬لتطوير‭ ‬مؤشرات‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري،‭ ‬حاصلة‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬والشهادات‭ ‬التقديرية‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬وطنية‭ ‬وإقليمية‭ ‬وذلك‭ ‬لجهودها‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬التطوير‭ ‬والتميز‭ ‬المؤسسي،‭ ‬والتطوير‭ ‬التعليمي‭ ‬المستدام،‭ ‬وإعداد‭ ‬وتنفيذ‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الوطنية‭ ‬للتعليم،‭ ‬وقيادة‭ ‬فرق‭ ‬التخطيط،‭ ‬والحوكمة،‭ ‬وفي‭ ‬تمثيل‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬اللجان‭ ‬الوطنية‭ ‬والخليجية‭ ‬والدولية‭.‬

‭ ‬التعليم‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليها‭ ‬رسالة‭ ‬تتجاوز‭ ‬المهنة،‭ ‬تمنحها‭ ‬الشعور‭ ‬بالمتعة‭ ‬وبالسعادة‭ ‬وبالفخر،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلوين‭ ‬العقول‭ ‬ورسم‭ ‬الأحلام‭ ‬وإلهام‭ ‬الآخرين‭ ‬وتشكيل‭ ‬الوعي‭ ‬بهدف‭ ‬صناعة‭ ‬إنسان‭ ‬يحمل‭ ‬أمانة‭ ‬المستقبل‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬ومهارة‭ ‬واقتدار‭.‬

في‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭ ‬نسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أبرز‭ ‬محطات‭ ‬مسيرتها‭ ‬وأهم‭ ‬مرتكزات‭ ‬التخطيط‭ ‬التعليمي،‭ ‬ومساهمتها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬تطور‭ ‬نوعي‭ ‬ومستدام‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬كفاءة‭ ‬المخرجات‭ ‬وتلبية‭ ‬أولويات‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭.‬

‭*‬كيف‭ ‬أثرت‭ ‬نشأتك‭ ‬في‭ ‬مسيرتك؟

‭-‬لقد‭ ‬أثرت‭ ‬نشأتي‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬شخصيتي‭ ‬التي‭ ‬أفخر‭ ‬بها‭ ‬اليوم،‭ ‬فقد‭ ‬تربيت‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافري‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬واحترام‭ ‬وتقدير‭ ‬العلم،‭ ‬وعلى‭ ‬اعتباره‭ ‬الطريق‭ ‬الوحيد‭ ‬للتميز‭ ‬وللتغيير‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬غرسه‭ ‬في‭ ‬والدي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬مديرا‭ ‬لإحدى‭ ‬المدارس‭ ‬وكذلك‭ ‬والدتي‭ ‬المعلمة،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تضع‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬سلم‭ ‬أولوياتها‭ ‬وتؤكد‭ ‬دائما‭ ‬تقديسها‭ ‬له‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬حرصي‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬التعلم،‭ ‬بل‭ ‬وتمنيت‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬التعليم‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬رسالة‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬

هوايات‭ ‬الطفولة؟

‭-‬من‭ ‬أهم‭ ‬الهوايات‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أمارسها‭ ‬وبنهم‭ ‬شديد‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي‭ ‬هي‭ ‬القراءة،‭ ‬فالكتاب‭ ‬كان‭ ‬ومازال‭ ‬رفيق‭ ‬دربي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يفارقني،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬لجدي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬الفضل‭ ‬وراء‭ ‬غرس‭ ‬هذه‭ ‬الهواية‭ ‬بداخلي،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يقرأ‭ ‬لي‭ ‬القصص‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬صقل‭ ‬من‭ ‬شخصيتي‭ ‬وجعلني‭ ‬قارئة‭ ‬بامتياز،‭ ‬كذلك‭ ‬كنت‭ ‬عاشقة‭ ‬للسفر‭ ‬واكتشاف‭ ‬الأماكن‭ ‬الجديدة‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬الثقافات‭ ‬المختلفة‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬حلمي‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬معلمة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وسعيت‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬رغبة‭ ‬والدي‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬طبيبة،‭ ‬فقررت‭ ‬دراسة‭ ‬الأدب‭ ‬الإنجليزي‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الجامعة‭ ‬ووعدته‭ ‬بأن‭ ‬أحقق‭ ‬له‭ ‬حلمه‭ ‬بأن‭ ‬أحمل‭ ‬لقب‭ (‬الدكتورة‭) ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬التخصص‭ ‬الذي‭ ‬يشبع‭ ‬شغفي‭ ‬وقد‭ ‬كان‭.‬

كيف‭ ‬كانت‭ ‬مرحلة‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية؟

‭-‬لقد‭ ‬التحقت‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬لدراسة‭ ‬تخصص‭ ‬الأدب‭ ‬الإنجليزي،‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مراحل‭ ‬حياتي،‭ ‬فالبيئة‭ ‬مختلفة‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬المدرسة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تعلمنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬والسلوكيات‭ ‬والمعاني‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬أفادتني‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬مشواري‭ ‬العملي،‭ ‬كالصبر‭ ‬والكفاح‭ ‬والنحت‭ ‬في‭ ‬الصخر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافي‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وصلابة‭ ‬والحوار‭ ‬وغيرها،‭ ‬علما‭ ‬بأنني‭ ‬بدأت‭ ‬مشواري‭ ‬العملي‭ ‬أثناء‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬عمل‭ ‬لي‭ ‬كمترجمة‭. ‬

وبعد‭ ‬التخرج؟

‭-‬بعد‭ ‬التخرج‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬مباشرة‭ ‬قررت‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬وكان‭ ‬موضوعها‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬تطبيقات‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬وعقب‭ ‬ذلك‭ ‬تم‭ ‬ابتعاثي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭  ‬لدراسة‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ليدز‭ ‬البريطانية،‭ ‬وكان‭ ‬محورها‭  ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للجودة‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬وقضيت‭ ‬هناك‭ ‬حوالي‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنها‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬الفترات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بي‭ ‬حيث‭ ‬تزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬ولادة‭ ‬ابنتي‭ ‬وكان‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬أن‭ ‬أنشغل‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمر‭ ‬الصغير،‭ ‬ولعل‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬هون‭ ‬علي‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬هو‭ ‬رعاية‭ ‬والدتي‭ ‬لها‭ ‬وتعويضها‭ ‬عن‭ ‬غيابي‭ ‬عنها،‭ ‬ولذلك‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أهدي‭  ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬لابنتي‭. ‬

 

ماذا‭ ‬علمتك‭ ‬تجربة‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬بريطانيا؟

‭-‬دراستي‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ليدز‭ ‬البريطانية‭ ‬أفادتني‭ ‬كثيرا‭ ‬فقد‭ ‬تعلمت‭ ‬خلالها‭ ‬التحليل‭ ‬النقدي،‭ ‬وأنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬صح‭ ‬أو‭ ‬خطأ‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬مختلفة،‭ ‬ولذلك‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬مثلت‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي،‭ ‬وقد‭ ‬أجريت‭ ‬دراسة‭ ‬مقارنة‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وبريطانيا‭ ‬لمرورهما‭ ‬بنفس‭ ‬المراحل‭ ‬تقريبا‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الإداري‭ ‬وبتحليل‭ ‬التجربتين‭ ‬باستخدام‭ ‬أساليب‭ ‬محددة‭ ‬للبحث،‭ ‬وصحيح‭ ‬أن‭ ‬طريق‭ ‬الدكتوراه‭ ‬كان‭ ‬مليئا‭ ‬بالتحديات‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬السند‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬منحني‭ ‬القوة‭ ‬للاستمرار‭ ‬كان‭ ‬دعم‭ ‬زوجي‭ ‬وعائلتي‭ ‬الذين‭ ‬أحاطونني‭ ‬بالتشجيع‭ ‬والثقة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعلني‭ ‬أكمل‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬حتى‭ ‬نهايتها‭.  ‬

 

أول‭ ‬محطة‭ ‬عملية‭ ‬بعد‭ ‬العودة؟‭ ‬

‭-‬بعد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬وبدأت‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تخصصي‭ ‬وذلك‭ ‬لدى‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬وترقيت‭ ‬تدريجيا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬منصب‭ ‬مديرة‭ ‬للتخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬عضوية‭ ‬معهد‭ ‬اليونسكو‭ ‬للإحصاء‭ ‬التابع‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬كأول‭ ‬بحرينية‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭.‬

 

ما‭ ‬وراء‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز؟

‭-‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬المهم‭ ‬والمشرف‭ ‬إنما‭ ‬يمثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬أجمل‭ ‬حصاد‭ ‬لمشواري‭ ‬الممتد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬28‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬ثمرة‭ ‬لجهود‭ ‬كبيرة‭ ‬بذلتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬موقعي‭ ‬كمنسق‭ ‬وطني‭ ‬للهدف‭ ‬الرابع‭ ‬المعني‭ ‬بالتعليم‭ ‬الجيد‭ ‬وتحسين‭ ‬البيئة‭ ‬المدرسية‭ ‬وتأهيل‭ ‬المعلمين،‭ ‬وهو‭ ‬يعكس‭ ‬كذلك‭ ‬مدى‭ ‬حرص‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬ودعمها‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة،‭ ‬وكم‭ ‬أنا‭ ‬فخورة‭ ‬بفوز‭ ‬المملكة‭ ‬بهذا‭ ‬المقعد‭ ‬لتمثيل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ضمن‭ ‬المجموعة‭ ‬الخامسة‭.‬

 

أكثر‭ ‬الداعمين‭ ‬لك‭ ‬عبر‭ ‬مشوارك؟

‭-‬مسيرتي‭ ‬المهنية‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تتشكل‭ ‬بهذا‭ ‬النضج‭ ‬وتصل‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬لولا‭ ‬البيئة‭ ‬الداعمة‭ ‬التي‭ ‬وفرتها‭ ‬قيادة‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وأود‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬جمعة‭ ‬يعد‭ ‬نموذجا‭ ‬للقائد‭ ‬الملهم‭ ‬الذي‭ ‬يفتح‭ ‬مساحات‭ ‬واسعة‭ ‬للعمل‭ ‬الخلاق‭ ‬ويمنح‭ ‬الفرص‭ ‬لبناء‭ ‬المبادرات‭ ‬والمشاريع‭ ‬الوطنية‭ ‬ذات‭ ‬الأثر،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬سعادة‭ ‬الأستاذة‭ ‬نوال‭ ‬إبراهيم‭ ‬الخاطر‭ ‬وهي‭ ‬تعد‭ ‬إحدى‭ ‬الشخصيات‭ ‬التربوية‭ ‬التي‭ ‬تركت‭ ‬أثرا‭ ‬بالغا‭ ‬عبر‭ ‬رحلتها،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬المعلمة‭ ‬والقائدة‭ ‬التي‭ ‬تعلمت‭ ‬منها‭ ‬معنى‭ ‬التحفيز‭ ‬والالتزام‭.‬

 

رؤيتك‭ ‬لمستقبل‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين؟

‭-‬أصبح‭ ‬مستقبل‭ ‬التعليم‭ ‬أكثر‭ ‬ابتكارا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬إذ‭ ‬يعيد‭ ‬تعريف‭ ‬أدوار‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المعلمين‭ ‬والمتعلمين،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تؤكده‭ ‬سياسة‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬إلي‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬التميز‭ ‬التعليمي‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجودة‭ ‬والابتكار‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬الطلاب‭ ‬بالمعرفة‭ ‬والمهارات‭ ‬والقيم‭ ‬اللازمة‭ ‬لدعم‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وليكونوا‭  ‬مواطنين‭ ‬فاعلين‭ ‬ومساهمين‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المجتمع،‭ ‬وذلك‭ ‬كي‭ ‬تصبح‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬جودة‭ ‬التعليم،‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تعزيز‭ ‬فرص‭ ‬التعلم‭ ‬المستمر‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬التقليدي،‭ ‬وأنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الأرض‭ ‬ممهدة‭ ‬اليوم‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ويبقى‭ ‬المطلوب‭ ‬هو‭ ‬التركيز‭ ‬بدرجة‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬المهارات‭ ‬الشاملة‭ ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬مثل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والواقع‭ ‬الافتراضي‭. ‬

 

أهم‭ ‬إنجاز‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتك؟

‭-‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬أفخر‭ ‬وأعتز‭ ‬بها‭ ‬كثيرا‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭ ‬الطويل،‭ ‬ولعل‭ ‬أهمها‭ ‬هو‭ ‬حصول‭ ‬إدارة‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬مؤخرا‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الجودة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يمثل‭ ‬لي‭ ‬حلما‭ ‬واليوم‭ ‬ها‭ ‬هو‭ ‬يتحقق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬أمام‭ ‬عيني‭. ‬

 

مبدأ‭ ‬تسيرين‭ ‬عليه؟

‭-‬هناك‭ ‬مبدأ‭ ‬مهم‭ ‬أضعه‭ ‬دائما‭ ‬نصب‭ ‬عيني‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتي‭ ‬وهو‭ ‬العمل‭ ‬للصالح‭ ‬العام‭ ‬وخدمة‭ ‬وطني‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬وأداء‭ ‬مسؤولياتي‭ ‬بمنتهى‭ ‬الصدق‭ ‬والأمانة،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬قناعتي‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬سيبقى‭ ‬هو‭ ‬السيرة‭ ‬والعطاء‭ ‬والأثر‭ ‬والبصمة‭.‬

ما‭ ‬سلاحك‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬أي‭ ‬أزمة؟

‭-‬أعترف‭ ‬بأنني‭ ‬قد‭ ‬مررت‭ ‬بأوقات‭ ‬صعبة‭ ‬عبر‭ ‬مشواري،‭ ‬ولكنني‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بأن‭ ‬أي‭ ‬تعثر‭ ‬أو‭ ‬سقوط‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬درس‭ ‬نتعلم‭ ‬منه،‭ ‬وحافز‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬أقدامنا‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وبكل‭ ‬قوة‭ ‬وصلابة‭ ‬عما‭ ‬سبق،‭ ‬وسلاحي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬الإيمان‭ ‬بالله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬وبقدراتي‭ ‬وبثقتي‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬وبأن‭ ‬المرأة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬تتمتع‭ ‬بطاقات‭ ‬خارقة‭ ‬المهم‭ ‬فقط‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تملك‭ ‬الإرادة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬لأي‭ ‬شيء‭ ‬أن‭ ‬يكسرها‭ ‬أو‭ ‬يعيقها‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬وطموحاتها‭.‬

حلمك‭ ‬القادم؟

‭-‬حلمي‭ ‬الذي‭ ‬أسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭ ‬دوما‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أواصل‭ ‬مسيرتي‭ ‬المهنية‭ ‬وأن‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬وطني،‭ ‬وأن‭ ‬أستمر‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬أدواري‭ ‬القيادية‭ ‬بكل‭ ‬اقتدار‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬برسم‭ ‬خريطة‭ ‬الطريق‭ ‬لتحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬وطني‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬بفرص‭ ‬متقدمة‭ ‬تقنيا‭ ‬ورقميا‭ ‬وجغرافيا‭ ‬وبكوادر‭ ‬كفؤة‭ ‬ومؤهلة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬كما‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أمثل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أفضل‭ ‬تمثيل‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وأن‭ ‬أقدم‭ ‬صورة‭ ‬مشرفة‭ ‬للنساء‭ ‬البحرينيات‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا