جمهورية كازاخستان هي إحدى الجمهوريات السوفيتية السابقة المهمة من حيث الأهمية الاقتصادية والزراعية والثقافية والعلمية والتكنولوجية لما تتمتع به من مساحات واسعة من الأراضي الخصبة والخيرات المادية المختلفة فكانت كازاخستان مصدرا أساسيا من مصادر الدخل القومي في الاتحاد السوفيتي، ومساهما رئيسيا في دعم الميزانية السوفيتية المركزية في موسكو، كما ان العديد من القيادات السوفيتية كانت من كازاخستان منهم نور سلطان نزارباييف الذي كان من العناصر الشابة في ذلك الوقت، حيث أصبح عضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي وهي أعلى سلطة في بلاد السوفييت عاد إلى كازاخستان بعد الانهيار المدوي للاتحاد السوفيتي في بداية التسعينيات من القرن الماضي لقيادة كازاخستان في المرحلة الانتقالية مرحلة ما بعد الحقبة السوفيتية ليصبح أول رئيس لكازاخستان بعد حصولها على الاستقلال وخروجها من الاتحاد السوفيتي، حيث تمكن من السير بالبلاد إلى بر الأمان بعد تجاوز تداعيات انهيار الاتحاد الذي جمع خمس عشرة جمهورية على مدار سبعة عقود من الزمان، ولذلك كانت كازاخستان أقل الجمهورية السوفيتية السابقة تأثرا بالانهيار.
وبعد استقرار الأوضاع في البلاد سلم نزارباييف السلطة إلى جيل الشباب بقيادة الرئيس الحالي قاسم دجومارت توكاييف، حيث أصبحت كازاخستان في ظل حكمه دولة متطورة عصرية وحديثة ذات اقتصاد قوي، وتمكن من توظيف مصادر دخل البلاد في تطوير البنية التحتية للبلاد وإعمارها وتحسين مستوى المعيشة للمواطن الكازاخستاني، فضلا عن إقامة علاقات متوازنة مع دول العالم شرقها وغربها جنوبها وشمالها قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مع مراعاة المصالح المشتركة والانضمام إلى منظمة التعاون الإسلامي باعتبار كازاخستان دولة مسلمة يعتنق أغلب سكانها العقيدة الإسلامية السمحاء.
ورغم البعد الجغرافي واختلاف التطور التاريخي بين مملكة البحرين وجمهورية كازاخستان، فإن ما يجمع بينهما أنهما كانتا ملتقى طرق التجارة الدولية، فإذا كانت كازاخستان جزءا من طريق الحرير الذي ربط بين الصين ومنطقة آسيا الوسطى وبلاد فارس والجزيرة العربية وأوروبا، فإن البحرين شكلت أحد أهم الموانئ للسفن التجارية بسبب موقعها المتميز في وسط الخليج العربي فكانت البحرين مركزا مهما لعبور البضائع من الهند وشرق إفريقيا والجزيرة العربية وبلاد السند وحضارة بابل، ولذلك كانت البحرين وكازاخستان جزءا من التجارة الدولية.
كما يمثل الإسلام رابطا أساسيا بين كازاخستان والبحرين، فقد دخلت البحرين في الإسلام في القرن السابع الميلادي ودخلت كازاخستان في الإسلام في القرن العاشر الميلادي، حيث شكل الإسلام في كلا البلدين منظومة قيم تجسد العدالة الاجتماعية والاحترام والالتزام بالتعاليم الإسلامية العظيمة التي تحفظ كيان الأمم.
لقد شكلت هذه الخلفية المشتركة الأساس القوي لتعزيز الثقة والتعاون بين البحرين وكازاخستان من خلال تفاعل الحضارات، فإذا تأثرت كازاخستان بالحضارة التركية والفارسية والروسية، فإن البحرين تأثرت بالحضارة الإسلامية والعربية والعثمانية مع الاحتفاظ بالهوية الوطنية.
وانطلاقة من هذه القواسم المشتركة حرص البلدان على تعزيز العلاقات بينهما وفق القواسم المشتركة التي تجمعهما، فقد تم إعلان إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية الكاملة في عام 1992 مباشرة بعد حصول جمهورية كازاخستان على استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، كما أسلفنا ومن محاسن الصدف أن العيد الوطني لكل من مملكة البحرين وجمهورية كازاخستان يصادف يوم السادس عشر من ديسمبر.
ومنذ ذلك التاريخ تنامى الاهتمام بتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والأكاديمية والمصرفية خصوصا في مجال التمويل الاسلامي توجت بزيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم أيده لجمهورية كازاخستان في عام 2014، حيث أسهمت تلك الزيارة في وضع الإطار العام للعلاقات بين البلدين من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين وتسهيل دخول مواطني كازاخستان إلى مملكة البحرين وإعفاء مواطني مملكة البحرين من الفيزا لزيارة كازاخستان وافتتاح القنصلية العامة لكازاخستان في مملكة البحرين تمهيدا لتحويلها إلى سفارة وتعيين السيد بابر دواربينييك قنصلا عاما في البحرين الذي يبذل جهودا كبيرة لتعزيز العلاقات بين البلدين من خلال التواصل مع رجال الأعمال البحرينيين للتعريف بالإمكانيات الاستثمارية في كازاخستان والتواصل مع الفعاليات الفنية والثقافية والسياحية لتطوير العلاقات بين البحرين وكازاخستان في هذه المجالات ومرافقة رجال الأعمال والمستثمرين الكازاخستانيين خلال زيارتهم لمملكة البحرين وترتيب لقاءاتهم مع القائمين على القطاع التجاري والاستثماري في البحرين.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك