العدد : ١٧٤٣٥ - الأربعاء ١٧ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٣٥ - الأربعاء ١٧ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

قرار مجلس الأمن لم يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة

بقلم: د. رمزي بارود

الأحد ١٤ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

سيكون‭ ‬مصير‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬رقم‭ ‬2803‭ ‬الفشل،‭ ‬وسيترتب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الفشل‭ ‬دفع‭ ‬ثمن‭ ‬باهظ‭: ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬القتلى‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ودمارٌ‭ ‬واسع‭ ‬النطاق،‭ ‬وامتداد‭ ‬العنف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إلى‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬ومواقع‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬بتاريخ‭ ‬14‭ ‬نوفمبر‭ ‬2025م،‭ ‬بمثابة‭ ‬جائزة‭ ‬ترضية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بعد‭ ‬فشلها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هدفها‭ ‬النهائي‭ ‬من‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬عامين‭ ‬في‭ ‬غزة‭: ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬للسكان‭ ‬والاستيلاء‭ ‬الكامل‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

لقد‭ ‬حطمت‭ ‬غزة‭ ‬عقيدة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬أساسية‭ ‬أولا‭ ‬وهي‭ ‬اليقين‭ ‬المطلق‭ ‬من‭ ‬التفوق‭ ‬العسكري‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لإخضاع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬باستخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتفوقة‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والغرب‭.‬

ورغم‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أبداً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الاحتلال‭ ‬سهلاً‭ ‬‭ ‬كما‭ ‬يشهد‭ ‬تاريخ‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬‭ ‬فإن‭ ‬الاستيلاء‭ ‬الكامل‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬القيادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أمراً‭ ‬مؤكداً‭.‬

في‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬الماضي،‭ ‬صرّح‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬بثقة‭ ‬تامة‭ ‬بأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬بأكملها‮»‬‭. ‬لكن‭ ‬تبيّن‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬كان‭ ‬مجرد‭ ‬تفكير‭ ‬عديم‭ ‬البصيرة‭.‬

كيف‭ ‬فشلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬إخضاع‭ ‬شعب‭ ‬يبلغ‭ ‬تعداده‭ ‬مليوني‭ ‬نسمة‭ ‬يعاني‭ ‬الفقر‭ ‬والحصار،‭ ‬ويعاني‭ ‬من‭ ‬المجاعة،‭ ‬وواحدة‭ ‬من‭ ‬أبشع‭ ‬عمليات‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬العالم؟‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرحه‭ ‬المؤرخون‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

ولكن‭ ‬النتيجة‭ ‬المباشرة‭ ‬سياسية‭ ‬إذ‭ ‬تدرك‭ ‬إسرائيل‭ ‬وداعموها‭ ‬الغربيون،‭ ‬وخاصة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬أن‭ ‬الفشل‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬سوف‭ ‬يفسره‭ ‬ضحايا‭ ‬إسرائيل‭ ‬باعتباره‭ ‬علامة‭ ‬محورية‭ ‬على‭ ‬العصر‭.‬

وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬فقد‭ ‬انتقلت‭ ‬فكرة‭ ‬انهيار‭ ‬إسرائيل‭ ‬ونهاية‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬هامش‭ ‬النقاش‭ ‬الفكري‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬الاهتمام‭. ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬مدعومة‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬أنفسهم،‭ ‬وهي‭ ‬موضوع‭ ‬متكرر‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

إن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬العنوان‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬هآرتس‭ ‬بتاريخ‭ ‬15‭ ‬نوفمبر‭ ‬2025‭ ‬ليس‭ ‬صادماً‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭: ‬‮«‬في‭ ‬موقع‭ ‬سري‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬هارفارد،‭ ‬يتم‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أرشيف‭ ‬ضخم‭ ‬لإسرائيل‭ ‬‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬توقفت‭ ‬إسرائيل‭ ‬عن‭ ‬الوجود‮»‬‭.‬

وهكذا،‭ ‬كانت‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬الاستقرار‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬ووقعها‭ ‬في‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬أكتوبر‭ ‬2025م،‭ ‬بمثابة‭ ‬البداية‭ ‬الرسمية‭ ‬للمخطط‭ ‬الأمريكي‭ ‬لإنقاذ‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬أخطائها‭.‬

كان‭ ‬المقصود‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬المزعوم‭ ‬منح‭ ‬إسرائيل‭ ‬فرصةً‭ ‬للمناورة‭. ‬فبدلاً‭ ‬من‭ ‬احتلال‭ ‬غزة‭ ‬بأكملها‭ ‬وطرد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬منها،‭ ‬ستلجأ‭ ‬إسرائيل‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬الهندسة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬نفسه‭.‬

إن‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الخطة،‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬معظم‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬تحت‭ ‬السيطرة‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تحسباً‭ ‬للقيام‭ ‬بانسحاب‭ ‬تدريجي‭ ‬من‭ ‬القطاع،‭ ‬أثبتت‭ ‬بالفعل‭ ‬أنها‭ ‬مجرد‭ ‬خدعة‭.‬

وحتى‭ ‬وقت‭ ‬كتابة‭ ‬هذا‭ ‬المقال،‭ ‬انتهكت‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بحسب‭ ‬تقارير‭ ‬مكتب‭ ‬الإعلام‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬الاتفاق‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬مرة،‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬فلسطيني‭.‬

وتستمر‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬هدم‭ ‬المناطق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بشكل‭ ‬منهجي،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬في‭ ‬تصعيد‭ ‬عملياتها‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬غرب‭ ‬الخط‭ ‬الأصفر‭ ‬الذي‭ ‬يفصل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬منطقتين‭.‬

والأسوأ‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬وفقًا‭ ‬لسلطات‭ ‬غزة،‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬توسّع‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والمقدرة‭ ‬بنحو‭ ‬58%،‭ ‬غربًا‭. ‬وقد‭ ‬رسّخ‭ ‬‮«‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‮»‬‭ ‬فعليًا‭ ‬آلية‭ ‬جديدة‭ ‬تسمح‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بشن‭ ‬حرب‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واحد‭ ‬‭ ‬مع‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التوسع‭ ‬الإقليمي‭ ‬والتدمير‭ ‬والاغتيالات‭ ‬والمجازر‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬‭ ‬وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬لا‭ ‬يتوقع‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬سوى‭ ‬إبطاء‭ ‬آلة‭ ‬القتل‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وهذا‭ ‬أمرٌ‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للاستمرار،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬انتهكت‭ ‬أيضًا‭ ‬المبدأ‭ ‬الأساسي‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬الوهمي‭ ‬والمتعلق‭ ‬بالسماح‭ ‬بدخول‭ ‬المساعدات‭ ‬الحيوية‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭.‬

أقرّ‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬رقم‭ ‬2803‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬الاستقرار‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬فرض‭ ‬أي‭ ‬التزامات‭ ‬قانونية‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وأنشأ‭ ‬مجلسًا‭ ‬انتقاليًا‭ ‬للإدارة‭ ‬والإشراف،‭ ‬مستثنيًا‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬تمامًا،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬الغرب‭.‬

سيكون‭ ‬الفرع‭ ‬التنفيذي‭ ‬لهذه‭ ‬القوة‭ ‬هو‭ ‬قوة‭ ‬الاستقرار‭ ‬الدولية‭ (‬ISF‭)‬،‭ ‬ومهمتها‭ ‬الوحيدة‭ ‬هي‭ ‬‮«‬استقرار‭ ‬البيئة‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نزع‭ ‬سلاح‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وتعمل‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وفقا‭ ‬للقرار،‭ ‬‮«‬بالتشاور‭ ‬والتعاون‭ ‬الوثيق‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬القوة‭ ‬مكلفة‭ ‬بتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬العسكرية‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬مما‭ ‬يسمح‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بتحديد‭ ‬توقيت‭ ‬وطبيعة‭ ‬انسحابها‭ ‬التدريجي‭ ‬المفترض‭.‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يرفضون‭ ‬نزع‭ ‬السلاح‭ ‬‭ ‬لأن‭ ‬نزع‭ ‬السلاح‭ ‬غير‭ ‬المشروط‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ضمانات‭ ‬دولية‭ ‬ذات‭ ‬معنى‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬بالتأكيد‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬الكاملة‭ ‬للإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ــ‭ ‬فإن‭ ‬إسرائيل‭ ‬سوف‭ ‬ترفض‭ ‬بالتأكيد‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬غزة‭.‬

وقد‭ ‬أوضح‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬16‭ ‬نوفمبر‭ ‬2025م،‭ ‬عندما‭ ‬صرح‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬لن‭ ‬تنسحب‮»‬‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬نزع‭ ‬سلاح‭ ‬حركة‭ ‬حماس،‭ ‬‮«‬سواء‭ ‬بالطريقة‭ ‬السهلة‭ ‬أو‭ ‬بالطريقة‭ ‬الصعبة‮»‬‭.‬

إن‭ ‬تقسيم‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬تقودها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتغيير‭ ‬طبيعة‭ ‬التحدي‭ ‬الذي‭ ‬تواجهه‭ ‬تل‭ ‬أبيب،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬نفس‭ ‬الأهداف‭ ‬الأصلية‭.‬

لقد‭ ‬خدم‭ ‬القرار‭ ‬المذكور‭ ‬مصالح‭ ‬إسرائيل‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ ‬الحماس‭ ‬الذي‭ ‬أبداه‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬ترفض‭ ‬احترامه،‭ ‬مما‭ ‬يوضح‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مرحلة‭ ‬ثانية‭ ‬من‭ ‬خطة‭ ‬ترامب‭ ‬الأصلية‭.‬

مع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الخطة‭ ‬السياسية‭ ‬برمتها‭ ‬محكوم‭ ‬عليها‭ ‬بالفشل‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬معاناة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ستتفاقم‭ ‬حتمًا‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬المقبلة،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬معيبة‭ ‬جوهريًا‭: ‬فهي‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الخداع‭ ‬والإكراه،‭ ‬وتستند‭ ‬إلى‭ ‬افتراض‭ ‬خاطئ‭ ‬بأن‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬سيقبلون‭ ‬بأي‭ ‬خطة‭ ‬تُفرض‭ ‬عليهم‭.‬

هذه‭ ‬المقدمة‭ ‬تتجاهل‭ ‬التاريخ‭. ‬فقد‭ ‬دأب‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬على‭ ‬هزيمة‭ ‬آليات‭ ‬معقدة‭ ‬صُممت‭ ‬لتحطيمهم،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الترتيب‭ ‬الجديد‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للاستدامة‭. ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬يؤكد‭ ‬فشل‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬رقم‭ ‬2803‭ ‬حقيقة‭ ‬راسخة‭: ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬بل‭ ‬تغيرت‭ ‬معالمها‭ ‬فحسب‭. ‬

‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬العالم‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬التالية‭ ‬على‭ ‬حقيقتها‭ -‬فهي‭ ‬مناورة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تسهيل‭ ‬الخطة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وتطهيره‭ ‬عرقيًا‭.‬

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا